حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: خصوصيتنا.. حماها الله 12/4/2009, 10:41 | |
| </A> يكثر الكلام عن (خصوصية المجتمع المصري) و(خصوصية (' ')] التجربة المصرية)، كلما طالب أحدهم بإصلاحات ديمقراطية أو تعديلات دستورية، وهنا تصيح الحكومة: "لنا خصوصية يا كابتن.. نحن لا يمكن أن نقلّد الغرب تقليدًا أعمى". لكني بالفعل مقتنع بموضوع الخصوصية هذا في أمور أخرى غير الديمقراطية.
بالفعل نحن نسيج فريد بين شعوب العالم، الشعب الذي ينخفض سعر الدولار فترتفع أسعار فاتورة الواردات.. تهبط أسعار السلع في العالم كله بسبب الأزمة الاقتصادية فتثب هنا.. تهرب المليارات للخارج ويجدد المسئولون مكاتبهم بالملايين، ثم تطالبك وسائل الإعلام بألا تشرب شايًا وأن تضع على الفول زيتًا أقل، وإلا فأنت سفيه وسبب الأزمة الاقتصادية.. ولهذا نجد أن لنا خصوصية فعلاً وأن الحلول العالمية لا تناسبنا على طول الخط.. مثلاً يرى خبراء البنوك أن خفض سعر الفائدة حل مناسب للعالم، لكنه غير مناسب في مصر على الإطلاق.
الأسبوع الماضي هاجمت مباحث المصنّفات شركة الكابل في شارعنا -بعبارة أخرى (لصوص الدش)- وهم مجموعة من الشباب يقومون باستخدام عدة مستقبلات ويشتركون في عدة شبكات، ثم يقومون بتوزيع باقة مختارة من القنوات على بيوت الناس والمحلات مقابل مبلغ شهري زهيد.. يجب أن أوضح هنا وأؤكد أنني مشترك رسميًا في شبكة (آرت)، ومطيع جدًا لمشايخ الفضائيات الذين يوصون بعدم استعمال الوصلة التي تقلل من أرباح الشيخ (صالح)، لكن إذا فكرنا في الموضوع أكثر من مرة وجدنا أن مصر بحاجة لاستثناء من هذا الموضوع.. أولاً: هذه الشركات تمنح فرصة عمل شريفة لعدد لا بأس به من الشباب، ولولاها لزاد عدد من يهاجمون المارة بمطاوي (قرن الغزال) زيادة فلكية. ثانيًا: هي فعلاً جعلت الجميع يُشاهد الجزيرة ودريم و(أنيمال بلانت) وكل القنوات الدينية.. باختصار تمدد وعي المشاهد المصري حتى بائعة الخضر والجزار والإسكافي، وهؤلاء ما كانوا ليهتمون بشراء دش طبعًا. فهل هذه هي المشكلة فعلاً؟.. مشكلة الفرار من وضعية (المخ داخل وعاء زجاجي Brain in a vat ) إلى العالم الرحب؟.. الموضوع ليس من حقوق الملكية الفكرية إذن، وإنما هو السيطرة على تدفق المعلومات.
فإذا تركنا الكابل إلى عالم الكمبيوتر والبرمجيات، لصادفنا مشكلة أخطر.. ماذا سيحدث لمصر لو حُرمت من نسخ البرامج تمامًا؟.. أعتقد أن الشركات الكبرى تصاب بالذهول عندما تكتشف أن مصر كلها تتعامل ببرامجها، بينما بيعت نسختان فقط من كل برنامج في مصر كلها!.. بعض البرامج الأصلية ثمنها أغلى من جهاز الكمبيوتر نفسه، وقد أصابني الهلع عندما قمت بحساب ثمن نسخة أصلية من النوافذ ونسخة أصلية من مكتب ميكروسوفت ونسخة أصلية من مضاد الفيروسات. ماذا سيبقى في مصر وإلى أين ستذهب ثقافة الكمبيوتر لو تعاملنا مع القانون حرفيًا؟.. حتى الكمبيوتر في مباحث المصنفات عليه برامج منسوخة.. مستحيل أن يحدث العكس.. للأسف نكتشف هنا أن القرصنة جعلت كل شاب في مصر يُجيد استعمال الكمبيوتر والإنترنت.. صحيح أنه غالبا استخدام خاطئ غير مفيد، لكنه شأن لغة الكلام، قد تستعملها للسباب أو للوعظ.. المهم أن تتكلم أولاً..
وماذا عن سرقة الكتب؟.. قبل أن تتكلم، تذكر أنني من أوائل المتضررين من سرقة الكتب على النت، ومبيعاتي قد انخفضت بشكل كبير، لهذا أتكلم وأنا أعرف مشاعر الضحية. إن القراء على النت لا يعرفون أنهم يذبحون الدجاجة التي تبيض، وأن مشروع الروايات نفسه صار مهددًا، لكني برغم هذا أرى أن المبدأ ليس مرفوضًا بالكامل بالنسبة للكتب الغربية الممنوعة أو النادرة أو باهظة الثمن جدًا.. أنا أتكلم إذن عن نتاج الفكر الغربي بالذات.. أرجو أن تحاول حساب المبالغ التي يدينون بها لنا، مقابل كل ما سرقته بريطانيا وفرنسا من قطن وآثار لا تقدر بثمن.. بكم يقدّر ثمن حجر رشيد وكم سعر رأس نفرتيتي والمسلة في ميدان الكونكورد؟! بكم كل النفط الذي سرقوه من دول الخليج وأجور العمّال الذين حفروا قناة السويس، وأجور العبيد الأفارقة الذين خطفتهم الولايات المتحدة؛ ليعملوا في حقول القطن هناك؟! ليس السارق الوحيد هو من ينسخ كتابًا متداولاً على الإنترنت. وعلى كل حال كم يشكل من يقرأون باللغات الغربية في العالم العربي؟.. وما تهديدهم لأرباح الكاتب الذي لا يضعهم في الحسبان أصلاً؟.. عندما جاء (باولو كويليو) إلى مصر يرغي ويزيد، مطالبًا بأرباح رواية (السيميائي) تبيّن له أن الأمر لا يستحق هذه الضوضاء، وأن القرصنة على روايته جعلت كل قراء العربية يعرفونه.. لهذا لم يتخذ أي إجراء قانوني وعاد لبلاده، أي أنه تبنَّى منطقي هذا في النهاية.
الأفلام كذلك عالم آخر، حيث إن سيد السرقة في العالم شخص مجهول لا يعرف أحد على النت جنسيته ولا اسمه ولا وجهه، لكنه يرمز لنفسه باسم Axxo.. إنجليزيته بها بعض الأخطاء، مما يدل على أنه لا يتكلم الإنجليزية أصلاً. طبعًا لو عرفوا وجهه لمزقوه إربًا ولرفع المنتجون عليه قضايا بالمليارات، هذا الرجل هو روبين هود العصر الحديث الذي يأخذ من المنتجين الأثرياء؛ ليعطي المُشاهِدين الفقراء، وقد اختفى لفترة فتصاعدت الصلوات والابتهالات عبر النت تدعو له بأن يعود.. هذا الرجل جدير فعلاً بفيلم كامل ينتمي لقصص السايبر بانك، ولا أعرف لماذا لم يفكر أحد في ذلك حتى اليوم؟! البديل لهذا هو أن تشتري الأفلام الأصلية بمبلغ لا يقل عن 180 جنيهًا للفيلم الواحد.. طبعًا مستحيل.. أنا أجد أن المشاهد الغربي لن يرهق كثيرًا بدفع مبلغ كهذا، وفي الوقت ذاته هو يضخّ المال الكافي؛ كي تستمر العملية الإنتاجية، فيقدِّم الفنانون مزيدًا من الأعمال الجيدة، لكن الأمر يختلف في مصر بسبب خصوصيتها التي تكلمت عنها. وعلى كل حال جمهور السينما هو جمهور السينما لم ينكمش، بينما صارت لدى الشباب المصري ثقافة سينمائية لا بأس بها تتضمن السينما الصينية والألمانية والفرنسية واليابانية، وقد آثروا تجربتهم فعلاً، وهناك أكثر من مخرج مصري شاب تكوّنت ثقافته من السينما المكسيكية بالذات.. وأكرر أنني أتحدث عن فن السينما الحقيقي وليس عن (مشهد لا يفوتكم.. تعالوا لتشاهدوا الفنانة عزيزة جُنَح عارية في الفراش مع الفنان سيد سوابق). هذا النوع من الثقافة لا يلزمنا ولن نخسر الكثير لو حُرمنا منه!
القضية معقدة فعلاً.. لكن اتهام القراصنة بأنهم قراصنة ليس الحل الأمثل للمشكلة، ومعظم من يتكلمون عن الأمانة يكتبون آراءهم هذه على أجهزة كمبيوتر عليها نسخ مسروقة من مكتب ميكروسوفت والنوافذ. هناك دول ستغرق بالكامل في مستنقع الجهل لو طبقنا عليها القانون حرفيًا.
ما أراه هو أن دخل الفرد في الدولة يجب أن يكون هو مقياس التعامل مع هذه الجرائم.. دخل الفرد ووضع الدولة الاقتصادي ومؤشرات التنمية بها، بنفس المنطق الذي عطلت فيه الحدود في عام الرمادة والقياس مع الفارق طبعًا.. بل إنني أدعو إلى أن تتبنى الدولة عملية القرصنة هذه، فتوفر هذه المصادر بسعر رخيص للناس، وتسدد جزءًا من حقوق صاحب الملكية الفكرية.
نعم.. إن لنا خصوصية لا شك في هذا.. خصوصية في ظروف الفقر وفي معيشة الناس، لهذا أطالب بخصوصية في تطبيق هذه القوانين.. فإذا أرغمتنا الاتفاقات الدولية على العكس، فإنني أطالب بأجور العمّال الذين حفروا قناة السويس (على دايِر مليم منقول |
|
مسافر زاده الخيال عضو متقدم
عدد الرسائل : 668 بلد الإقامة : البرراري والبحار نقاط : 6973 ترشيحات : 11
| موضوع: رد: خصوصيتنا.. حماها الله 12/4/2009, 23:48 | |
| الغريب انك مشرف المرح وهذا مكانه العام |
|
حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: خصوصيتنا.. حماها الله 8/8/2009, 23:44 | |
| يعني هو حد عبره هنا ولا هنا ههههههههههههههههههههه |
|