صحفية "الموندو" التي اعتنقت الإسلام: الغرب لا يقبل الاختلافتعيش "أماندا فيجيراس" الصحفية بجريدة "الموندو" الإسبانية التي اعتنقت الإسلام مؤخرًا، بين القاهرة وإسبانيا، والتي روت تفاصيل إسلامها ونظرة المجتمع الغربي للإسلام، معربة عن استيائها من الأحكام المسبقة ضد الحجاب الإسلامي، فالإسلام في القلب وليس ترفًا أو زينة.
وأوضحت "أماندا" في مقالها عبر الصحيفة التي تعمل بها، أنها اعتنقت الإسلام بناءً على نظرة تحليلية عميقة، رغم أنها لم تنشأ في بيئة مسلمة، وروت "كيف أسلمت؟ الإجابة كانت ببساطة حين حاولت معرفة ما تجهله عن الإسلام، وأذهلها ما لم تكن تعلمه عن الديانة التي يعتنقها ملايين الأشخاص عبر العالم، حينئذ حققت في الأمر.
وأضافت أماندا، أنه يوجد العديد من الأسباب التي دفعتها لاعتناق الإسلام وهو أحساسها لأول مرة بوجود الله، واقتناعها بأعمدة الإسلام الخمسة.
وانتقدت "أماندا" الظروف والأحكام المسبقة للغرب تجاه الإسلام، قائلة أنه كان لديها القدرة على اتخاذ جميع القرارات الفارقة في حياتها مثل العمل والتعليم والزواج وغيرها، فلماذا لا يكون لديها الحق في اختيار الديانة التي تعتقدها، وأشارت في حديثها إلى أن المثليين في إسبانيا يتمتعون بالحرية أكثر من المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب، لأن الغرب لا يعجبه الاختلاف.
كما روت أن الحجاب لا يصبح مألوفًا سوى حين ترتديه الثريات وأصحاب الموضة والمشاهير، وضربت مثالًا على ذلك عندما قامت ملكة إسبانيا "دونيا ليتيزا" بارتداء الحجاب وصفوها بملكة الشرق، وكذلك يعجبهم حجاب أميرة قطر "الشيخة موزة" لأنها ثرية.
من ناحية أخرى لفتت إلى أن الإسلام في خيال الغرب هو ما يتعلق بالهجرة والفقر أو الإرهابيين الذين يزعمون أنهم مسلمون، ولكن هناك إسلام آخر يعجبهم وهم مشاهي الكرة وأثرياء العرب .فالحجاب لا يزعجهم حين يرتديه الأثرياء والأمراء، كما أننا لم نسمع عن قص نجاح للمسلمين أو حائز على جائزة نوبل أو امرأة محجبة شهيرة أو عالمة، وحين يكون مسلمًا شهيرًا لا يظهر ديانته،
كما روت "أماندا" الكثير كان لديه تحفظات في البداية حين أعلنت إسلامها وخصوصًا فيما يتعلق بالحجاب، وأوضحت من جانبها أن أنها كما هي أماندا لم يتغير شيء تمارس حياتها بشكل طبيعي، لكن احساس عدم التفهم كان مؤلمًا، ثم قالت إنه خوف وليس سوء فهم، مشيرًا إلى أنها قررت مؤخرًا ارتداء الحجاب لأول مرة وتعلن إسلامها أمام أصدقائها ورؤساء العمل بالصحيفة.
كما أوضحت أن الحجاب ليس سوى جانب من تفاصيل بسيطة عن الإسلام ، فالقرأن لا يذكر سوى القليل عنه، ورغم أنه تحول إلى قضية جدلية متناسين أن الإسلام في القلب وليس زينة أو ترف.
وانتقدت أيضًا "أماندا" أن الخلاف ليس سهلًا أبدًا في أوروبا، وأنها تقول ذلك عن علم بالقضية وليس فقط بالخبرة، وضربت أمثلة على ذلك أن صديقة لها بحزب سياسي كانت تنكر انتمائها لمنظمة أوبوس داي "وهي منظمة كنسية كاثوليكية"، وصديقًا آخر يعمل بالمترو أنكر إسلامه، وصحفية كانت شاهدة على يهود يهوة إلا أنها التزمت الصمت، وأخرى كانت تعمل بالأمم المتحدة امتدحت شجاعتها لكونها مسلمة رغم أنها لم تجرؤ على قول ذلك بشكل علني ، وعقبًت "تلك هي أوروبا التي نفخر بها، يجب أن نؤكد أن الحرية للجميع وحتى مع من نختلف معهم.
وأخيرًا أوضحت " أماندا" أن شخصًا قال لها أن الإسلام لا يعني ما يسلكه جميع المسلمون، ومع الوقت اتضح لها صحة ذلك، فلا يجب أن نحكم على الإسلام من تنظيم متطرف مثل داعش يحتكر الحديث باسم أغلبية المسلمين، وقالت هي تعيش الآن بين مدريد والقاهرة، وهي البلد التي يشاع فيها انتهاكات السياسة متحصنين بالدين، وهذا أمر فظيع، وختمت "الإسلام لم يسبب لي أذى، ولكنه المجتمع الغربي الذي لا يقبل الاختلاف، ولأن ليس معي أموال أو أرتدي أحدث صيحات الموضة.