أخي
تعالَ إليَّ يا أخي الحبيب
تعال لأضمكَ إلى صدري بكل حبٍّ وحنان
ألستَ تحملُ في كينونتكَ صورةَ الله
الذي أعبدُ وأحب؟
وخلايا جسدِكَ ألم تتكون وتنمو وتتغذَ
من تراب هذا الوطن الذي أعشق ؟؟
ما هو الوطن ومن هو ؟ أليس هو أنا وأنت وهو والآخر ؟
كلُّنا جُبلنا من ترابِه ومائهِ ، جُبلنا منه قبل ان نرضعَ
حليب أمهاتنا وقبل أن نُلقَّنَ مفاهيم الأديان والمذاهب والطوائف .
أنا إنسانٌ بروحي أنتمي ، وأنت أيضاً ، إلى الله ربِّ العالمين وإله
الأكوان اللآمحدودة ... وبجسدي أنتمي ، وأنت أيضاً ،
إلى تراب هذا الوطن .وما هذه الصور الإجتماعية التي تفرق بيننا
سوى صورٍ عرضية زائلة وليست هي من الحقيقة بشيء .
عبر التاريخ أرضعوننا إياها أجدادُنا وربما كانت تناسب مستوى فهمهم
وإدراكهم فتملَّكت في نفوسِنا لا لأنها فطرية وصحيحةً وأصيلةً
بل هي عمليةُ الإدمان قد رسَّختها في ذواتِنا .
تعال يا أخي لنغسلَ ذواتنا مما علقَ بها ... تعال لنفهمَ الكونَ فهماً جديداً
ونفهم الله فهماً جديداً ونفهمَ الوطن والمواطنية والإنسان والإنسانيةَ
فهماً جديداً نابعاً من وعيِنا وإدراكنا الجديد
وليس كما حشروه في نفوسنا أجدادُنا رحمهم الله .
تعالَ لنتعانقَ وننبذَ الأحقادَ والأضغانَ ونبني مستقبلنا
على المحبةِ والرحمةِ المتبادلةِ على الوفاقِ والوئامِ والسلام .
تعال لنبني وطننا على أسسٍ من العدلِ والمساواةِ والإنصاف ،
فنحن نعيشُ معاً ونجوعُ معا ونعرى معا ونموتُ معاً ... إذاً
هيَّا بنا لنبني لنا ولأجيالنا فردوساً ننعمُ فيه معا ونفرحُ ونسعد ..
أليس هذا ما يريده الله لعبادِه ؟ وهل يمكن أن يريدَ الله غير هذا ؟؟
فإذا كنا عباد الله فلماذا لا نريد ما يريدُه هو لنا ؟
أيمكن لخالقٍ أن يريدَ لخلقِه الشرَّ والدمار ؟
أيمكن لخالق ٍ أن يميِّزَ بين خلائقِه وعيالِه وعبادِه ؟
نحن كلنا أخوةٌ يا أخي أينما وُجدنا في أرجاءِ هذا الكون
وفي هذا الوطن الحبيب ، وكلُّنا متساوون
عند الله في الحقوق والواجبات ؛
وما هذه الفروق إلاَّ من الشيطانِ والشر ؛
تعال نكبل الشيطانَ والشرَّ لنُرضي خالقنا
فهو لا يريد ولا يحب لنا إلا الخير .
أدعوك يا أخي إلى مائدة المحبة ، فأمس كنا أخوةً
وأصدقاء وأحبابَ فماذا جرى ؟؟؟
هو الشيطانُ ينفثُ سمومَهُ في أرواحنا ، أنستسلمُ له يا أخي ؟؟؟
وهل سنجني سوى الدمار والخراب
وانتصار الشيطان في النتيجة على الخالق .....
أتقبل وترضى بهذا يا أخي ؟
أيرضيك أن ينتصرَ الشرُّ على الخير ؟؟؟
ألسنا ندَّعي كلُّنا أننا نؤمن بالله ونعبدُه؟؟
لنتقي الله يا أخي .... لنتقي الله إذا كنا
نؤمن به ونحبُّه ونعبدُه .
حكمت نايف خولي / من قبلي /