الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم 111010
العمل : محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم Collec10
الحالة : محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم 222210

محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم Empty
مُساهمةموضوع: محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم   محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم I_icon_minitime14/2/2015, 00:58

محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم Logo

"حواديت سيما"، مجموعة قصصية جديدة للدكتور وليد سيف، صدرت مؤخرًا عن دار روافد للنشر والتوزيع. تضم المجموعة 19 قصة قصيرة، تكاد تلمح فيها ما يشى بأنها لمحات أو ومضات من سيرة ذاتية..

من ذلك ما يمكن أن يرصده القارئ من ملامح مشتركة، أو قريبة لرواة القصص، وكثير من شخصياتها، تتكامل مع بعضها البعض ، لتصل بنا فى النهاية إلى ما يمكن اعتباره تجسيدا لشخصية مركزية واحدة، تهيمن على السرد وتوجهه.

كذلك فإن تكرارية هذه الملامح وانتشارها خلال القصص، مما يقربنا أكثر من تصور أنها تنتمى إلى شخصية الكاتب نفسه، وهو مالا ينفى دور الخيال بالطبع فى إعادة بناء هذه القصة أو تلك.

من الملامح التى يمكن رصدها مثلاً والتى تجعلنا نرجع انتماء المجموعة إلى السيرة الذاتية ـ بشكل غير مباشر ـ ما يمكن اعتباره الانتماء الاجتماعى والثقافى لشخصياتها الأساسية ، ورواتها، أولئك الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى ، والذين حصلوا على مكانتهم الاجتماعية نتيجة لتحصيلهم العلمى، كما حققوا ذواتهم عن طريق ما حصلوه من ثقافة نوعية خاصة فى مجال الفن والأدب، يؤكد هذا الملمح ورود بعض أسماء حقيقية فى عدد من القصص ، لأفراد من عائلة الكاتب، مع ذكر الاشتغالات الثقافية لهم ، كما فى قصتى (عرض خاص ، وفى انتظار زائر الفجر).

فى هاتين القصتين نتعرف على شقيقى المؤلف: محمود عبد الوهاب الناقد وكاتب القصة المعروف ،وكذلك مصطفى عبد الوهاب ( رحمه الله) الناقد السينمائى الراحل ، كما يحضر " شهاب" ابن المؤلف باسمه وصفته فى قصة "الأجندة واللاسلكى".

هذا إلى جانب وجود بعض القصص التى تتخذ من عالم السينما وحكاياته مادة لها، وهو العالم الذى ينتمى له المؤلف بحكم اشتغاله الإبداعى و النقدى ككاتب سيناريو وناقد سينمائى ، من ذلك قصص " عرض خاص " التى يستعيد فيها الراوى ذكريات حضوره، طفلا ، أحد العروض السينمائية فى عرض خاص ، بصحبة شقيقه الناقد السينمائى ، وكذلك قصة " العصفور " التى تدور حول شخصية شاركت فى فيلم "العصفور" ، والمفارقات التى وقعت لها.

ومن ذلك أيضًا تركيز الكاتب على تقديم الكثير من الصور التى تنتمى إلى عالم الطفولة ، لذلك الطفل الذى يجمع بين ملامح البراءة والتهذيب، التى تليق بانتمائه لأسرة محترمة تهتم بتعليم أبنائها وتهذيبهم، من ناحية ، وبين وعى طفلى ، متذوق للجمال، متمرد فى حياء، بحواس تتفتح على الحياة والحب، وتكره القيود، بما يليق بطفل سيصبح فيما بعد مبدعًا للجمال و ناقدًا للفن، من ناحية أخرى .. يمكننا أن نلمح ذلك المزيج فى الكثير من قصص المجموعة منها على سبيل المثال "القلب يعشق كل جميل " فى مثل قول الكاتب: "كانت قاماتنا قصيرة ووجوهنا طفولية كأعمارنا ولكن نظراتنا إليها ـ الإشارة إلى المدرسة ـ كانت تعكس عدم براءتنا"، وأيضًا فى قصص " زيارة أبله سنية، ضد التيار، قمة إيفرست، السلم، المنظر الأول ، الغزلان تموت كمدًا ، فى انتظار زائر الفجر ، نجم الموسم".

يلفت النظر أيضًا وبقوة فى مجموعة "حواديت سيما" للكاتب وليد سيف أن 12 قصة من بين قصصها الـ19 تدور فى عالم الطفولة وتستعيد تفاصيله ، فى مقابل سبع قصص فقط تدور أحداثها فى مراحل الشباب، غير بعيدة عن تلك المرحلة، الأمر الذى يحرض القارئ على أن يعود إلى طفولته هو، ليعيش مجددًا ذلك الوعى الطفلى المتطلع، يستعيد مرحلة تفتح الحواس على الحياة والحب ، فيستعيد البهجة، ويرتد مغسولاً من أعباء الزمن ، وتعقيدات الآلة ، وما يحيط به من كراهية ودم هنا وهناك ؛ حيث ينجح وليد سيف فى أن يغطس به إلى بئر الطفولة العميقة ، بمياهها الزرقاء النقية التى من شأنها العمل على إذابة ما علق بأرواحنا من أدران ، وما تخثر فيها من مشاعر وآمال وأحلام.

وقد وفق الكاتب، إذ اختار لمجموعته اسم " حواديت " ذلك أنها بالفعل تحاول استدعاء النمط الشفاهى للحدوتة ، ببساطته ، وعدم اهتمامه بتعقيدات التكنيك، والحبكة، قدر إخلاصه لمادته ذاتها ، واهتمامه بأن يصل إلى متلقيه بتلك الحكايات التى لابد أن تتسم بالطرافة، وتثير المتعة، بل وتحقق شرط التسلية أيضًا .

هكذا يتناغم شكل السرد مع مادته ، فتنجح المجموعة فى إحداث الأثر النفسى والجمالى ، لدى متلقيها ، بفضل بساطتها فى الولوج إلى عالم الطفولة، واستعادته ببراءته وشقاوته، وتفتحه ، الأمر الذى لا أحسبه يصب فى خانة الحنين إلى الماضى ، بقدر ما أعتبره محاولة لتجديد الحياة ، بل وإعادة ولادتها من جديد ، وكنوع من المقاومة الإيجابية لزحف القبح على العالم ، وطغيان القسوة .

ربما كانت هذه الدوافع غير الواعية ـ أو الواعية، من يعرف ؟! ـ هى التى شكلت الاستراتيجية التى وجهت وعى الكاتب ، ومن ثم قصص المجموعة نحو استعادة عالم الطفولة، ويؤكد هذه النتيجة لدىّ وعى الكاتب نفسه ، الذى تجلى عبر صوت أحد رواته فى قصة " دفء سناء " والذى تعرفنا خلاله كيف يتغلب بالجمال والرقة على قبح الواقع وقسوته ، وهو ما يمكن رؤيته كذلك بوصفه العنصر الشارح والمعادل لعلاقة الكاتب بعالم الطفولة، الذى يشكل العنصر الأبرز ، والمهيمن، فى المجموعة، يقول الروى :" مر شريط الذكريات فى لحظات خاطفة وسناء ترددها بعينيها الواسعتين الصافيتين، ببريقهما المشع من وجهها الجميل، لتمحو من ذاكرتى كل العيون الموحشة والميتة وكل الوجوه القبيحة اللزجة .. قالتها بارتعاشة شفتيها وأنفاسها اللاهثة العطرة الدافئة لتبدد هواجسى ومخاوفى ورعشتى .. تأملتها مليًا أستنشق مشاعر الود والحنان وأزيل من قلبى كل ما تراكم به من مشاعر حقد وكراهية لعالم يسحقنى ويتصيد أخطائى ولا ينشغل بحالى .. كانت روحها الطيبة تحيط بى كظل وارف يحمينى من قسوة الشمس وأمطار الصيف" .

هكذا أتصور أن حديث الراوى فى المقطع السابق يمكنه أن ينسجم أيضًا مع رؤية الكاتب لعالم الطفولة، ويبرر عودته إليها عبر أكثر من 12 قصة من قصص المجموعة .. ذلك لتمحو من ذاكرته كل العيون الموحشة والميتة وكل الوجوه القبيحة اللزجة، و تحيط به روحها الطيبة كظل وارف يحميه من قسوة الشمس وأمطار الصيف .

انزع فقط اسم "سناء" من هذه القصة، وضع مكانه "الطفولة" ثم أعد قراءة القصة، وعلى هدي ذلك أعد قراءة المجموعة.

إنها سردية غنائية أحسبها قد وفقت فى شغل تلك المساحة بين زمن الحكى، وزمن الحكاية ، وفقت فى شغل تلك المساحة بالبهجة والشجن معًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمود الحلواني يكتب: "حواديت سيما" سردية غنائية تستعيد الطفولة لمواجهة قسوة العالم
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصر تستعيد بطولة العالم لرجال الإسكواش
» العالم يتجه إلى منهج الإسلام لمواجهة الفقر
» بعد ان ابهر العالم .. الاهلي يكتب اسم مصر بحروف من نور في مونديال الاندية قبل وداعه
» استدعاء 26 لاعبا مغربيا لمواجهة منتخبي غامبيا وكوت ديفوار ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم
» السر الذى تتصارع عليه مخابرات العالم وقال عنه د . مصطفى محمود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: أخبار الأدب والثقافة-
انتقل الى: