معلومٌ أن أشكال الشعر العامي كثيرة . ولا يوجد محاولة معروفة في تاريخ هذا الشعر تطمح إلى أن تجمعَ حشداً من هذه الأشكال في قالبٍ فنيٍّ واحد.
ربما يَصِحُّ أن نسمِّيَ مثلَ هذه المحاولة شكلَ الأشكال، أعني أنها الشكل الفني الذي تتلاقى فيه أشكالٌ مختلفة من شعر العامية في إهابٍ واحد.
يعرف الذين يدرسون الشعر المكتوب بالعامية أن حظَّ مصر من هذه الأشكال كثير وكبير وشديد الغِنى .
نحن نعرف مثلاً الموال بصوره المختلفة ، ونعرف فن الواو، وفن والنميم، ونعرف الشعر الشعبي – ربما يُسَمَّى أحياناً باسم النبطي قياساً على نظيره في الخليج العربي – الذي ينشده شعراء البدو في مصر، في سيناء، وبادية الصحراء الغربية والشرقية .
ونعرف في هذا التراث أغاني العمل التي ترددها الحرف المختلفة . ونعرف الأغاني الشعبية الريفية التي توافق المناسبات المختلفة: الأفراح، العدودة ، الختان ، إلى آخر هذا كله .
ونعرف كذلك النصوص الفاتنة التي يرددها الصوفيون ورحال الموالد في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم – وفي موضوعات الشعر الديني ، ومنها الموشحات الجميلة التي برع فيها كثيرٌ من هؤلاء.
ونحن نعرف الزجلَ، ونعرف انفعاله بالقيم الإنسانية النبيلة، والعمل الذي يقوم به في دعوة الناس إلى السلوك الاجتماعي الصحيح.
ونعرف كذلك أن القصيدة الحديثة المكتوبة بالعامية قد واكبت تاريخ الوطن. لن ننسى بحال شعر عبد الله النديم الذي واكب النضالَ الوطني لثورة عرابي العظيمة. ولا يمكن أن ننسى شعر بيرم التونسي الذي امتلأ بمواقف بديعة وبمشاهد غنية بالقيمة التاريخية من تاريخ مصر.
ولقد تطوَّرت القصيدة العامية كثيراً.
ووصلت إلى صيغ تفعيلية أحياناً مع صلاح جاهين، وفؤاد حداد، وواكبت قصيدة النثر المعاصرة في إنتاج الشباب.
ومنا هنا أقول أن كل شكل من أشكال العامية المصرية له أتباع ومريدون كثيرون .. لكن إشكالية القصيدة تكمن فى أن كل المننتمون لشكل معين لايرون فى الوجود غيره وأنه الأفضل والأهم والأعم والأشمل .. وليس مهما إجهاض كافه المحاولات أو الأشكال الأخرى ..
ومن الأمانه أن يقول الناقد المتصدى لنقد وتحليل نص يتطابق وذائقته الخاصه أن يقول ذلك صراحه حتى لايعتقد القراء أن طرح ذلك الناقد هو الحقيقه وماعداه فليذهب إلى الجحيم
ولكن أتمنى من ابنائنا الأعزاء ألا يجهضوا الأشكال لمغايرة لهذا الشكل ..
حتى لا يضيع تراثنا وتاريخناالفكرى والثقافى أدارج الرياح