الخجل الإجتماعي أسبابه و أنواعه و تأثيره السيكولوجي
يعتقد علماء النفس الذين بحثوا في قضايا نفسية تتعلق بالخجل وكيفية التغلب عليه أن للخجل عوامل وانفعالات تدل على هيجان معين يحدث في فترات متنوعة ومناسبات متعددة تعطي فكرة واضحة عن صفة دائمة من صفات الطبع الإنساني التي تميز الفرد عن غيره وتؤثر في حياته وتصرفاته وأفكاره السلوكية في المجتمع الإنساني
ولما كان الخجل بالمفهوم النفسي العلمي يعتبر أزمة عارضة قد تصيب جميع أبناء البشر على السواء من رجال ونساء وأطفال ويتعرض للخجل الإنسان في مختلف مراحل حياته وفي كثير من المناسبات ومن المستحيل أن يوجد كائن حي من بني البشر لا يعرف الخجل ولم يصاب به في حياته قط ،يمكننا أن نطلق على هذه البادرة العارضة إنها أمر بديهي ،ولكن الأمر غير طبيعي حين يصبح الخجل صفة من صفات الطبع أي حين يكون الإنسان خجولا .
وعلماء النفس يؤكدون بان أزمة الخجل لا يمكن أن تحدث إلا بوجود شخص أو أشخاص ولا يكفي مجرد وجود الأشخاص إنما يجب أن يوجهوا انتباههم إلينا ليعترينا الخجل
يعتبر الخجل شكل من أشكال الخوف يتميز بالاضطراب أثناء احتكاك الطفل بالآخرين وهو يستثار بواسطة الناس وليس بالأشياء أو الحيوانات أو المواقف .
في حين عد البعض الأخر من علماء النفس والاجتماع الخجل مرضا اجتماعيا ونفسياً يسيطر على مشاعر وأحاسيس الفرد منذ الطفولة كما أنه ثمار شجرة الخوف والقلق والضعف ) فيؤثر في بعثرة طاقاته الفكرية ويشتت إمكاناته الإبداعية وقدراته العقلية ويشل قدرته على السيطرة على سلوكه وتصرفاته تجاه نفسه وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه.
فقد أوضحت كثير من الدراسات ان مشكلة الخجل الاجتماعي أو الخوف من المجتمع تظهر بشكل أكبر في فترة المراهقة مع احتمال ظهورها قبل أو بعد هذه السن وهناك كثير من المتخصصين في الأمراض النفسية يؤكدون إن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من هذه
المشكلة في صمت لأعوام طويلة ولكنهم يبدءوا في طلب المساعدة في حالة تزايد الحالة إذ إنها قد تسبب بعض المشاكل الكثيرة أو الأزمات في الحياة يرى بعض العلماء
أن بالنسبة لهؤلاء الأشخاص عند حدوث أي موقف اجتماعي أو ظروف تجعلهم في مجتمع يشعرون بالخوف والتوتر كما صنف العلماء هؤلاء الأشخاص إلى مجموعتين بناء على نوع الموقف الذي يتعرضون له .
• 1. مجموعة التنفيذ : وهم الأشخاص الذين يحدث لهم توتر شديد لفكرة انهم يقومون بعض الأعمال أمام الناس أو في وجود بعض الأفراد وهذه الأعمال تتضمن العمل أو إلقاء خطبة على سبيل المثال .
• 2. مجموعة التفاعل : وهم الأشخاص الذين يخشون أي مواقف يمكن أن يكون سبب في تفاعلهم في المجتمع أو مع الأشخاص الآخرين مثل الاجتماع أو التعرف بأشخاص جدد.
كما يشير عاقل (1975 ) إلى أن الخجل حين يكون صفة من صفات الطبع وأساسا من أسس السلوك لنراقب إنسانا خجلا فماذا ترى ؟ لعل أول ما نلحظه هو إن الخجل نوع من الشلل . شلل يصيب الجسد والنفس معا شلل تبرهن عليه الحركات المضطربة المترددة العاجزة وشلل تدل عليه الأفكار المضطربة الغامضة والكلام المتلعثم المتقطع والتعبيرات الفارغة أن الخجل نوع من العجز والاضطراب العاجز ثم إننا نلحظ احمرارا في الوجه نتيجة اندفاع الدم إلى الرأس واضطراب التنفس وخفقان القلب وغيرها من المظاهر الجسدية ولو تركنا هذه المظاهر الخارجية ودخلنا داخل الشخص الخجول لاحظنا أن الخجل ضيق يصل أحيانا حد الألم ومن هنا كان حرص الخجول على تجنب خجله بأي ثمن كان يضاف إلى هذا الضيق والألم اضطراب عقلي وحيرة نفسية وأفكار غامضة كما يرى أن الخجل ناتج دوما عن الحياة الاجتماعية فان أزمة الخجل لا يمكن أن تحدث إلا بوجود شخص أو أشخاص هذا لا يكفي طبعا مجرد وجود الأشخاص بل لابد أن ينتبهوا إلينا لكي نخجل وهكذا يكون سبب الخجل انتباه الناس الموجة إلينا مثلا شخص يدخل اجتماع أو مسرحا دون خوف أو خجل ولكن يكفي أن يمعن النظر إليه أحد من الحاضرين حتى يندفع الدم إلى رأسه وتضطرب حركاته ويظهر الخجل، ثم أن الخجل مرتبط بوجود
أشخاص لا نعرفهم أو نعرفهم معرفة بسيطة أو نعلق أهمية على رأيهم فينا فالخجول ينضم
إلى أصدقائه ومعارفه ويتحدث إليهم ويمازحهم أحيانا دون أن يظهر عليه أعراض الخجل ولكن لا يكاد ينضم إلى الحلقة شخص غريب حتى يبدأ الضيق بالتسرب إلى نفس الخجول ويكفي أن يولى هذا الغريب صاحبنا شيئا من انتباهه حتى يظهر الخجل .
ويكون الخجل ناتجا عن تفاعل الكبرياء والقلق وحب التفوق وعدم الثقة بالنفس فالخجول في الأعم إنسان يحب أن يتفوق ولكنه يحسب لرأي الناس آلف حساب إذن الخجل حالة من حالات العجز عن التكييف مع المحيط الاجتماعي أنه عجز عن التكيف مع الناس .
والخجل شانه شان أي ضغط نفسي أخر يؤدي إلى ظهور مجموعة أعراض تندرج تحت ثلاث تقسيمات هي :
• 1. أعراض سلوكية وتشمل
•- قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء
•- النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه
•- تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له
•- مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا
•- عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك .
•- التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية ( أي مع الآخرين)
منقول