طالب الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، منذ أكثر من عام، المناطق الأزهرية على مستوى الجمهورية باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تأنيث المعاهد الأزهرية، وهو ما أثار جدلا واسعا بين العاملين في المراكز التعليمية والمعاهد، ولم يُطبق حتى الآن.
حق للمرأة
من جهته، قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير - رئيس قطاع المعاهد الأزهرية - إن قرار تأنيث المعاهد لتحقيق المصلحة العامة؛ لأنه يعطي للمرأة الحق في تلقد المناصب الإدارية والترقيات، مشيرًا إلى أنه إذا كان المعهد يتوفر فيه سيدة وبها الشروط التي تؤهلها أن تكون شيخة معهد، فلا مانع في ذلك.
وأضاف الأمير، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أنه يتم أخذ رأي السيدة قبل إصدار قرار بنقلها؛ لمعرفة إذا كان يتناسب معها أم لا، حتى لا يتم نقلها إلى معهد يبعد عنها.
تخصصات يصعب تأنيثها
وفي منطقة الجيزة الأزهرية، أكد عبد الرحمن أبو طالب - الوكيل الثقافي لمنطقة الجيزة الأزهرية - أن قرار تأنيث المعاهد الذي تم اتخاذه في بداية العام الدراسي تم تطبيقه في المنطقة بنسبة 70%، مشيرًا إلى أن هناك بعض التخصصات التي يصعب تأنيثها كالمواد العلمية، وذكر: "فلا يوجد تأنيث كامل في المعاهد، ولكن يتم تطبيق القرار بقدر المستطاع وحسب ما يتوافر في المنطقة".
وأضاف أبو طالب، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن هناك الكثير من المتضررين من المدرسين بسبب عملية النقل من معهد إلى آخر، وتابع: "فكل يوم نتلقى العديد من التظلمات، ما يضطرنا للضغط على المدرس وعدم محاولة ضرر المدرسات بسبب صعوبة نقلهن لمسافات بعيدة داخل المدن"، لافتا إلى أن القرار اتُّخذ ليطبق على معاهد الإعدادي والثانوي، لكن في معاهد المرحلة الابتدائية فهناك معاهد مختلطة.
متابعة مكثفة
وفي منطقة الفيوم الأزهرية، أكد مصطفى وافي - رئيس الإدارة المركزية بالمنطقة - أن هناك متابعة مكثفة مع بداية الفصل الدراسي الثاني في جميع الإدارات؛ للتأكد من سير العملية التعليمية، واستلام الطلاب الكتب في جميع المراحل بالمعاهد، والالتزام بالتنبيه على الإدارات للالتزام بالزي الأزهري من قبل شيوخ المعاهد، وتنفيذ التعلميات الخاصة بذلك.
وأضاف وافي، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن الكثافة غير كافية لسد عجز معاهد الفتيات، ولا يوجد تخصصات في بعض المواد خاصة المواد الشرعية كالرياضيات والأحياء والفيزياء واللغة الإنجليزية والفرنسية، ما يؤدي إلى الاستعانة بالرجال، مؤكدا أن القرار مطبق على شيوخ المعاهد، أما بالنسبة للمدرسين فهو مطبق بنسبة 75%؛ لأن العجز ما زال قائما، ويتم التغلب عليه من خلال الندب - بحسب قوله -.
تطبيقه يخل بالعملية التعليمية
وعن رأي المدرسين، قال أحمد الجندي - معلم لغة عربية بمنطقة المنصورة الأزهرية - إن القرار غير مُطبق في جميع المناطق والإدارات، وتطبيقه حاليا سيخل بسير العملية التعليمية، وسيؤدي إلى وفرة كبيرة في معاهد البنين من المدرسين وعجز في معاهد الفتيات، مشيرًا إلى أن التطبيق لابد أن يكون مدروسا؛ لأن هناك بعض المعاهد الخاوية بسبب وجود عجز في المدرسات في بعض التخصصات، مضيفًا: ممكن تنفيذ القرار في المواد الشرعية؛ لأن هناك بعض المسائل ماينفعش المدرس أو المدرسة يتكلموا فيها مع البنات أو البنين".
صعوبة في التنفيذ
وأشار أحمد راشد، مدرس علوم شرعية بمنطقة الإسماعيلية، إلى أن القرار مطبق في الإسماعيلية من العام قبل الماضي، إلا أنه وبسبب العجز أو لبعد المعهد نجد بعض الاستثناءات، مؤكدًا أنه قرار صائب، وتابع: "لكن البعض استغله للتنكيل ببعض المدرسين، بأن تم نقلهم من معاهد الفتيات إلى معاهد أخرى، ولم يراعِ قرار الأزهر بعدم النقل أكثر من 15 كيلو، وهذا ما سبب للبعض ضيقا من القرار".
واستطرد راشد: أن الأزهر لا يوجد به اختلاط بين الطلاب من مرحلة الإعدادي إلى التخرج في الجامعة، وفي أكثر الأماكن يكون الفصل من الابتدائي، هذا الواقع، مشيرا إلى أن الشرع يحكم بذلك وعلماء الأزهر لهم آراء تعتبر في الأمر، حيث إن قرار التأنيث قرار على المدرسين والمدرسات، مؤكدا أن هناك صعوبة في تنفيذ القرار، قائلا: "كنا نأمل أن يراعي ظروف كل منطقة وكل معهد على حدا، وأخذ ذريعة لنقل البعض إلى أماكن بعيدة جدا، غير أنه في بعض المناطق لا تجد الكوادر لتغطية المنطقة من شيوخ وكلاء لمعاهد الفتيات، مؤكدا أن تنفيذ القرار يكون على قدر المستطاع، لكن القرار يأتي إلى المنطقة دون جدول زمني للتطبيق، والأفضل أن يكون القرار طبق جدول زمني معلنا.
علاقة الطالب الإنسانية
وعن رأي الطب النفسي، قال الدكتور إبراهيم حسين - أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس - إن تأثر الطالب بقرار الفصل سيكون حسب المجتمع الذي يعيش فيه، وأضاف: "فلو أن المجتمع متقبل الفكرة لا مانع لتنفيذها".
وأشار حسين، إلى أن قرار الفصل سيؤثر على علاقة الطالب الإنسانية، خاصة بعد اختلاطه في المجتمع بعد المرحلة الجامعية، وتابع: "فسوف ينظر الطالب إلى المرأة على أنها كائن غريب ولا يستطيع التعامل معه".
موضوع: «تأنيث المعاهد الأزهرية» بين الرفض والقبول.. «رئيس القطاع»: اتخذناه لتأكيد أهمية دور المرأة وحقها في 
26/2/2015, 15:14