بعد أن لقى حتفه فى بالوعة الإهمال
يوسف .. لن يكون آخر الضحايا
الأهرام
كتب ــ رسمى فتح الله :
ما هى إلا أعشار من الثانية التفتت خلالها الجدة للوراء حتى سقط حفيدها يوسف سيد - 3سنوات- داخل بالوعة للصرف الصحى بعمق سبعين مترا؛ حيث سرعان ما استغاثت الجدة بالحضور ، إلا أن أحدا لم يستطع إنقاذه وهو ما استدعى الاتصال بالمطافئ والتى استعانت بأحد غطاسى الصرف الصحى..
والنتيجة أن المدة الزمنية بين الاتصال و وصول الغطاس والبدء فى عملية الإنقاذ بلغت 15 ساعة متصلة أسفرت عن خروج الطفل جثة هامدة!فى البداية يقول معتز المهدي، من أهالى عرب سلام بالمعصرة، إن الحادث تكرر أكثر من مرة فى العام الماضى وفى التوقيت نفسه والنتيجة كانت مماثلة- مصرع الضحية! إلا أن التقصير هذه المرة جاء من رجال الإنقاذ ؛حيث تم الاتصال بهم منذ الساعة الثانية عشرة مساء إلا انهم وصلوا مكان سقوط الطفل فى البلاعة فى الساعة الرابعة صباحا واخرجوا الطفل فى السابعة مساء.وتقول الحاجة أمينة ـ من سكان المنطقة وجارة يوسف ـ إن مكان سقوط الطفل هو سوق تجارية ، فهو مكان عبور للجميع رجال ونساء وعجائز و أطفال وتساءلت :لماذا تعانى منطقة حيوية كهذه من عدم وجود أى نوع من الخدمات؟ وتحكى أمينة انه منذ فترة وفى أثناء إحدى حفلات الزواج بالمنطقة، شب حريق هائل فاستغرق دخول سيارة الإطفاء إليه أكثر من ثلاث ساعات وناشدت المسئولين سرعة الاهتمام بالمنطقة .
ويقول حجاج الجزار بسوق عرب سلام بالمعصرة ، إن الحادث جاء نتيجة إهمال مشترك من أجهزة حى المعصرة والصرف الصحى، وأن معظم بالوعات الصرف الصحى بدون أغطية مما يعرض حياة الناس للخطر، ويضيف متهكما: إن خال يوسف قال لأحد عمال الإنقاذ :«انزل هات الطفل من البلاعة» فرد العامل «انزل انت».
بينما يقول إسلام بائع خردوات بالسوق: لولا أن معاون مباحث قسم المعصرة الرائد رامى الجمل قام بتشغيل عمال الإنقاذ الذين رفضوا النزول عند حضورهم لما تحركوا.