ريما مراقب عام
عدد الرسائل : 821 بلد الإقامة : السعودية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7055 ترشيحات : 45
| موضوع: اسم الله .. الوهاب .. للمغامسي 16/4/2009, 13:36 | |
| إعداد وتقديم فضيلة الشيخ/ صالح بن عواد المغامسي
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شعار ولواء أهل التقوى وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من أقتفى أثره وتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد :
هذا اللقاء المبارك هو حول اسم الله الكريم من أسمائه الحسنى وهو اسم «الوهاب» والوهاب هو اسم ثابت في الكتاب كما هو صريح القرآن ورد ذكره في كلام الله ثلاث مرات وكلمة وهاب وهي صيغة مبالغة إنما تطلق على الله وحده لأنه تبارك وتعالى يملك كل الموجودات وهو وحده القادر على أن يعطي لك كل شيء أما غيره سبحانه وتعالى فإن الله جل وعلا وإن ملك بعض عباده عرضاً من الدنيا أو مالاً كما حررنا آنفاً إلا أن أحداً من أهل الدنيا لا يستطيع مثلاً أن يهب ولداً لعقم أو أن يهب شفاءً لسقيم أو أن يهب هدىً لضال أو أن يهب عافية لذي بلاء فهذه وأضرارها لا يقدر عليها إلا الله جل وعلا وحده لأنه يملك الموجودات كلها وهو قادر تبارك وتعالى أن يهب ما يشاء لمن يشاء تبارك اسمه وجلَّ ثناؤه أتعرض الآن لبعض ما وهب الله جل وعلا لبعض عباده، أي الأمهات من الأمور التي يهبها الله جل وعلا لخلقه أو قد وهبها الرب تبارك وتعالى لبعض عباده لا ريب أن في مقدمة ذلك كله النبوة والكتاب فإذا استثنينا مسألة الإيمان والإسلام وهو أعظم الهبات بلاشك لكننا سنعرض في حديثنا عن اسم آخر من أسماء الله الحسنى وهو الهادي. أما الآن فنقف عند النبوة والكتاب، النبوة منزلة عالية شريفة رفيعة الدرجة لا تنال بجهد من الإنسان ولا بسعي ولا بعمل حثيث ولا دؤوب ولكنها منحة إلهية وعظيمة ربانية يختار الله جل وعلا من عباده. والله يقول [اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ] {الأنعام:124} ، فالنبوة من أعظم العطايا الإلهية ولهذا ذكر الله جل وعلا أنبياءه ورسله في مواطن متفرقة أجمعها في سورة الأنعام في آيات [وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ] {الأنعام:83} ثم ذكر الله أنبياءه ورسله ذكر 18 نبياً ورسولاً ثم قال [أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ] {الأنعام:89} فبين جل وعلا أن هذا عطاءً محضاً وهبه ربانية خالصة من لدنه تبارك وتعالى ومما يستأنس في هذا أنه يقال إن الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيا ذات يوم شبحاً كبيراً طاعناً في السن لا يحسن الوضوء فأحبا أن ينصحاه فأرادا أن يرفقا به فاختصما عنده على أنهما خصمان قال أحدهما له أيها الشيخ الكبير أنني اختصمت أنا وأخي في أينما أكمل وضوءاً لأنها رأيها لا يحسن الوضوء فأرادا أن يعلماه فتوضئا عنده ففطن الشيخ أنهما أرادا تعليمه لأنه رأى فرقاً كبيراً ما بين وضوئه ووضوئهما فعلم مرادهما ثم سألهما من أنتما فأخبراه وعرفاه بأنهما الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على رؤوسهما وقال الله أعلم حيث يجعل رسالته، هذا نستأنس به شاهداً على أن النبوة من أعظم العطايا وأجل الخصال ولهذا قال الله جل وعلا في سورة ص ذكر اعتراض القرشيين على نبينا صلى الله عليه وسلم وردهم لرسالته عليه السلام [أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا] {ص:8} يتعجبون فرد الله جل وعلا عليهم بقوله [أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ العَزِيزِ الوَهَّابِ] {ص:9} أي أن الخزائن بيد الله تبارك وتعالى وحده يهب من يشاء ما شاء جل جلاله فالنبوة والكتاب من أعظم الهبات، كما أن من الهبات التي أخبر الله جل وعلا أن من عظائم ما يعطي الندية ولهذا قال الله جل وعلا عن خليله إبراهيم أنه قال [الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ] {إبراهيم:39} وقال الله تبارك وتعالى في آية أخرى [للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ] {الشُّورى:49} ولهذا قال الله جل وعلا عن الصالحين من خلقه رجالاً ونساءً أنهم كانوا يقولون [رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ] {الفرقان:74} فالولد ذكر كان أو أنثى هبة من الرب تبارك وتعالى فالله يجعل من يشاء عقيماً يزوج بعضنا ذكرانا وإناثاً يهب لبعضنا ذكوراً يهب لبعضنا إناثاً يفعل ما يشاء ولا معقب لحكمه كما أن الله يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقله لعقله، فمن أعظم الهبات هبة الذرية كما أن من أعظم الهبات كما حررنا النبوة والرسالة الإنسان إن كان على علم ويقين بعظمة ربه ألح على ربه في الدعاء لأنه يعلم أن الهإ جل وعلا حيُّ كريم وأن الرب تبارك وتعالى يهب. وسليمان عليه الصلاة والسلام ذكره الله جل وعلا في كتابه قال [وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ] {ص:30} فأخبر جل وعلا مثنياً على هذا النبي الكريم بأنه نعم العبد، ثم ذكر جملة من أخباره من جملة أخباره أنه عرضت عليه بالعشي الصافنات الجياد من الخيل كأنها ألهته عن صلاة العصر، والمؤمن لا ينبغي أن يلهيه أو يشغله شيء عن ذكر الله، وأعظم ما يكون ذكر الله جل وعلا في الصلاة وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، من حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولهذا قال نبي الله سليمان لما شعر إن تلك الخيل على نفاستها وكرامتها عنده ألهته عن ذكر الله قال ردوها عليّ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ثم ازدلف إلى ربه يسأله من خيري الدنيا والآخرة قال رب اغفر لي لأن الإنسان لا يحمل على عاتقه ثقلاً أعظم من ذنبه وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي. فلاحظ أنه اختار الفعل هب لأنه يطلب ملكاً عظيماً ثم بين ذلك بقوله [إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ] {ص:35} لأن الملك عطية إلهية وهو من أعظم العطايا ولهذا قال الله [وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ] {البقرة:247} ولم يسند ذلك الإتيان إلى أحد من خلقه فقال [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ] {ص:35}. فأنظر أيها المبارك المقابلة الحسنة ما بين عظيم الطلب الدنيوي وهو الملك وقبله عظيم الطلب الديني وهو المغفرة ثم كيف ختم هذا النبي الكريم الموفق دعاءه بقوله بتوسله لربه إنك أنت الوهاب أي إنك رب تملك الملك وتملك المغفرة من قبل، قادرٌ على أن تغفر خطيئتي، قادر على أن تهبني ملكاً لم تؤته أحد من قبل؟ إنك أنت الوهاب. وعلم العبد بأن الله جل وعلا يهب ويعطي يجعله يزدلف إلى ربه ويتقرب إليه ويسأله تبارك وتعالى من نعيم الدنيا والآخرة ثم ينظر بعد ذلك في تلك الهبة التي منحه الله جل وعلا إياها كيف صنع بها. فأنبياء الله ورسله آتاهم الله جل وعلا النبوة، فبلغوا عن الله رسالاته ونصحو له في برياته حتى يوفوا شكر تلك النعم التي وهبهم الله جل وعلا إياها، قال [قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا] {نوح:5-6} . ولما آتى الله جل وعلا أولئك الأنبياء والرسل ما وهبهم من النبوة قاموا بتبليغ الرسالة وكمال النبوة على أكمل وجه بلغوا عن الله، ارشدوا عباده، نصحوا في خلقه، نصحوا له تبارك وتعالى في خلقه وتحملوا الأذى كل ذلك في سبيل تبليغ رسالة الله وشكر الله الواهب على ما منحهم إياه من الهبة، كما إن الله جل وعلا إذا وهب لك الذرية من ذكر أو أنثى وجب عليك أن تنشئهم نشأة صالحة: وليس النبت ينبت في جنان كمثل النبت ينبت في فلاة
وهل يرجى لأطفال كمال
إذا ارتضعوا ثدي الناقصات
الإنسان مسئول أمام الله جل وعلا فيما وهبه الله تبارك وتعالى من الذرية أن ينشئهم نشأة صالحة وأن يدلهم على الخير وأن يرشدهم إلى عبادة ربهم وأن يعظم الله جل وعلا في قلوبهم حتى ينشئوا ذرية صالحة، فإن جاد الأبناء بعد ذلك أو زاغوا عن الطريق المستقيم، فلا يكلف الله جل وعلا نفساً إلا وسعها، عليك أن تجتهد في أن تشكر الله جل وعلا على هذه الهبة، واعلم أن خلقاً لله كثر يدعون الله ليلاً ونهاراً أن يمنحهم ويهبهم الذرية ذكراناً وإناثاً، فوجب تأدية الشكر للوهاب المنعم تبارك وتعالى بأن نسعى في صلاح قلوبه وتعظيم الله جل وعلا عندهم وهذا من أعظم ما يمكن أن ينشأ عليه الفتى المسلم، كذلك مما وهبه الله تبارك وتعالى لنا العافية في الأبدان والأمن في الأوطان وهذه من نعم الله العظام التي ينبغي أن يشكر الله جل وعلا عليها كما ينبغي أن نشكر جل وعلا على كل نعمة، وأعظم ذلك في أن نقوم بما فرضه الله تبارك وتعالى علينا، فطوبى لعبد ذهب قوته وشبابه في طاعة الله وأدى ما عليه فلقي الله وهو راضٍ عنه. نسأل الله أن يهبنا وإياكم من فضله العظيم وإن يرزقنا العمل بطاعته فيما وهبنا إياه هذا ما تقرر إيراده وأعانه الله على قوله حول اسم الله الكريم الوهاب. نسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين. أذيعت يوم الأحد بتاريخ : 14 / 9 / 1429هـ . |
|
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9809 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اسم الله .. الوهاب .. للمغامسي 16/4/2009, 17:10 | |
| " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "
تباركت اسماء ربي جميعها
موضوع قيـم بارك الله فيك اختي الغالية ريما
جعله الله في ميزان حسناتك
و نفعنا جميعا به
في انتظار القادم إن شاء الله
تقبلي ودي و تقديري و احترامي |
|
ريما مراقب عام
عدد الرسائل : 821 بلد الإقامة : السعودية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7055 ترشيحات : 45
| موضوع: رد: اسم الله .. الوهاب .. للمغامسي 16/4/2009, 21:50 | |
| أستاذة صفاء
تواجد محبب للنفس
بارك الله فيك ورعاك
دمت ودامت روحك بخير |
|
حورس مرشح
عدد الرسائل : 1604 بلد الإقامة : الكرة الأرضية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8169 ترشيحات : 18 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اسم الله .. الوهاب .. للمغامسي 17/4/2009, 07:58 | |
| أستاذة ريما أخلع القبعة إعجاب بهكذا موضوع |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13232 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اسم الله .. الوهاب .. للمغامسي 20/4/2009, 13:31 | |
| |
|