استنكر أثريون بمحافظة قنا، سرقة 290 قطعة من مقتنيات الأمير يوسف كمال ،الشهير "بالبرنس" مؤسس أول مدرسة للفنون الجميلة في مصر والعالم العربي.
وطالب الأثريون، بتفعيل المطالب التي طالبوا بها منذ عدة سنوات في تدريب أمن مخصص لحماية المقتنيات الأثرية بأساليب علمية وتكنولوجية ،خاصة في المناطق التي يمكن استغلالها كمتحف اقليمي كقصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي ،ووضع كاميرات مراقبة وإنذار.
كانت نيابة نجع حمادي، أمرت اليوم الجمعة، بانتداب لجنة من المعمل الجنائي لرفع البصمات، ولجنة من الاثار لحصر المسروقات ،وتباشر التحقيقات مع المسئولين عن القصر، كما أمرت بتشكيل لجنة لحصر المقتنيات المسروقة في واقعة المحضر رقم 7794 إداري نجع حمادي.
وقال مصدر أمني لـ"بوابة الأهرام" إن الحصر المبدئي للمسروقات أظهر حتي الآن اختفاء 290 قطعة أثرية، من ضمنها كتب من العصر العثماني وخناجر مرصعة بالذهب وعملات معدنية ،وقصر الأمير يوسف تعرض في واقعة السرقة التي حدثت مساء أمس الخميس، بكسر في الباب الرئيسي لقصر الحرملك وكسر بـ3 غرف في الطابق الثاني من القصر التي تعتبر المخزن الرئيسي لمقتنيات الأمير المسجلة ضمن الآثار الإسلامية والقبطية في وزارة الآثار.
الأثري محمد الصادق، منسق الحملة القومية لإنقاذ التراث، أكد أن ماحدث لقصر الأمير يوسف كارثة بكل المقاييس ،لافتاً أنه لابد من تفعيل المطالب التي طالب بها الأثريون وهى تدريب كوادر أمن مخصصة في المواقع الأثرية وتسليحهم بأحداث الوسائل العلمية والتكنولوجية،لافتاً أن كافة القصور الملكية التي تنتمي للأسرة العلوية في مصر تعرضت للسرقة ،منها قصر محمد علي باشا ،الذي تعرض للسرقة في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني وأخذت منه لوحات نادرة.
والمجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بنجع حمادي، تظهر فيها شخصية الأمير الفنية الذي كان فنانًا تشكيليًا ورحالة حيث إنه أول من أنشأ مدرسة للفنون الجميلة بدرب الجماميز بالقاهرة في عام 1908 وأوقف عليها 127 فدانًا من الأراضي الزراعية المملوكة له بمحافظة المنيا وعدة عقارات بالإسكندرية.
الدكتور عصام حشمت، أستاذ الترميم في جامعة جنوب الوادي بقنا، أكد أن الدول المتقدمة لجأت إلى ضرورة استثمار المباني والمناطق الأثرية ليس فقط لزيادة الجذب السياحي إليها ولكن أيضا لمشاركة المواطنين في استعمالها الاستعمال الذي يضمن استمرارها وتصبح جزءًا من المجتمع وليس بناء أصم أو نصبًا تزوره الجماعات والأفراد في المناسبات المختلفة ،وأن علي مصر أن تسير في ركب الدول المتقدمة لمنع سرقات المتاحف.
وأضاف حشمت، أن الأمير يوسف كمال أسهم في تنمية الاهتمام بالوعي الأثري في مصر والفنون الجميلة،لافتاً أن الأمير يوسف بعد أقنعه النحات الفرنسي "جيوم لابلان" بأحياء الفنون الجميلة في وطنه قام ببناء مدرسة للفنون التشكيلية ،كما أرسل بعثات علمية إلي فرنسا وإيطاليا علي نفقته الخاصة لتعلم الفنون.
وأضاف محمود حجاج، باحث أثري، أنه لابد أن تقوم وزارة الآثار بعمل حماية للمتاحف والمواقع الأثرية ،بالإضافة إلي رفع رواتب موظفيها وعمل تدريبات أمنية خاصة بالحراس المكلفين بحماية المواقع الأثرية ،لافتًا أن هذا المطلب تم تقديمه من ضمن المطالب لوزارة الآثار ولم يتم الاستجابة للمطالب.
وأوضح حجاج، أن سرقة قصر أثري لرجل كان يجوب العالم من أجل شراء القطع النادرة في الفن الإسلامي والآسيوي ليهديها إلى المتاحف المصرية لكارثة حقيقية مشيراً إلي أن البرنس يوسف كمال أعاد إلى مصر معظم ممتلكاته بعد ثورة يوليو 1952 بعد رحيله إلى أوروبا إبان الثورة ،وتوفي في مدينة" استروبل" بالنمسا في عام 1969، لافتاً أنه لابد من سرعة القبض علي الجناة وتركيب كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار في قصر الأمير يوسف كمال وبكافة المواقع الأثرية.