الولادة تحت الماء أسرع وأقل إيلاما
العرب أمنية عادل :
حسب الدراسات الحديثة، توفر الولادة تحت الماء، مناسبة ولادة أكثر سهولة للأطفال للانتقال من الرحم إلى الحياة، وتساعد أمهاتهم على تجاوز المخاض بأقل قدر من الأوجاع.
وتؤمن كمية الماء الموجودة ضمن الحوض نوعا من السباحة وتخفف الضغط على المعدة والظهر، فأغلب السيدات اللاتي ولدن بهذه الطريقة لاحظن أنهن شعرن بالاسترخاء التام في حوض الولادة وأن توسع الرحم تم بسرعة كبيرة وينزلق الطفل دون الشعور به.
وأظهرت دراسة حديثة شملت 2939 امرأة انخفاضا في استعمال التخدير بالنسبة إلى السيدات اللواتي غمرن في الماء أثناء المرحلة الأولى للوضع مقارنة مع النساء اللواتي كن على السرير طوال الوقت، إلا أن تخفيف الألم لم يكن الفائدة الوحيدة لهذا النوع من الولادة، فبالإضافة إلى ذلك فإن الولادة في الماء تكون ممتعة أكثر للطفل وذلك لأن الماء يقلد الجو ضمن الرحم.
ويقول الباحثون: يمكن الاستغناء عن معظم أنواع الأدوية خلال هذه الولادة التي تمنع تمزق الجهاز التناسلي عند المرأة وتكون فيها أقل عرضة للتوتر. ويكون المولود الجديد أقل عرضة للالتهابات خصوصا التهابات الجهاز التنفسي.
وكشفت دراسة بريطانية منشورة عام 2004، أن الولادة تحت الماء الدافئ بدرجة حرارة تتراوح بين 35-37.5 مئوية تعطي السيدة إحساسا بالراحة النفسية والاسترخاء أثناء الولادة، كما أن استخدام الماء يحدث تقدما سريعا في عملية الولادة، ويقلل الإحساس بالألم بنسبة من 60 إلى 70 بالمئة، وهو ما ترجعه الدراسات إلى تحفيز هرموني “الأوكيوسين” و”الإندورفين” المسؤولين عن انقباضات عضلات الرحم.
وأثبتت عديد الدراسات أن الولادة في الماء تخفف آلام أسفل الظهر والمفاصل وتعطي القوة والتوازن، ويدفع الانغماس في الماء الدم إلى أجزاء الجسم كله.
ويذكر أن هناك من ربط بين استخدام الابيدوال في تخفيف الألم وزيادة في معدل الولادة القيصرية، ذلك أنه يخفف الألم ويقلل من شده الطلق، أما الولادة في الماء تعزز الاستجابات الفسيولوجية في الأم التي تقلل من الألم بما يساعد في إعادة توزيع ضخ الدم في الجسم. وتسهل هذه الولادة خروج الجنين من القناة نتيجة الضغط الذي يعمل على توسيع عظمة الحوض.
وفي أكثر حالات الولادة تحت الماء (التي تحدث في المستشفيات الأميركية ومراكز التوليد)، يتم سحب الطفل إلى السطح فورا بعد الولادة. فبمجرد ارتفاع ضغط قناة الولادة عنهم، يواجه الأطفال ضغط الماء الأمر الذي يمنع إصابتهم باللهث. فالأطفال الذين يولدون تحت الماء لا يصادفون الهواء الجاف وتغيير درجة الحرارة الذي يحفز رد فعل قوي عند البدء في التنفس.
وجاءت تجربة الولادة في الماء كمحاولة لاستحداث أساليب جديدة لتسهيل عملية الولادة، ورغم صعوبة تخيل البعض أن هناك إمكانية للولادة في الماء فإن تلك الطريقة تعد قديمة، حيث بدأت في أوروبا وبالتحديد في أوائل القرن 19، فيما اندثرت بعض الوقت، لتعود من جديد في سبعينات القرن الماضي، في كل من روسيا وفرنسا، وذلك لتسهيل الولادة.
ففي أواخر 1960 استفاد العالم الفرنسي من هذه التجارب في التوليد في الماء بالنسبة إلى الأطفال، وذلك للتخفيف من آثار صدمة الولادة التي تنتاب المولود، وذلك عن طريق غمر الرضع المولودين حديثا في ماء دافئ لتسهيل مرحلة الانتقال من الرحم إلى العالم الخارجي. ويعد مستشفي بيتربرو في نيوهامبشير أول مستشفى في الولايات المتحدة للولادة في الماء وذلك في عام 1991.
بحلول عام 2005، كان هناك أكثر من 9000 مستشفى في الولايات المتحدة التي اعتمدت على تلك البروتوكولات للولادة في الماء. وهناك أكثر من ثلاثة أرباع مستشفيات الخدمات الصحية في المملكة المتحدة توفر هذه الطريقة كإحدى طرق الولادة.
وشدد أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، الدكتور عمرو أبوالعلا، على ضرورة توافر بعض الشروط لتوفير ولادة آمنة في المياه، أولها أن تكون السيدة قادرة على السباحة بمهارة حتى لا تتعرض للغرق، وإن تمت الولادة في مسبح صغير يجب أن تكون قادرة على وزن نفسها والجنين، فضلا عن تمتع الطاقم الطبي بالمهارة اللازمة للرعاية.
كما أشار إلى أن تلك الطريقة لها مخاطر أولها وأهمها أن عدم اتزان المرأة من الممكن أن يتسبب في عدم ضبط نسبة الأوكسجين، وهو ما يشكل خطورة على الجنين ومن الممكن أن يسبب الوفاة. كما لفت إلى أن تلك الطريقة رغم تداولها في الفترة الأخيرة، إلا أنها لا تندرج تحت بند الطرق التي تدرس للطلاب لاستخدامها كوسيلة معتمدة لتوليد النساء.
أما عن أساليب الولادة تحت المياه فهناك متطلبات لابد من توفيرها لتكون ولادة آمنة وصحيحة، أولها أن تتراوح درجة المياه من 36 حتى 37 درجة مئوية، وكذلك على المرأة أن تتدرب على الأمر أكثر من مرة قبل الولادة، ويمكن للمرأة أن تنزل في حوض السباحة منذ بداية عملية المخاض.
ويرى بعض العلماء أن الولادة في المياه تزيد من نسبة خطر العدوى، فضلا عن بطء عملية المخاض وهو ما يزيد من فقد الدم أثناء الولادة، كما يحثون على عدم إجرائها من قبل غير المتخصصين أو عديمي الخبرة بهذا النوع من الولادة.
وينصح أخصائيو النساء والتوليد بعدم إجراء الولادة في المياه لمن لديهن تعقيدات الولادة، فضلا عن ضرورة معرفة معدل نبضات قلب الجنين بشكل دقيق، كذلك مع احتمالية حدوث نزيف مهبلي، واحتمالية الولادة المبكرة أقل من 37 أسبوعا.