الأعشاش هم أبناء أحمد بن كعب بن علي بن يعقوب بن كعب بن أحمد بن ترجم بن حميد بن يحي بن علاّق بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم .
وهم 12 ولدا : قاسم ـ مرا ـ أبو الليل ـ أبو الفضل ـ قائد ـ عبيد ـ منديل ـ عبد الكريم ـ كليب ـ عساكر ـ عبد الملك ـ عبد العزيز .
قال ابن خلدون : "وكان ابن جامع مبلغاً سعايته واعصوصبت عليه سائر علاق، فحاربوا المرداسيين هؤلاء وغلبوهم على الأوطان والحظ من السلطان، وأخرجوهم عن أفريقية وصاروا إلى القفر وهم اليوم به من جهة بادية الأعراب أهل الفلاة ينزعون إلى الرمل ويمتارون من أطراف التلول تحت أحكام سليم أو رياح، ويختصون بالتغلب على ضواحي قسطنطينة أيام مرابع الكعوب ومصائفهم بالتلول. فإذا انحدروا إلى مشاتيهم بالقفر أجفلت أحياء مرداس إلى القفر البعيد، ويخالطونهم على حلف ولهم على توزر ونفطة وبلاد قسطيلة أتاوة يؤدونها إليهم بما هي مواطنهم ومجالاتهم وتصرفهم، ولأنها في الكثير من أعراضهم.
وصاروا لهذا العهد إلى تملك القفار بها فاصطفوا منه كثيراً وأصبح منه عمران قسطنطينة لهم مرتابا واستقام أمر بني كعب من علاق وفي رياسة عوف وسائر بطونهم من مرداس وحصين ورياح، ودلاج ومن بطون رياح حبيب، وعلا شأنهم عند الدولة. واعتزوا على سائر بني سليم بن منصور، واستقرت رياستهم في ولد يعقوب بن كعب، وهم بنو شيخة وبنو طاهر وبنو علي. وكان التقدم لبني شيحة بن يعقوب لعبد الله أولاً، ثم لإبراهيم أخيه، ثم لعبد الرحمن ثالثهما على ما يأتي. وكان بنو علي يرادفونهم في الرياسة. وكان منهم بنو كثير بن يزيد بن علي.
وكان كعب هذا يعرف بينهم بالحاج لما كان قضى فرضه، وكانت له صحابة مع أبى سعيد العود الرطب شيخ الموحدين لعهد السلطان المستنصر أفادته جاهاً وثروة، وأقطع له السلطان أربعاً من القرى أصارها لولده. كان منها بناحية صفاقس وبأفريقية وبناحية الجريد. وكان له من الولد سبعة، أربعة لأم وهم أحمد وماضي وعلي ومحمد، وثلاثة لأم وهم: بريد وبركات وعبد الغني. فنازع أحمد أولاد شيخة في رئاستهم على الكعوب، واتصل بالسلطان أبي إسحق وأحفظهم ذلك فلحقوا بالدعي عند ظهوره، وكان من شأنه ما قدّمنا.
وهلك أحمد واستقرت الرياسة في ولده، وكان له من الولد جماعة. فمن غزية إحدى نساء بني يزيد من صنهاجة: قاسم ومرا أبو الليل وأبو الفضل، ومن الحكمية. قائد وعبيد ومنديل وعبد الكريم ومن السرية كليب وعساكر وعبد الملك وعبد العزيز. ولما هلك أحمد قام بأمرهم بعده إبنه أبو الفضل. ثم من بعده أخوه أبو الليل بن أحمد. وغلب رياسة بني أحمد هؤلاء على قومهم وتألفوا ولد إخوتهم جميعاً. وعرفوا ما بين أحيائهم بالأعشاش إلى هذا العهد.
ولما كان شأن الدعي بن أبي عمارة. ويئس بأنه الفضل بن يحيى المخلوع، وأوقع بالسلطان أبي إسحق وقتله وأكثر بنيه كما نذكره في موضعه. لحق أبو حفص أخوه الأصغر بقلعة سنان من حصون أفريقية. وكان لأبي الليل بن أحمد في نجاته ثم في القيام بأمره أثره وقع منه أحسن المواقع فاصطنعه به وشيد من رياسته على قومه عندما أدال الله به من الدعي فاصطلع أبو الليل هذا بأمرهم.
وزاحم أولاد شيحة بمنكب قوي. ولحق آخرهم عبد الرحمن بن شيحة بجباية عندما اقتطعها الأمير أبو زكريا ابن السلطان أبي إسحق على ملك عمه السلطان أبي حفص، فوفد عليه مستجيشاً به ومرغبا له في ملك تونس، يرجو بذلك كثرة رئاسته فهلك دون مرامه، وقبر ببجاية وانقرضت رياسة أولاد شيخة بمهلكه. واستبد أبو الليل بالرياسة في الكعوب، ووقع بينه وبين السلطان أبي حفص وحشة، فقدم على الكعوب مكانه محمد بن عبد الرحمن بن شيخة، وزاحمه به أياماً حتى استقام على الطاعة.
ولما هلك قام بأمرهم إبنه أحمد، واتصل أمر رياسته ونكبه السلطان أبوعصيدة فهلك في سجنه، وولي بعده أخوه عمر بن أبي الليل، وزاحمه هراج بن عبيد بن أحمد بن كعب إلى أن هلك هراج كما نذكره. ولما هلك عمر قام بأمره في قومه أخوه محمد بن أبي الليل وكفل مولاهم وحمزة ابن أخيه عمر. وكان عمر مضعفا عاجزاً فنازعه أولاد مهلهل ابن عمه قاسم وهم: محمد ومسكيانه ومرغم وطالب وعون في آخرين لم يحضرني أسماؤهم، فترشحوا للاستبداد على قومهم ومجاذبة محمد ابن عمهم أبي الليل حبل الرياسة فيهم. ولم يزالوا على ذلك سائرأيامهم".
ثم قال : "ووفد على السلطان أبي يحيى بالثغر العربي من أفريقية في بجاية وقسطنطة وجاء في جملته فلما ملك ملك تونس عقد له على قومه ورفعه على أنظاره. وغصى به بنوكعب فحرض عليه حمزة من الأعشاش محمد بن حامد. بن يزيله. فقتله في موقف شوراهم وولي الرياسة فيهم من بعده ابن عمه محمد بن مسكين بن عامر بن يعقوب بن القوس وانتهت اليه رئاستهم. وكان يرادفه أو ينازعه جماعة من بني عمه. فمنهم سحيم بن سليمان بن يعقوب، وحضر واقعة طريف مع السلطان أبي الحسن، وكان له فيها ذكر. ومنهم أبو الهول وأبو القاسم إبنا يعقوب بن عبد السلام، وكان لأبي الهول مناصحة للسلطان أبي الحسم، حين أحلف عليه بنو سليم بالقيروان، وأدخله مع أولاد مهلهل في الخروج على القيروان فخرج معهم جميعاً إلى سوسة.
ومنهم بنو يزيد بن عمربن يعقوب وإبنه خليفة. ولم يزل محمد بن مسكين على رئاسته أيام السلطان أبي يحيى كلها وكان مخالطاً له، ومتهالكاً في نصيحته والانحياش إليه. ولما هلك خلفه في رئاسته ابن أخيه خليفة بن عبد الله بن مسكين وهو أحد الأشياخ الذين تقبض عليهم السلطان أبو الحسن بتونس بين يدي واقعة القيروان. ثم أطلقه وهو محصور بالقيروان فكان له به اختصاص من بعد ذلك".
وقال الشيخ مبارك الميلي : " كانت قبيلة عوف بن سليم تجاور رياحا على حدود عمالة قسنطينة ، وتبلغ ناجعتها نواحي بونة ، ولها بطنان هما مرداس وعلاق ، ومن علاق حصن ويحي ومن حصن حكيم وبنو علي ، ومن يحي الكعوب ، ومن الكعوب أولاد مهلهل وأولاد أبي الليل ، ومن أولاد أبي الليل الأعشاش ". تاريخ الجزائر في القديم والحديث ، المجلد الثاني ، صفحة 356.