حجرة صغيرة تتناثر بداخلها التفاصيل التى تتضمنها غرفة أى شاب من سرير بسيط وجهاز كمبيوتر وعشرات الكتب الملقاة فى كل مكان، إلا أنها تميزت عن غيرها من غرف طلاب الثانوية العامة بتفاصيل لن تجدها إلى عند الشاب السكندرى "سيد مصطفى" الذى حول غرفته إلى أغرب وأرخص أستوديو فى العالم، يبث منه الدروس المجانية لزملائه من الطلاب وينشرها على الإنترنت ليستفاد منها بقية الطلبة، من خلال ستارة خضراء بأحد زوايا الغرفة حولها إلى "كرومة" ولمبات ولمبات كهرباء موفرة تحولت إلى وحدات إضاءة داخل علب كارتون وعلب "السمن" وكاميرا حاسب لوحى معلقة فى مسند "صناعة يدوية"
أستوديو "سيد"، صاحب الـ17 عاما، بدأ بثه لدروس اللغة العربية والفيزياء والكيمياء مع نهاية عامه الأول فى الثانوية العامة، حين اكتشف فكرة الدروس المصورة عبر الإنترنت، وقرر أن يشارك فى صناعة هذه الدروس من حجرته الصغيرة، ويحكى عن تجربته قائلا: "اعتمدت فقط على الإمكانات المتاحة لدى وبدأت أبحث فى الإنترنت عن طريقة صناعة الأستوديو وطرق التصوير المحترفة وكيف يتم تصوير الرسوم الكرتونية على خلفية الشخص وهو يتحدث".
مع ارتفاع أسعار المعدات الحقيقية رفع "سيد" شعار "المصرى هو الحل" وبدأ ببساطة صناعة معدات الأستوديو "بيتى" أو "من منازلهم" محولا الكراتين إلى وحدات إضاءة موفرة، وأخشاب مهملة إلى حامل كاميرا، وحتى الكمبيوتر الشخصى الصغير حوله إلى وحدة "مونتاج" ورسوم كاملة.
الكرومة فى شكل مختلف يقول "سيد"، "قضيت وقتا فى البحث على الإنترنت عن طرق تكوين الأستوديو، وتعلمت برامج المونتاج، وبعدها قضيت أسبوعا كاملا فى تجميع المعدات وتجهيزها وتحويل كل حاجة تنفع فى الأستوديو لأداة تساعد فى إنتاج الفيديوهات التعليمية بالشكل اللى أنا بحلم بيه".
الكراتين وهى تعمل دور أجهزة الإضاءة "ثانوية عامة، وإمكانات شبه منعدمة" ما الذى يمكن أن يدفع شخص لبذل كل هذا المجهود ؟ يجيب سيد، "كنت عايز أساعد كل الشباب اللى زيى من جانب.. غير أنى كنت عايز أتعلم حاجات جديدة وأدخل تحديا مختلفا لنفسى، منه عرفت أصول الإضاءة والمونتاج وحتى مبادئ التصوير وفصل الصورة وغيرها من الحاجات إللى ممكن تفيدنى بعد ما أخلص دراسة فى أن أعمل فى وظيفة أحبها وأني متميز فيها".
الستارة الخضراء الطالب الذى يحلم بتحقيق إنجاز فى هندسة الإلكترونيات بعد سنوات من قليلة من الآن، بدأ مشروعه بتشجيع من الأهل، ولكن الآن يقول، "فى الأول كانوا بيشجعونى عشان كنت تقريبا فى إجازة أولى ثانوى، لكن الموضوع لما كبر ومع ضغط الثانوية العامة بدأوا يشعروا بالقلق ويطالبوننى بالتركيز فى الدراسة.. لكن أقنعتهم بالطريقة العملية أن المذاكرة والتحصيل أهم أولوياتى، لكن لابد من تنفيذ أحلامى شخصية وأن أقدر أنفذها بجانب الدراسة.. وده اللى بعمله دلوقتى".
سيد محمد يقف وسط الأستوديو الخاص به سيد أيضا تم تكريمه من قبل مؤسسة "نفهم" التعليمية وتنصيبه سفيرا للمؤسسة هذا العام، ويقول: التكريم جاء بسبب المشاركات التى قدمتها من خلال الفيديوهات المصورة عبر موقع المؤسسة، وبالطبع شكلت دافعا لى لتقديم المزيد من الجهد فى المشروع الذى أعمل عليه، وأكبر مكافأة لى، هى الرسائل اللى بتوصلنا من الطلاب زمايلى اللى بيستفادوا من الدروس ورد الفعل الإيجابى اللى بيحفزنى أقدم أكتر واستغل كل وقت متاح لدى فى تطوير مشروعى وحلمى.
الستارة أصبحت كرومة فى غرفة المدرس الصغير
http://www1.youm7.com