كشف مؤشر دولي أن الأردن يتصدر قائمة الدول العربية في مجال التعليم، في حين جاءت جيبوتي واليمن والعراق والمغرب في مراكز متأخرة.
ووفقا لنتائج "تقرير حول التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي أعده فريق من البنك الدولي فإن الأردن احتل المركز الأول في المؤشرات الأربعة حول إمكانية الحصول على حق التعليم، والمساواة في الحصول على هذا الحق بين الجنسين، والكفاءة، وجودة التعليم، متقدما على 12 دولة عربية إضافة لإيران.
وأفاد هذا التقرير الذي أعلنت نتائجه الاثنين الماضي في عمان أن الكويت احتلت المركز الثاني، بينما جاء ترتيب الدول العربية على النحو الآتي: تونس، لبنان، إيران، مصر، الضفة الغربية وقطاع غزة، الجزائر، سوريا، السعودية، المغرب، العراق، اليمن، وأخيرا جيبوتي. تقييم تربوي
واعتمد المؤشر في نتيجته على تقييم العملية التربوية في الدول الـ14 على مدى الأربعين عاما الماضية، كما رصد تحديات السنوات المقبلة، لكن التقرير لاحظ أن هذا المستوى بين دول المنطقة لا يخفي حقيقة أن مستوى المنطقة في مجال التعليم على مستوى العالم لا يزال متواضعا.
وأشارت نتائج التقرير إلى أن المؤشر الموحد لإمكانية الحصول على حق التعليم أظهر أن لبنان والأردن ومصر وتونس "أبلت بلاء حسنا بشكل خاص" بالمقارنة مع جيبوتي واليمن والعراق والمغرب، بينما وقعت بقية البلدان في وسط المؤشر.
وتوضح نتائج التقرير أن كافة الدول باستثناء جيبوتي ومصر والعراق والمغرب واليمن يقترب مؤشر المساواة فيها بين الجنسين من 95%، في جميع مراحل التعليم، إضافة إلى أن أعداد الطالبات الإناث أعلى من الذكور في مراحل التعليم العالي في إيران والكويت ولبنان والسعودية وتونس.
- اقتباس :
"التقرير لاحظ أن هذا المستوى بين دول المنطقة لا يخفي حقيقة أن مستوى المنطقة في مجال التعليم على مستوى العالم لا يزال متواضعا"
وسجلت إيران والأردن أفضل الدرجات في دراسة العلوم، بينما سجلت لبنان والمغرب أقل الدرجات، وفي مجال الرياضيات والعلوم الدولية سجلت الأردن ولبنان أعلى الدرجات، بينما سجلت المغرب والسعودية أقل الدرجات.
غير أن التقرير الدولي نبه إلى تراجع التعليم بشكل عام في الدول العربية، مطالبا الدول التي شملها التقرير بإصلاحات عاجلة في كافة المجالات.
وأبرز التقرير نتيجتين مثيرتين للاهتمام تمثلت الأولى بأن الصراعات السياسية التي شهدتها بعض الدول لا سيما لبنان وإيران والكويت والضفة الغربية وقطاع غزة، لم تؤد لتراجع هذه الدول عن مراكزها المتقدمة أو المتوسطة الأداء.
وأشار إلى أن النتيجة الثانية تكشف أنه لا علاقة بين متوسط دخل الفرد ونجاح الأهداف التعليمية، فدول مثل الجزائر والسعودية تتمتعان بمتوسط عال لدخل الفرد، كانت نتائجها أدنى من الأردن وتونس اللتين لديهما متوسط أدنى لدخل الفرد. تعليم مبكر
ويعزو منذر المصري وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق، والرئيس الحالي لمركز تطوير الموارد البشرية سبب تقدم الأردن على بقية الدول العربية لعدة عوامل، أبرزها أن "الأردن بدأ الاهتمام بالتعليم مبكرا".
وقال للجزيرة نت إن قلة الموارد الطبيعية لدولة مثل الأردن دفعها للاستثمار بمواردها البشرية مبكرا، بينما تأخرت دول لديها موارد طبيعية عن الاهتمام بالتعليم مبكرا.
- اقتباس :
"منذر المصري عزا سبب تقدم الأردن على بقية الدول العربية في مجال التعليم أساسا لاهتمامها بالتعليم مبكرا"
وحول ما حذر منه التقرير من تراجع مستوى التعليم في الدول العربية مقارنة بمجموعات أخرى لا سيما في آسيا وأميركا اللاتينية، اعتبر المصري أن الأردن يقوم حاليا بالعمل على التركيز على تطوير شخصية الطالب والمعلم وتأهيلهما ليس علميا فقط وإنما ببناء شخصية متكاملة قادرة على التعامل مع منظومة اجتماعية وسياسية متكاملة.
والتحدي الآخر وفقا للخبير التربوي يتمثل في تطوير الإدارة العامة التربوية، فـ"كافة الدراسات الحديثة تشير إلى أن مهام الإدارة الفعلية يجب أن تنتقل للمدرسة، وعدم إبقائها في الإدارات العليا خاصة في وزارة التربية والتعليم".
وقال إن الأردن انتقل لضبط جودة التعليم العالي عبر إنشاء مؤسسة متخصصة في هذا المجال، مع توفير قاعدة معلومات عن طريق المركز الوطني لتطوير الموارد البشرية، تتيح للمتقدم نحو التعليم الجامعي الحصول على معلومات عن حاجة سوق العمل المستقبلية والأجور والإشارة للتخصصات التي باتت مشبعة. المصدر : الجزيرة