تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات
كاتب الموضوع
رسالة
همسة عتاب عضو متميز
عدد الرسائل : 541احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6444ترشيحات : 3الأوســــــــــمة :
موضوع: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/9/2014, 00:49
تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات
من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى البر بالوالدين؛ لأن الوالدين هما سبب وجود الأبناء في الحياة وهما سبب سعادتهم بفضل الله عز وجل، وإذا سلطنا الضوء على شيء فِعلهما نجد أن الأم قضت لياااالٍ تقوم على رعاية فلذة كبدها الذي لا يملك من أمره شيئًا، ونجد الأب قد شقي في الحياة لكسب الرزق وجمع المال من أجل إطعام الأبناء وكسوتهم وتعليمهم ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم، والله عز وجل جعل طاعتهما بعد الإيمانبه سبحانه في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [الإسراء: 23]
والديكِ والديكِ حين تصبحين وحين تمسين، هنيئًا لمن أصبح وأمسى بارًّا بوالديه، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما من مسلم له أبوان، فيصبح وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة، ولا يمسي وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة، ولا سخط عليه واحد منهما فرضي الله عز وجل عنه حتى يرضى" [رواه البيهقي] لم يزل حبهما نبضًا تردده شراييني قال أبو فراس الحمداني وهو يمجِّد والديه: "أسرة المرء والداه وفيما بين حضنيهما الحياةُ تطيب، فإذا ما طواهما الموت عنه فهو في النَّاس أجنبيٌ غريب"
واعلمي أنه من ذاق لذة بر الوالدين ولو للحظة لن يرضى بمرارة الوالدين ولو لمرة،
مضت أيامهما وانقضى شبابهما وبدا مشيبهما، وقفا على عتبة الدنيا وهم ينتظران منك قلبًا رقيقًا، فأيُّ قلبٍ ذاك الذي تعاملي به والديكِ؟ لا تقولي أنا لستُ عاقة، نعم لستِ عاقة ولكنك أيضًا [لستِ بارَّة]
دعيني أحدثكِ عن -شيء- من البر في حياتهما م جميعًا: هذا رجل لا يصعد إلى الطابق الأعلى إذا كانت أمه في الطابق الأسفل، يقول: كيف أصعد على طابق وأمي تحتي؟ وذاك رجل لا يأكل مع أمه في صحن واحد، فيُسأل: لم يا فلان لا تأكل مع أمك في صحن واحد؟ فيقول:أخاف أن تمتد يدي إلى لقمة وأمي تنظر إليها، أخاف أن ءاكل لقمة وأمي قد اشتهتها.
وروي أنَّ رجلًا جاء فاستأذنَه في الجهادِ فقال:إني أريدُ أنْ أجاهدَ معكَ، فقال رسول الله صلى اللهُ تعالَى عليه وسلم: ألكَ أبَوانِ ؟
قال: نعم، قال : كيف تركتَهُما؟ فقال: تركتُهما وهما يبكيانِ،
فقال: ارجِعْ إليهما وأضحِكهُما كما أبكيتَهُما" [خلاصة البدر المنير، صحيح: (2 /366)]
إكسري نفسك من الآن، اجبريها على الذل والخضوع لوالديكِ، من الآن لا تدعيهم يذبهوا للنوم إلا وقد طبعتِ قبلاتك على أيديهم، أعلم أنكِ قد تستحين وتقولين هم لا يحبون ذلك، بل لأنكِ لم تتعودي فقط على هذا،
إذًا هي مسألة تعوُّد فقط ومرة فالثَّانية لن يكون هناك أي حرج بإذن الله.
وعند العودة دومًا تلقي السلام والاطمئنان عليهم تأكدي أنهم يسعدان بأي شيء وإن كان بسيطًا فهم أكثر من أحبَّانا بصدق، اذكري دومًا فضلهما عليكِ وذكِّريهم بمواقف لطيفة حدثت سالفًا لعلكِ تدخلين السرور عليهما
ولا مانع من إرسال رسالة ولو شهرية بالجوَّال تدخل السرور،
امحي هذا الخجل تمامًا وسيصبح ذلك جزء أساسي من حياتك بإذن الله.
(أول مرة أفعلها كنت قبلها أرسلت رسالة لأبي -حفظه الله- ولم يكن بالبيت، بمجرد وصول الرسالة هاتفني ولم أستطع الرد عندما جاء لم أتخيل رد الفعل منه بفضل الله ومن ثم أقبلت لتقبيل يده من كثر الخجل لم أردك أي يدٍ اليمنى فيهم ووجدت نفسي قبلت اليسرى ولا أدري ^__^ .. لكن والله العظيم لا أخفيكِ كم السعادة التي أعيشها ومن يوم لآخر تتغير حياتي للأفضل معهما ..
لن أقول لكِ لن تجدي مصاعب وابتلاءات فليست هناك حياة وردية لكن بمجرد صدقك وإخلاصك أن كل هذا لله ولا تنتظري منهم شيء
والتبرء من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته وستصبري لأي شيء لله ثم لله ثم لله واستشعري هذا ستجدي لذة في أي شيء يقف أمامك أو أي رد فعل).
تذكري دومًا تجديد نيَّتُكِ خالصة لوجه اللهوبعد ذلك برًا بهما وإدخال السرور على قلبيهما ويكفيكِ امتثالًا لأمر الله عز وجل
ونحن لا نريد سوى رضاااه ورضاه سبحانه من رضى الوالدين. واجعلي الدعاء مصاحبًا لكِفي كل وقت وحين أن يعينك الله على برهما في الدنيا وبعد موتهما وتوكلي ثم توكلي ثم توكلي على الله عز وجلوارمي توكلك عليه ولن يضيعك أبدًاااا سبحانه وتعالى واشكريه سبحانه على أي شيء أو تحول يحدثوكل نعمه فهو من منَّ عليكِ بها ووفقكِ إليها وأن ووضع الحب والودّ في قلب والديكِ فكل شيء بحوله وقوَّته وليس بحولك وقوتكِ. ولنحمد الله دومًا أن وضع في قلوب أبوينا حنانًا ارتشفناه ♥ من هذا المنطلق وأعتذر على الإطالة في المقدمة سأضع بين أيديكنَّ بحول الله كتاب: "تطويـر الذَّات في فنِّ التَّعامل مع الآباء والأمَّهات" لفضيلة الشيخ: مصلح بن زويد العتيبي (أبو عبد الرَّحمن) -حفظه الله-
همسة عتاب عضو متميز
عدد الرسائل : 541احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6444ترشيحات : 3الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/9/2014, 00:51
مقدمة الكتاب: الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة وطوره، وفي أحسن صورة أبدعه وجمله؛ وبالوالدين أوصاه وحذره . والصلاة والسلام على من جاء بالتطوير ،وحرر الذوات من التصغير والتحقير. نبه على إمكانية التغيير والتحسين في أكثر من مناسبة ؛من أشهرها وأوضحها قوله : إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم".
أما بعد ... فإن المسلم إذا تأمل كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله في الحث على بر الوالدين وشدة العناية بحقهما ؛ثم نظر بعد ذلك في حال غالب المسلمين مع والديهم وشدة التقصير في حقهما مع شدة الأمر ببرهما دعاه ذلك للخوف الشديد والحزن العظيم، كيف قابلنا هذا الحث الأكيد بالإعراض الشديد ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن منطلق الدعوة إلى التذكير بحق الوالدين والدعوة إلى برهما كتبت هذا الكتاب. وليعذرني كل أب ولتعذرني كل أم إن لم يريا في كتابي وفاء لحقهما ! ولعل ما يريحني ويسليني أنه لا وفاء لحقهما وإن عظم العطاء إلا في حالة واحدة خصها بقوله: "لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه". وقد كانت هذا الحقيقة راسخة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ؛فهذا رجل محرم قادم من بلاد بعيدة وقد جعل ظهره رحلاً لأمه مرة لحملها ومرة لقضاء حاجتها حتى قضت نسكها وأدت فرضها فيلاقي الصحابي الجليل ابن عمر ويقص عليه قصته ويخبره خبره ؛ويسأله هل وفّى حقها وبلغ الغاية في برها، وهو لا يشك في ذلك؟ فكانت الإجابة التي لم تُمحى على مر السنين وطول الزمان ! قال : لا والذي نفسي بيده ،ولا بزفرة من زفراتها.
وليعذرني كل ابن ولتعذرني كل بنت إن رأيا في كلامي قسوة وشدة فالكلام عن الوالدين سبب الوجود ووصية رب المعبود. وليقبل أبوي العزيزين هذه الهدية عسى ربي أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسناتهما فحبهما دعاني للكتابة، ونصحهما بعد فضل ربي دلني على طريق الهداية ،ودعاؤهما بعد رحمة ربي أرجى آمالي لحسن العاقبة وجميل النهاية. اللهم اغفر ما وقع فيها من خطأ وتقصير، وأقبل ما جاء فيها من نصح وتذكير. اللهم اجعلها من الزاد الباقي، ولا تجعلها كنصيحة الشارب للساقي. اللهم اجعلها خالصة فنرقى، ولا تجعلها مشوبة فنشقى. اللهم ألن بها قلوب على الآباء والأمهات قاسية. ,، ربي لا حول ولا قوة لي إلا بك، فلا اعتماد لي إلا عليك ولا ناصر لي سواك أنت ربي وحسبي ،فأول حول وقوة أبرأ إليك منها حولي وقوتي . فلا تكلني إلى نفسي إلهي أبدا ولا إلى أحد من خلقك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه: أبو عبدالرحمن مصلح زويد العتيبي
تمهيد: بحسب علمي واطلاعي المتواضع ؛فإني لم أطلع على من تكلم عن تطوير الذات في فن التعامل مع الوالدين، هناك من تكلم عن تطوير الذات في التعامل بين الزوجين وعن تطوير الذات في التعامل مع الأبناء، وعن تطوير الذات في التعامل مع الناس عموماً. صحيح أن الكتابة عن فضل بر الوالدين وحرمت عقوقهما كثيرة مستفيضة . لكن أن يُكتب عن إطار عام للتعامل مع الوالدين فلم أطلع على شيء من ذلك ؛ولا أعلم سبب لإغفال الكتابة في هذا الجانب الهام ؛فقد يرى بعض الناس وضوح هذا الجانب فلا داعي للكتابة فيه. وقد حاولت جاهداً أن أقدم شيئاً نافعاً،وبذلت في ذلك وسعي مُستعيناً بربي متوكلاً عليه، فرسمت للموضوع إطارًا عامًا في ذهني انطلقت في الكتابة منه . وكان مما حفزني على الكتابة رؤيتي الدائمة لوالدي حفظهما الله وعجزي عن بلوغ غاية البر التي أرجو مهما بذلت، واعترافي كغيري بالتقصير في هذا الحق العظيم. فقلت لعل هذا الكتاب الذي أقدمه وسيلة من وسائل برهما.
ولما كانت مشاغل القراء كثيرة ؛وقل من يجد وقتاً كافياً للقراءة في هذا الزمان حرصت على عدم الإطالة ولو رمتها لخرج الكتاب في ضعف حجمه الحالي على أقل تقدير.
وقد جعلت هذا الكتاب بعد المقدمة والتمهيد على التقسيم التالي: مبحث هام: لماذا نطور ذواتنا في تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا. الفصل الأول: عشر وقفات قبل الانطلاقة. الفصلالثاني:القواعد المُثلى للتعامل مع الوالدين بالحُسنى. الفصل الثالث: وصايا في فن التعامل مع الوالدين، وفيه مبحثان: 1- المبحث الأول: وصايا في فن التعامل مع الوالدين في حياتهما. 2- المبحث الثاني: وصايا في فن التعامل مع الوالدين بعد موتهما. الفصل الرابع: عوائق في طريق البر، وفيه مبحثان: 1- المبحث الأول: عوائق من صنع الوالدين. 2- المبحث الثاني: عوائق من صنع الأولاد. وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجد القارئ الكريم في هذا الكتاب عوناً له على بر والديه، ودليلًا واضحاً سهلاً في حسن التعامل معهما، والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً والصلاة والسلام على النبي المختار وآله وصحبه الطاهرين الأبرار والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد.
♥رَبِ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً♥
همسة عتاب عضو متميز
عدد الرسائل : 541احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6444ترشيحات : 3الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/9/2014, 00:53
مقدمة الكتاب: الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة وطوره، وفي أحسن صورة أبدعه وجمله؛ وبالوالدين أوصاه وحذره . والصلاة والسلام على من جاء بالتطوير ،وحرر الذوات من التصغير والتحقير. نبه على إمكانية التغيير والتحسين في أكثر من مناسبة ؛من أشهرها وأوضحها قوله : إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم".
أما بعد ... فإن المسلم إذا تأمل كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله في الحث على بر الوالدين وشدة العناية بحقهما ؛ثم نظر بعد ذلك في حال غالب المسلمين مع والديهم وشدة التقصير في حقهما مع شدة الأمر ببرهما دعاه ذلك للخوف الشديد والحزن العظيم، كيف قابلنا هذا الحث الأكيد بالإعراض الشديد ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن منطلق الدعوة إلى التذكير بحق الوالدين والدعوة إلى برهما كتبت هذا الكتاب. وليعذرني كل أب ولتعذرني كل أم إن لم يريا في كتابي وفاء لحقهما ! ولعل ما يريحني ويسليني أنه لا وفاء لحقهما وإن عظم العطاء إلا في حالة واحدة خصها بقوله: "لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه". وقد كانت هذا الحقيقة راسخة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ؛فهذا رجل محرم قادم من بلاد بعيدة وقد جعل ظهره رحلاً لأمه مرة لحملها ومرة لقضاء حاجتها حتى قضت نسكها وأدت فرضها فيلاقي الصحابي الجليل ابن عمر ويقص عليه قصته ويخبره خبره ؛ويسأله هل وفّى حقها وبلغ الغاية في برها، وهو لا يشك في ذلك؟ فكانت الإجابة التي لم تُمحى على مر السنين وطول الزمان ! قال : لا والذي نفسي بيده ،ولا بزفرة من زفراتها.
وليعذرني كل ابن ولتعذرني كل بنت إن رأيا في كلامي قسوة وشدة فالكلام عن الوالدين سبب الوجود ووصية رب المعبود. وليقبل أبوي العزيزين هذه الهدية عسى ربي أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسناتهما فحبهما دعاني للكتابة، ونصحهما بعد فضل ربي دلني على طريق الهداية ،ودعاؤهما بعد رحمة ربي أرجى آمالي لحسن العاقبة وجميل النهاية. اللهم اغفر ما وقع فيها من خطأ وتقصير، وأقبل ما جاء فيها من نصح وتذكير. اللهم اجعلها من الزاد الباقي، ولا تجعلها كنصيحة الشارب للساقي. اللهم اجعلها خالصة فنرقى، ولا تجعلها مشوبة فنشقى. اللهم ألن بها قلوب على الآباء والأمهات قاسية. ,، ربي لا حول ولا قوة لي إلا بك، فلا اعتماد لي إلا عليك ولا ناصر لي سواك أنت ربي وحسبي ،فأول حول وقوة أبرأ إليك منها حولي وقوتي . فلا تكلني إلى نفسي إلهي أبدا ولا إلى أحد من خلقك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه: أبو عبدالرحمن مصلح زويد العتيبي
تمهيد: بحسب علمي واطلاعي المتواضع ؛فإني لم أطلع على من تكلم عن تطوير الذات في فن التعامل مع الوالدين، هناك من تكلم عن تطوير الذات في التعامل بين الزوجين وعن تطوير الذات في التعامل مع الأبناء، وعن تطوير الذات في التعامل مع الناس عموماً. صحيح أن الكتابة عن فضل بر الوالدين وحرمت عقوقهما كثيرة مستفيضة . لكن أن يُكتب عن إطار عام للتعامل مع الوالدين فلم أطلع على شيء من ذلك ؛ولا أعلم سبب لإغفال الكتابة في هذا الجانب الهام ؛فقد يرى بعض الناس وضوح هذا الجانب فلا داعي للكتابة فيه. وقد حاولت جاهداً أن أقدم شيئاً نافعاً،وبذلت في ذلك وسعي مُستعيناً بربي متوكلاً عليه، فرسمت للموضوع إطارًا عامًا في ذهني انطلقت في الكتابة منه . وكان مما حفزني على الكتابة رؤيتي الدائمة لوالدي حفظهما الله وعجزي عن بلوغ غاية البر التي أرجو مهما بذلت، واعترافي كغيري بالتقصير في هذا الحق العظيم. فقلت لعل هذا الكتاب الذي أقدمه وسيلة من وسائل برهما.
ولما كانت مشاغل القراء كثيرة ؛وقل من يجد وقتاً كافياً للقراءة في هذا الزمان حرصت على عدم الإطالة ولو رمتها لخرج الكتاب في ضعف حجمه الحالي على أقل تقدير.
وقد جعلت هذا الكتاب بعد المقدمة والتمهيد على التقسيم التالي: مبحث هام: لماذا نطور ذواتنا في تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا. الفصل الأول: عشر وقفات قبل الانطلاقة. الفصلالثاني:القواعد المُثلى للتعامل مع الوالدين بالحُسنى. الفصل الثالث: وصايا في فن التعامل مع الوالدين، وفيه مبحثان: 1- المبحث الأول: وصايا في فن التعامل مع الوالدين في حياتهما. 2- المبحث الثاني: وصايا في فن التعامل مع الوالدين بعد موتهما. الفصل الرابع: عوائق في طريق البر، وفيه مبحثان: 1- المبحث الأول: عوائق من صنع الوالدين. 2- المبحث الثاني: عوائق من صنع الأولاد. وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجد القارئ الكريم في هذا الكتاب عوناً له على بر والديه، ودليلًا واضحاً سهلاً في حسن التعامل معهما، والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً والصلاة والسلام على النبي المختار وآله وصحبه الطاهرين الأبرار والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد.
♥رَبِ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً♥
همسة عتاب عضو متميز
عدد الرسائل : 541احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6444ترشيحات : 3الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/9/2014, 00:53
مقدمة الكتاب: الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة وطوره، وفي أحسن صورة أبدعه وجمله؛ وبالوالدين أوصاه وحذره . والصلاة والسلام على من جاء بالتطوير ،وحرر الذوات من التصغير والتحقير. نبه على إمكانية التغيير والتحسين في أكثر من مناسبة ؛من أشهرها وأوضحها قوله : إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم".
أما بعد ... فإن المسلم إذا تأمل كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله في الحث على بر الوالدين وشدة العناية بحقهما ؛ثم نظر بعد ذلك في حال غالب المسلمين مع والديهم وشدة التقصير في حقهما مع شدة الأمر ببرهما دعاه ذلك للخوف الشديد والحزن العظيم، كيف قابلنا هذا الحث الأكيد بالإعراض الشديد ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن منطلق الدعوة إلى التذكير بحق الوالدين والدعوة إلى برهما كتبت هذا الكتاب. وليعذرني كل أب ولتعذرني كل أم إن لم يريا في كتابي وفاء لحقهما ! ولعل ما يريحني ويسليني أنه لا وفاء لحقهما وإن عظم العطاء إلا في حالة واحدة خصها بقوله: "لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه". وقد كانت هذا الحقيقة راسخة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ؛فهذا رجل محرم قادم من بلاد بعيدة وقد جعل ظهره رحلاً لأمه مرة لحملها ومرة لقضاء حاجتها حتى قضت نسكها وأدت فرضها فيلاقي الصحابي الجليل ابن عمر ويقص عليه قصته ويخبره خبره ؛ويسأله هل وفّى حقها وبلغ الغاية في برها، وهو لا يشك في ذلك؟ فكانت الإجابة التي لم تُمحى على مر السنين وطول الزمان ! قال : لا والذي نفسي بيده ،ولا بزفرة من زفراتها.
وليعذرني كل ابن ولتعذرني كل بنت إن رأيا في كلامي قسوة وشدة فالكلام عن الوالدين سبب الوجود ووصية رب المعبود. وليقبل أبوي العزيزين هذه الهدية عسى ربي أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسناتهما فحبهما دعاني للكتابة، ونصحهما بعد فضل ربي دلني على طريق الهداية ،ودعاؤهما بعد رحمة ربي أرجى آمالي لحسن العاقبة وجميل النهاية. اللهم اغفر ما وقع فيها من خطأ وتقصير، وأقبل ما جاء فيها من نصح وتذكير. اللهم اجعلها من الزاد الباقي، ولا تجعلها كنصيحة الشارب للساقي. اللهم اجعلها خالصة فنرقى، ولا تجعلها مشوبة فنشقى. اللهم ألن بها قلوب على الآباء والأمهات قاسية. ,، ربي لا حول ولا قوة لي إلا بك، فلا اعتماد لي إلا عليك ولا ناصر لي سواك أنت ربي وحسبي ،فأول حول وقوة أبرأ إليك منها حولي وقوتي . فلا تكلني إلى نفسي إلهي أبدا ولا إلى أحد من خلقك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه: أبو عبدالرحمن مصلح زويد العتيبي
تمهيد: بحسب علمي واطلاعي المتواضع ؛فإني لم أطلع على من تكلم عن تطوير الذات في فن التعامل مع الوالدين، هناك من تكلم عن تطوير الذات في التعامل بين الزوجين وعن تطوير الذات في التعامل مع الأبناء، وعن تطوير الذات في التعامل مع الناس عموماً. صحيح أن الكتابة عن فضل بر الوالدين وحرمت عقوقهما كثيرة مستفيضة . لكن أن يُكتب عن إطار عام للتعامل مع الوالدين فلم أطلع على شيء من ذلك ؛ولا أعلم سبب لإغفال الكتابة في هذا الجانب الهام ؛فقد يرى بعض الناس وضوح هذا الجانب فلا داعي للكتابة فيه. وقد حاولت جاهداً أن أقدم شيئاً نافعاً،وبذلت في ذلك وسعي مُستعيناً بربي متوكلاً عليه، فرسمت للموضوع إطارًا عامًا في ذهني انطلقت في الكتابة منه . وكان مما حفزني على الكتابة رؤيتي الدائمة لوالدي حفظهما الله وعجزي عن بلوغ غاية البر التي أرجو مهما بذلت، واعترافي كغيري بالتقصير في هذا الحق العظيم. فقلت لعل هذا الكتاب الذي أقدمه وسيلة من وسائل برهما.
ولما كانت مشاغل القراء كثيرة ؛وقل من يجد وقتاً كافياً للقراءة في هذا الزمان حرصت على عدم الإطالة ولو رمتها لخرج الكتاب في ضعف حجمه الحالي على أقل تقدير.
وقد جعلت هذا الكتاب بعد المقدمة والتمهيد على التقسيم التالي: مبحث هام: لماذا نطور ذواتنا في تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا. الفصل الأول: عشر وقفات قبل الانطلاقة. الفصلالثاني:القواعد المُثلى للتعامل مع الوالدين بالحُسنى. الفصل الثالث: وصايا في فن التعامل مع الوالدين، وفيه مبحثان: 1- المبحث الأول: وصايا في فن التعامل مع الوالدين في حياتهما. 2- المبحث الثاني: وصايا في فن التعامل مع الوالدين بعد موتهما. الفصل الرابع: عوائق في طريق البر، وفيه مبحثان: 1- المبحث الأول: عوائق من صنع الوالدين. 2- المبحث الثاني: عوائق من صنع الأولاد. وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجد القارئ الكريم في هذا الكتاب عوناً له على بر والديه، ودليلًا واضحاً سهلاً في حسن التعامل معهما، والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً والصلاة والسلام على النبي المختار وآله وصحبه الطاهرين الأبرار والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد.
♥رَبِ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً♥
همسة عتاب عضو متميز
عدد الرسائل : 541احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6444ترشيحات : 3الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/9/2014, 00:54
الوقفة الثانية: العزم على التغيير مشكلة بعض الناس أنه يظن أن تغير الحال من المحال، فإذا أساء تعامله مع والديه في بداية حياته أو في موقف من المواقف ظن أنه لا يمكن أن يُعدل سلوكه ويحسن تصرفاته ؛يظن أنه ولد ليكون عاقاً ،يظن أن حياته مع والديه قائمة على العقوق ،والشيطان يُزين له هذه الوساوس والخطرات ،حتى تصبح هذه الوساوس في قلبه حقائق لا تقبل التغيير ولا التبديل ؛بل ولا حتى التأمل والتفكير. إن العقوق ذنب من الذنوب متى تاب منه العبد تاب الله عليه وبدل سيئاته حسناته، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}. إن العقوق طريق من الطرق السريعة والمختصرة لولوج النار .بل إنه من أسهل الوسائل للحرمان من التوفيق في الدنيا وتعسر الأمور وضيق الصدور إن لم يكن أسهلها على الاطلاق. فيا من ضل الطريق وسار بغير دليل أقول لك من قلب مشفق عليك قف ! قف ... فبداية هذا الطريق الآم وهموم وأحزان ! قف ... فنهاية هذا الطريق نيران وسلاسل وأغلال ! قف ... فالأمر اليوم إليك تسير حيث تشاء ؛أما غداً فلا يُدرى ألك أم عليك ! قف ... أرجوك قف ! بدّل ذلك الوجه العابس في وجوه الشيخين الكبيرين بوجه مبتسم ضاحك . بدّل تلك النظرات المحرقة الحادة بنظرات مشفقة عاطفة ! بدّل ذلك التعالي والإعجاب بالرأي دون رأيهما بالسمع والطاعة والاستنصاح والاسترشاد بشورهما . بدّل ذلك الانشغال بغيرهما بالانشغال بهما . اليوم غيّر وليس غداً ! اليوم أقدم ولا تحجم ! صدقني ستسابقك دموعك أن تأخرت عن السير في هذا الطريق . ولكن لا تحزن أن تأخرت؛ بل احمد الله أن سرت يوم تخلف غيرك . إن لم يكن لديك همة عالية وعزيمة صادقة فاتك من النجاح بقدر ما فات من همتك وعزيمتك . ومتى كنت صادقاً عازماً؛ فقد جاء في الحديث القدسي: "وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي شبرا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إليه بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" متفق عليه.
♥ رَبِ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ♥
كل من يبذل يريد أن يأخذ إلا هما، فإنهما يبذلان ولا يأخذان،
فلذلك كثيراً ما يُنسيان! حقيقة و الله المستعان !
منقول
همسة عتاب عضو متميز
عدد الرسائل : 541احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6444ترشيحات : 3الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/9/2014, 00:54
الوقفة الثانية: العزم على التغيير مشكلة بعض الناس أنه يظن أن تغير الحال من المحال، فإذا أساء تعامله مع والديه في بداية حياته أو في موقف من المواقف ظن أنه لا يمكن أن يُعدل سلوكه ويحسن تصرفاته ؛يظن أنه ولد ليكون عاقاً ،يظن أن حياته مع والديه قائمة على العقوق ،والشيطان يُزين له هذه الوساوس والخطرات ،حتى تصبح هذه الوساوس في قلبه حقائق لا تقبل التغيير ولا التبديل ؛بل ولا حتى التأمل والتفكير. إن العقوق ذنب من الذنوب متى تاب منه العبد تاب الله عليه وبدل سيئاته حسناته، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}. إن العقوق طريق من الطرق السريعة والمختصرة لولوج النار .بل إنه من أسهل الوسائل للحرمان من التوفيق في الدنيا وتعسر الأمور وضيق الصدور إن لم يكن أسهلها على الاطلاق. فيا من ضل الطريق وسار بغير دليل أقول لك من قلب مشفق عليك قف ! قف ... فبداية هذا الطريق الآم وهموم وأحزان ! قف ... فنهاية هذا الطريق نيران وسلاسل وأغلال ! قف ... فالأمر اليوم إليك تسير حيث تشاء ؛أما غداً فلا يُدرى ألك أم عليك ! قف ... أرجوك قف ! بدّل ذلك الوجه العابس في وجوه الشيخين الكبيرين بوجه مبتسم ضاحك . بدّل تلك النظرات المحرقة الحادة بنظرات مشفقة عاطفة ! بدّل ذلك التعالي والإعجاب بالرأي دون رأيهما بالسمع والطاعة والاستنصاح والاسترشاد بشورهما . بدّل ذلك الانشغال بغيرهما بالانشغال بهما . اليوم غيّر وليس غداً ! اليوم أقدم ولا تحجم ! صدقني ستسابقك دموعك أن تأخرت عن السير في هذا الطريق . ولكن لا تحزن أن تأخرت؛ بل احمد الله أن سرت يوم تخلف غيرك . إن لم يكن لديك همة عالية وعزيمة صادقة فاتك من النجاح بقدر ما فات من همتك وعزيمتك . ومتى كنت صادقاً عازماً؛ فقد جاء في الحديث القدسي: "وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي شبرا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إليه بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" متفق عليه.
♥ رَبِ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ♥
كل من يبذل يريد أن يأخذ إلا هما، فإنهما يبذلان ولا يأخذان،
فلذلك كثيراً ما يُنسيان! حقيقة و الله المستعان !
منقول
حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37عدد الرسائل : 8036بلد الإقامة : مصراحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19129ترشيحات : 79الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 9/10/2014, 02:25
سعوديه وافتخر عضو متألق
عدد الرسائل : 715بلد الإقامة : الرياضاحترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6298ترشيحات : 4الأوســــــــــمة :
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 15/10/2014, 17:05
يعطيك العافية
تعالي أقولك عضو نشيط
عدد الرسائل : 231نقاط : 6020ترشيحات : 0
موضوع: رد: تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات 25/10/2014, 23:45
جزاك الله خير
تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات