العصامى من هو العصامى
عندما يقول أحدٌ: إن فلاناً هذا رجل عصاميٌّ.
فهذا يعني أنه ارتقى بجهده حتى صار رجلاً عظيماً وأنه اعتمد على نفسه في رفع شأنه أو جمع ثروته بدون مساعدةٍ من أحد وبدون مال ورثه من أبيه أو من أجداده، ويقول عامة الناس (( إنه الرجل الذي كوَّن نفسه بنفسه ))
إن كثيرين يعرفون هذه المعلومات ولكن هل تعرفون لماذا سُمَّي عِصامياً؟
أولاً، هل تعرفون لماذا سُمي (( الحاجب )) حاجباً؟
الحاجب هو العظم البارز فوق العين وما عليه من لحم وشعر، وقد سُمي حاجباً لأنه يحجب عن العين أشعة الشمس وضوءها الشديد، وكذلك يحجب عنها الصدمات ويمنع أي شيء قد يؤذيها.
أما الحاجب من الناس، فهو البوَّاب الذي كان قديماً يقف على باب الملك ليمنع دخول الناس إليه أو يُنظَّــــم دخولهم حتى لا يزعجونه.
وقديماً كان هناك ملكٌ هو (( النعمان بن المنذر )) ، وكان لذلك الملك حاجبٌ يقف على بابه اسمه عصام بن شَهْبَر
، وكان عصام رجلاً ذكياً مجتهداً يٌعلم نفسه بنفسه حتى أصبح الملك النعمان يعتمد عليه ويستشيره ويثق في رأيه، وهكذا ارتقى عصام حتى صار من أهم رجال القصر وأصبح في مكانةٍ عاليةٍ وذا مالٍ كثير مٌعتمداً في ذلك على جهده، وبدون مساعدة من أحد أو اعتمادٍ على حسبٍ أو نسب أو ثروة ورثها.
وقد اشتهر عصام جداً وأصبح حديث الناس، وصاروا يضربون به المثل في الاجتهاد والاعتماد على النفس لبلوغ أعلى المناصب، وسمُّوا كل من فعل مثله (( عصامياً )) نسبةً إلى عصام بن شَهْبَر حاجب النعمان!
صار عصامٌ حديث الناس ومحل إعجابهم وتقديرهم، حتى أن الشاعر الكبير (( النابغة الذبياني )) قال فيه:
نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَت عِصاما
وعَلَّمَتْهُ الكَرَّ والإقْداما
وصَيَّـــــــرَتْهُ مَلِكاً هُماما
.. فتعالى وجاوز الاقواما