الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 ذات النظرات الحائرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
daleda
عضو جديد
عضو جديد
daleda

انثى
عدد الرسائل : 14
ذات النظرات الحائرة 210
بلد الإقامة : القليوبية/شبين القناطر
احترام القوانين : ذات النظرات الحائرة 111010
العمل : ذات النظرات الحائرة Unknow10
نقاط : 3464
ترشيحات : 0

ذات النظرات الحائرة Empty
مُساهمةموضوع: ذات النظرات الحائرة   ذات النظرات الحائرة I_icon_minitime17/1/2015, 18:49

المكان / المدرسة الاعدادية المهنية للبنات الوقت / ما بين الظهر والعصر وتحديـدا الواحـدة مساءا بحثت عن مكان كى اجلس به ..
فوجدت مقعد خالـى حملته وذهبت هناك حيث الخضرة والأشجار وجلست اتابـع باهتمـام الطالبات وهن يتجولن فى فناء المدرسة وقد اقتسموا الى مجموعات فمنهم مجموعة تجرى وتلعب وأخرى تهتم بمراجعة ما قبل الامتحان بدقائـق ومجموعة أخرى تتسامر
وانا اتابعهـن بتركيـز متذكرة نفسى عندما كنت بمثل عمرهن وما كنت افعله واصدقائى حينها ولكن الفارق بينى وبينهم اننى كنت افعل كل تلك الاشياء مجتمعة فى آن واحـد
وتذكرت أشيـاء كثيـرة كـان منهـا اننا كنا كباقى البشر نتشاجر ونختلف وما ان تمر علينا دقائق معدودة حتى نتحاور ونتحدث وننسى مامر بنا وكأن شيئـا لـم يكـن
تذكـرت حينما طلبت منى معلمة الرياضة ان اكتب اسماء الغائبين بدفتـر الغيـاب وكان بينهـم صديقة عزيزة على قلبـى ولم اكتب اسمهـا .. وعندما سألتنـى عنهـا المعلمـة اوهمتها انها حضرت ولكنها ربما ذهبت الى فصل آخر لأحضار كتاب نسيته او لمحادثة صديقة اخرى وكانت صدمة لى عندما طلبت منى المعلمة ان اذهب لاحضارها .. .. فذهبت وجلست بالخارج افكر ماذا اخبرها .. واذا بها تنادينى .. فهى تعلم اننى كاذبـة تقول لـى .. انتـى متأكدة انها حضرت النهاردة .. فابتسـم انا خجـلا منهـا قائلة لهـا انتى تعلمين مدى حبى لأصدقائـى ولهـا وانه ومن شدة حبى لهـم فأنـا أراهـم دائما امام عينـى حتى وان غابوا لا اشعر بغيابهم فضحكت المعلمة وأمرتنـى بالدخول والجلوس بمقعدى دون كلمة واحدة .. ففعلت



وتذكـرت حين اجبرت على قضاء ما على من حكم ذاتـى للمدرسة وقد كنت اكرهه لأنه يفقدنى كثير من المواد الدراسية بهذا اليوم ويضطرنى الى تكثيف ساعات المذاكرة لاستيعاب ما فاتنى فى هذا اليوم اللعين
وكان الحكـم هـو أمن البوابة .. واخبرتهم اننى لن اصلح ابدا لهذه المهمة ولكن دون جدوى !وكانت النتيجة اننى سمحت لبعض الاطفال بالدخول بعد ان اوهمونى انهم ابناء المعلمات بالمدرسة
وعندما حاولت معهم ممارسة مهمة رجل الأمن باثبات شخصيتهم اخبرونى انهم لا يحملون اثبات شخصية لصغر سنهم واخرجو لى بعض الكراسات التى تحوى اسمائهم واسماء ابائهم ..
ولكن من اين لى ان اعرف اسماء ابائهم وهم ابناء للمعلمات وليس المعلمين ... ودخل الأطفال المدرسة وما هى الا دقائق قليلة حتى خرجت المدرسة كلها صارخة مذعورة مما سمعو من صوت المفرقعات التى احدثها هؤلاء الاشقياء ولكنهم حين علمو اننى انا القائمة على أمن البوابة لم يتعجبوا كثيرا وكان هذا سببا كافيا لعدم تسجيلى بالحكم الذاتى مرة اخرى .. وكان لى ما اردت
وتذكـرت حينما كنت احضر درسا فاتنى بالطابق الثالث فصل 2/10 وفى اثناء الاستراحة خرجن جميع الطالبات مندفعين لهبوط السلم وكنت معهم فانزلقت قدمى ووقعت وتجمع الجميع حولى بما فيهم اصدقائى وحملونى الى اقرب مستشفى ثم اعادونى للمنزل ولم يتركونى الا بعد ان اطمأنو على وذهبوا الا واحدة ظلت بجانبى طوال اسبوع كامل بعد ان حصلت على اجازة من المدرسة واذن والداها وظلت بجانبى تمرضنى وتسهر على راحتى وكان اسمها فى خانة الميلاد ترانديل بطرس حنا الديانة / مسيحية نعم مسيحية .. ولكنها كانت من اقرب الاصدقاء لقلبى ولا زالت حتى الآن
رغم بعد المسافات بيننا تذكرت كم الجوائز التى حصلت عليها فى اختبارت اللغة العربية وخصوصا ( التعبير والاملاء والنصوص ) وقد كان لوالدى كل الفضل فى اجتيازى لهذه الاختبارت .. لانه دائما ما كان يرتب لى ساعة اسبوعية لاختبارى ويلقى على بكلمات لا استطيع نطقها بلسانى طالبا منى كتابتها صحيحة ودون خطأ مع النطق وكنت معه اخطئ كثيرا وهو يتقبل خطأى بصدر رحب مبتسما ويعيد نطقها معى وأعيد كتابتها عشرات المرات حتى تكتب صحيحة وكاملة دون خطأ
ودارت بعقلى ذكريات كثيرة جدا منها السعيد والحزين ايضا .. ولكن الغريب فى هذا كله انه عندما مرت بى احداث مؤلمة وحزينة لم تذرف عيناى حينها ولاحتى دمعة واحدة وكأننـى كنت ادخـرهـا لهذه الايـام
وفجأة وانا ما زلت جالسة بذلك الفناء الجميل شاردة مع ذكرياتى الماضية وقعت عينى عليها بيضاء اللون زرقاء العينين .. ملامحها جميلة جدا ولكنى احترت فى تحديد عمرها فرغم جمالها الواضح الا انه كانت تكسوه علامات حزن ونظرات حائرة لم تمكننى من تحديد عمرها كانت تجلس وحدهـا متقوقعة مع نفسها وكأننا فى يوم من ايام الشتاء القارص وليـس يوما صيفيا !
حاولت الهرب بعينى بعيدا عنها بمن حولى حتى لا اقحم نفسى بما ليس لى به من شأن ولكن كان للقدم رأى آخر فقد تحركت ذاهبة نحوها دون ان تعطى للعقل اى اشارة بذلك او تنتظر رده
اقتربت منها وسألتهـا انتى فى المدرسة هنا يا حبيبتى ؟؟ فهزت رأسها نافية سألتهـا طيب انتى جاية هنا مع حد ؟؟ فأجابت ايوة وصمتت تعجبت من ردودها الناهية وادركت انها بهذا لا تريد التحدث الا احد .. فما كان على الاالعودة الى مقعدى دون كلمة اخرى وانتهى اليوم ..
وفى اليوم التالى عمدت الذهاب الى نفس المكان ونفس المقعد الذى وجدته كما هو لم يحركه احد وكأنه ينتظرنى جلست متابعة ومنتظرة كما حدث سابقا متذكرة ما مر بى من احداث الأمس ونظرت الى نفس المكان فلم اجدها دارت عينى باحثة عنها ولكن دون فائدة
وبعد انتهاء نصف اليوم الاختبارى كان هناك استراحة .. فخرجت ابنتى ومعها زميلة لها واذا بى ارى نفس الملامح تقريبا ونفس لون العينين الزرقاوين ولكن العمر محدد فهذه طالبة وزميلة لابنتى اما الاخرى فـ .. لا عـرف !!واذا بالطالبة تسألنى اذا ما كنت قد رأيت اختها التى كانت تجلس هناك وعندما نظرت بعينى الى ما اشارت اليه وجدته نفس المكان .. مكان الجميلة التى حاولت الحوار معها بالامس .. ورفضت .. وعلمت انها تحضر برفقة اختها مثلما احضر انا برفقة ابنتى واخبرت الطالبة اننى لم ارها اليوم واننى حاولت الحديث معا بالامس ولكنها كانت تجيبنى بتحفظ
فاعتذرت الطالبة من معاملة اختها قائلة .. معلش يا طنط هى شيماء كده بتخاف تتكلم مع كل الناس والكل بيشتكى منها فتعجبت قائلة ليه كده ..مع ان شكلها اكبر منك .. فأجابت ايوه دى شيماء عندها 19 سنة ومخلصة دبلوم السنة اللى فاتت .. وقبل ان اكمل حديثى المجدى مع الطالبة .. حضرت الشابة الجميلة وفى يدها شنطة بلاستيكية وكان يبدو ان ما بداخلها بعض الطعام والبسكوت الذى ذهبت لاحضاره لاختها الطالبة
فطلبت منها الطالبة الاقتراب والقاء التحية والسلام قائلةلها سلمى على طنط دى ام امنية زميلتى .. فالقت الشابة التحية والسلام على مضض وطلبت من اختها الذهاب الى مكانهم والجلوس هناك وهنا امسكت انا بيد الطالبة قائلة .. فى كراسى هنا والمكان واسع ممكن تقعدوا معانا .. فرحبت الطالبة بالدعوة واضطرت الشابة للموافقة
جلسن الثلاثة معى حتى انتهت الاستراحة وذهبت الطالبة بصحبة ابنتى لاداء الشوط الثانى واختبار ال.. انجلش
.وجلست انا والشابة الجميلة وحدنا .. وهنا دار حوار بين العقل والعين واللسان انتهى بأن أمر العقل اللسان بعدم التحدث اليها مرة اخرى كى لا يحدث ما حدث سابقا .. وأمر العين ايضا بغض النظر عنها كى لا تجبر اللسان على بدء اى حوار آخر معها ويحدث ما حدث سابقا
ولكن العين ابت ان تسمع كلام العقل وظلت تلاعبه مرة بالانصراف واخرى بالنظر اليها وكى لا اوقعهم انا فى الخطأ والمجادلة هربت منهم مستأذنة منها دقائق احضرت فيها آيس كريم واعطيتها واحدة وبعد الحاح منى اخذته ..
وجلسنا نأكله سويا ببطئ حتى انتهى اليوم ودعناهم وذهب كل منا فى طريق
وفى اليوم الثالث والأخير فوجئت بهن يستقبلننا عند الباب غاضبين من تأخيرنا عليهن !!ولا تدرون كم كانت سعادتى حينئذ وبعد ان ذهبت ابنتى وصديقتها للامتخان .. جلست انا والجميلة مرة اخرى ..
وكانت فرصتى فى ادارة حوار اكثر نفعا ومعرفة مما سبق .. سألتهـا .. انتى اسمك شيماء ؟؟ قالت ايوة .. شيماء محمـود صـالح وفرحت جدا لأننى ادركت من ردها انها على استعداد تام للحديث و برغبة على عكس ما سبق سألتها .. انتى منين يا قمر ؟؟قالت انا من ( تحوريـا ) بلد او قرية قريبة من مدينتنا شبين القناطر
سألتها .. معاكى دبلوم اية ؟؟فاجابت دبلوم تجارة .. فسعدت اكثر واخبرتها أنه نفس مؤهلى فضحكت الجميلة مكملة دون سؤال منى وكأنها كانت تبحث عن متنفس لما كانت فيه من عزلة وانطواء وانا سعيدة جدا انها وجدت هذا معى
اخبرتنى كيف كانت طفولتها سعيدة مع اب طيب وحنون .. وأم جميلة وخدومة وظلت هذه السعادة معهم حتى وفاة والدهم منذ ثلاثة اعوام ماضية وتركهم دون اشياء كثيرة اهمها الرعاية والحنان واخبرتنى كيف كانت جدتها لأمها وبعد شهرين فقط من وفاة الوالد تلح على الأم فى التفكير بالزواج مرة اخرى وخصوصا انها ما زالت شابة وجميلة وانها لن تدرك معنى الوحدة حقا الا بعد ان نتزوج انا واختى بعد سنوات ووقتها ستقل طلبات الزواج مع تقدم العمر ورفضت الأم مرة وثالثة حتى مرت سنة
وبعد هذا بدأ حدوث التغيير الطبيعى وخلعت اللون الاسود وبدأت فى ارتداء الألون التى تبدع فى اظهار جمالها الساحر وبعد ان كانت ترفض مبدأ الزواج مرة اخرى بدأت فى التلميح بالقبول شريطة ان يكون مناسبا فى كل شئ ومقدرا لجمالها وقد كان يا طنط
والكلام مازال على لسان الشابة الجميلة وافقت امى على الزواج من ايسر المتقدمين لها واكثرهم سلطة ونفوذ واشترطت عليه اصطحابنا انا واختى .. فوافق دون تردد فهو ثرى وميسور الحال ولكن وبعد اسابيع قليلة بدأت الشكوى ..
ليس منها بل منى انا .. كانت شكوى صارخة وقاتلة ولكنها صامتة فقد بدت نظرات الرجل تتحول ناحيتى انا وينتهز فرصة غياب امى عنا لقضاء بعض متطلبات المنزل ويرمقنى بنظراته المؤذية والحاملة لكل معانى الشر والقذارة واذدادت هذه النظرات سوءا بعد ان انتهت خدمته بالعمل وتم الاستغناء عن خدماته وطالت ساعات بقائه بالمنزل ولم استطع حينها الحديث مع احد !
نعم هى امى ولكن هو ليس والدى بل هو كائن غريب عنا وبعد ان ترجمت هذه النظرات وتحولت الى لمسات خفيفة عند اجتماعنا على الطعام او جلوسه معنا محاولا مشاركتى فى استذكار دروسى شعرت باشمئزاز كبير منه ومن كل نظراته وتصرفاته الوقحة فى غياب امى ..
وكان لا بد لى من طلب المغادرة لقصر سيادته أخبرت أمى برغبتى فى ترك المنزل والذهاب الى جدتى لأبى والعمل على خدمتها فهى لم تعد قادرة على ذلك ولن تكفيها الساعات التى يتبادلها الاعمام بالتبادل مع بعضهم البعض
ولم تتردد امى بالموافقة .. فهى رغم مدة حياتها الزوجية القصيرة مع هذا الرجل الا انها اصبحت تعرفه جيدا وتعرف ما يحويه عقله المتصابى الفارغ ولهذا لم تسل عن السبب ..
فهى لم تريد مواجهة الواقع الذى سيوقعها فى مشاكل هى غير قادرة على مواجهتها وخاصة بعد ان اعتادت الحياة الرغدة
وتم انتقالنا انا واختى التى وافقتنى هى ايضا غلى طلبى دون نقاش لما شعرت به وشاهدته من نظراته وافعاله الدنيئة معى
ورفضت رفضا قاطعا اى محاولة من امى بالتكفل بمصاريف دراستى انا واختى والحمد لله انتهت آخر سنة لى بالدراسة على خير وحمدت الله على هذا
وكل ما يشغلنى الآن هو ان يوفقنا الله و تنهى اختى دراستها مثلى
وعندما سألتها عما اذا كان هناك مصدر للرزق يعينهم على مواصلة الحياة قالت لقد سعى عمى حتى اصبحنا نحصل على معاش عن والدى رحمه الله بجانب معاش جدتى .. التى تنفق اكثر من نصفه علينا والباقى على ادوية الضغط والسكر وما يصاحب هذا العمر من ضعف وامراض واكملت
الحمد لله اصبحنا بهذا فى غنى عن السؤال
واختنقت عينا الجميلة بالدموع فصمتت ! فأخرجت انا منديل من حقيبتى ومسحت به دمعة فرت من عينها رغما عنها قائلة لها
صدقينى لقد كنت اعتقد ان للجمال مقياس وان اصحابه تكون عقولهم فارغة والعكس ولكن ما وجدته انا الأن هو اجتماع للجمال ورجاحة العقل وحسن التصرف بفتاة واحدة هى انتى
ولم استطع اخفاء سعادتى بحسن صنيعها وتصرفها الطيب الحنون بالحياة مع جدتها والعمل على خدمتها فهى بهذا لم تنجو من عين الذئب البشرى فقط ولكنها اقتربت من الله اكثر برعاية جدتها والابتعاد عن مغريات الدنيا الفانية والرضى بما قسم الرحمن الذى سيعوضها بالكثير عما فقدت
وذهب كل منا فى طريقه .. ولا زالت اتصالاتنا قائمة حتى الأن للاطمئنان عليهم وعلى الجدة .. التى ادعو ان يطيل الله بعمرها ويحفظها من اجلهن
وهذا يا اصدقائى كان حال فتاة واحدة من فتيات كثر يعانين مر العيش مع زوج أم او زوجة أب منزوعى الرحمة والحنان !!
وليـس بمقدورى سوى الدعاء لهم ولابنتى مناشدة رب العرش العظيم
رفقـا بنـا وبأبنائنـا وبناتنا يـا الله


أمـل بـدوى ( داليــدا ) farao
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذات النظرات الحائرة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النظرات ، للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: