اليبوسيون عرب اصليون نزحوا مع الكنعانيين من شبة الجزيرة العربية إلى بلاد الشام في خلال الألف الثالث ق.م، واستقر اليبوسيون في منطقة القدس فقط بينما ذهب الكنعانيون إلى الساحل، واليبوسيون هم عبارة عن قبيلة كنعانية، وقد بنى اليبوسيون بقيادة ملكهم "ملكي صادق" مدينة القدس وأسموها "شاليم" وهو اسم إله السلام عند الكنعانيين، ثم حرفت لاحقا إلى "أورشالم" والتي تعني "مدينة السلام"، وقد كانت تسمى أيضا ب"يبوس" نسبة إلى اليبوسيين، وبعد ذلك استقروا في المنطقة لمدة طويلة حتى وصول بني إسرائيل في القرن الثاني عشر ق.م، وحينها استولى الإسرائيليون على المدينة بقيادة نبي الله داود وطردوا اليبوسيون وحصنوا المدينة وشيدوا فيها الهيكل المزعوم، وبعد ذلك تشتت اليبوسيون في بلاد الشام ولم يرد لهم أي ذكر في التاريخ بعد ذلك. لم يطرد اليهود اليبوسيين من مدينة القدس بل ابقوا عليهم فيها وعاشوا معهم فيها كما ورد في التوراة في سفر القضاة الاصحاح الأول21
من تاريخ القدس اليبوسية الكنعانية العربية القديم
خضعت أرض كنعان - فلسطين- ولفترات متقطعة في الألفين الثالث والثاني ق.م، للنفوذ السياسي المصري، ولما كان الكثير من ملوك الممالك الكنعانية يثورون بين الحين والآخر على النفوذ السياسي المصري، فقد انتهج فراعنة مصر سياسية عزل الحكام المعادين لهم وتعيين حكام موالين، على أن يدفعوا الجزية في مواعيدها، ولكي يتحقق أنهم يراعون ذلك، أخذوا الأنجال الكبار لهؤلاء الحكام إلى مصر رهائن ووضعوهم في مقر خاص يدعى «حصن طيبة»، وهناك تعلموا العلوم والمعارف، وغرس في قلوبهم حب مصر، وإذا ما مات أحد الحكام كان يسمح لنجله الأكبر بأن يعود إلى بلده ويقوم مقامه، وقد أصبح هذا الأمر تقليداً سارت عليه مصر طيلة فترة نفوذها في المنطقة.
وكان من بين هؤلاء الحكام الذين تربوا في بلاط فراعنة مصر وعادوا ليحكموا في بلادهم، الملك عبد حيبا ملك أوروسالم/ أورشليم (القدس) في عهد الملك المصري أمنحتب الرابع (أخناتون: 1375-1358ق.م) والذي في عهده تمكن الحثيون من إخضاع معظم شمالي سورية وفنيقية، وقد شجع ذلك على قيام عدة ثورات في البلاد الكنعانية ضد النفوذ المصري. وفي تلك الآونة تعرضت معظم المدن الكنعانية لغارات الخابيرو الذين تمكنوا بمساعدة حكام جازر وعسقلان من بسط نفوذهم على معظم أرض كنعان، غير أن الملك عبد حيبا ظل على ولائه لسيده الملك أخناتون.
«أما الخابيرو، فقد ذكر فيليب حتي أن أصل الكلمة أكادي وقد أطلقت لأول مرة في بلاد الرافدين على المحاربين في عهد نارام سن(نحو 2170ق.م) من ملوك السلالة الأكادية القديمة. وفي الحوليات الحثية ظهر الخابيرو لأول مرة في عهد الملك مرشلش الأول (حوالي 1600ق.م). وتظهر الكلمة في المدونات المصرية من حوالي (1300- 1150ق.م) بشكل عبيرو/ عابيرو، ويصل حتي إلى نتيجة وهي أن كلمة خابيرو لا تدل على أنها اسم لعرق أو جنس بعينه وإنما هي تسمية أطلقت على جماعات من الرحل والأجانب والأشقياء المستعدين للانضمام إلى صفوف أي جيش لقاء أجر أو بدافع الحصول على الغنائم، (تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، جـ1، ص 172-173)، وذكر برستد أنهم بدو ساميون كانوا يعملون كجند مرتزقة في صفوف الدول المتعددة في غرب أسيا»، (تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي، ترجمة حسن كمال، ص 257).
وليس هناك أي ربط بين الخابيرو والعبرانيين الذين جعل اليهود منهم اسماً وأصلاً لهم، لا من حيث التسمية ولا من حيث الأصل ولا من حيث الزمن، فالخابيرو/ العابيرو أسبق زمنياً من العبرانيين الذين خرجوا من مصر باتجاه أرض كنعان. وفي ذلك ينقل أحمد سوسة في كتابه العرب واليهود في التاريخ عن فرويد اليهودي قوله في كتابه «موسى والتوحيد» (نحن نعرف أخبار هؤلاء المحاربين من الرسائل المكتشفة عام 1887م في سجلات مدينة العمارنة المتهدمة، فهي تسميهم باسم عابيرو، وقد أطلق هذا الاسم فيما بعد لسنا ندري كيف اطلق هذا الاسم على الغزاة اليهود العبرانيين الذين لم تذكرهم رسائل العمارنة لأنهم قدموا في زمن لاحق). كما ذكر أحمد سوسة أن العبيرو تمكنوا من احتلال أريحا قبل عصر موسى بحوالي قرنين من الزمن، وبالتالي فليس هناك علاقة بين الخابيرو/ العابيرو، و العبرانيين اليهود (أحمد سوسة، العرب واليهود في التاريخ، ص 424-427).
وتدل ألواح تل العمارنة المكتشفة سنة 1887م في صعيد مصر على أن ملوك الممالك الكنعانية - فلسطين- كانوا يراسلون ملوك مصر في فترة النفوذ المصري في أرض كنعان، وكانت تلك المراسلات باللغة البابلية وبالخط المسماري، وهي اللغة السائدة في المراسلات السياسية والتجارة في بلاد كنعان آنذاك، وذلك منذ ظهور الدولة البابلية الكبرى في عهد ملكها الأموري/ العموري حمورابي الذي سادت الحضارة البابلية غرب آسيا في عهده واستمرت من بعده في اللغة والكتابة، في حين كانت اللغة العربية القديمة وهي لغة العرب الكنعانيين لغة التخاطب بين العامة في حياتهم اليومية.
منقــــــــــــــــول