يـوم ميــلاد حبيبتـى

يـوم 5 ينـايـر ... لـم يكـن يـومـا عـاديـا كبـاقـى ايـام العـام ... فهـو يـوم ميـلاد ( صفـا حسـن صــلاح ) الأخـت الكبـرى للشقيـة الصغيـرة مـروة ..
وقبـل هـذا المـوعـد بيـوميـن هـاتفتنـى أختـى واهمـة أننـى قـد انسـى ذلك اليـوم المميـز .. وبعـد انتهـاء حديثنـا وبالحـاح شـديـد من الشقيـة مـروة أعطتهـا أختـى الهاتـف كـى تحـدثنـى وداربيننـاهـذاالحـوار ..
خـالتـى انتـى هـاتيجـى بكـرة ؟ .. فـأجبـت : وبكـرة ليـه بقـى يـا مـروة ؟
قـالــت : مـش انتـى هاتيجـى عيـد ميـلاد صفـا ؟ ..
قلـت : ايـوة ان شاء الله هـاجـى عيـد ميـلاد صفـا ..فــأكملت طيب مـش انتـى بتحبـى صفـا ولا لأ ؟؟
وهنـا ادركـت مـا يـدور بـرأس العصفـورة الذكيـة
فأجبتهـا قـائـلة : ايـوة يـا مـروة بحـب صفـا ومـروة ومحمـد كمـان بـس برضـه بعينـك ومـش هاجـى وأبـات ومتتكلميـش تـانـى بقـى ..
وعنـدمـا علمـت الصغيـرة أننـى افهمهـا جيـدا وأننـى قطعـت عليهـا الطريـق ســألتنـى
طيب انتـى هاتجيبـى ايـه لصفـا ؟..
فقلـت لهـا :والله يـا مـروة لسـة مـش عـارفـة انتـى رأيـك أجيبلهـا ايـه ؟..
فقـالـت هـامسـة .. اقـوللك كلمـة فـى ودنـك يـا خالتـى !
وهنـا وضعـت يـدى علـى رأسـى وبـدأت بطنـى تـؤلمنـى قـائـلة ربنـا يستـر :خييييييييير .. قـولـى يـا مـروة
فقـالـت : صفـا كـانـت عـايـزة بـابـا يجيبلهـا ( بـلايستيشـن ) ومـامـا مـرضيتـش وقـالتلـه لأ عشـان كـده صفـا هاتقعـد تلعـب عليـه كتيـر ومـش هاتـذاكـر فقـاطعتهـا مستفسـرة :
وايـه هـو البلايستيشـن ده يـا مـروة ؟؟ فـأنـا فعـلا اجهـله
فقـالـت : ده لعبـة يـا خالتـى زى الاتـارى كـده بـس ده احـسن منـه
سـألتهـا : وانتـى تعرفيهـا منيـن اللعبـة دى ؟؟ قـالـت : مـاحنـا بنـروح نلعبهـا أنـا وصفـا عنـد يـوسـف ابـن عمـى وحيـد ..
ولأن الصغيـرة ذكيـة جـدا أخبــرتنـى .. فهـى تعلـم مـدى حبـى لهـم وتعلـم اننـى دائمـا اعمـل علـى تلبيـة مـا يطلبـون .. ولأنهـا أيضـا تعشـق تلك اللعبة وتـريـد مشـاركـة أختهـا اللعـب بهـا ان وجـدت ولأننـى فعـلا احبهـم جـدا ذهبـت واشتريتهـا بعـد ان اكملت بـاقى ثمنهـا مـن ابـنة عمـى علـى ان ارده لهـا بعـد يوميـن وبعـد استـلامـى لمرتبـى مـن عملـى الجـديـد ..
حملـت هـديتـى واصطحبـت ابنتـى وذهبنـا ..
ولكـن قبـل ذهـابنـا حـرصـت علـى وضـع الهـديـة فـى شنطـة تخفـى مـا بـداخلهـا .. وعنـدمـا وصلنـا تـركت هديتـى عنـد الجـدة بـالـدور الأرضـى وصعـدنـا ..
وصلنـا قبـل بـدء الحفـل بـ 6 سـاعـات .. فـدخلـت اسـاعـد أختـى فـى تجهيـز الحلـويـات وتحضيـر السفـرة ومـا الـى ذلك ممـا تحـويـه هـذه الاحتفـالات ..
وقبـل الحفـل بسـاعـة ذهبـت كـى اضـع لمسـاتـى الأخيـرة والاهتمـام بعـروس الحفـل صفـا ..
و عنـد الخطـوة الاخيـرة وهـى تصفيـف الشعـر سـألتهـا :انتـى كـان نفسـك فـى ايـه يجيلك فـى عيـد ميـلادك يـا صفـا ؟؟
واذا بالصغيـرة تنظـر الـى بخـوف ودهشـة وتضـع اصبعهـا علـى فمهـا كـى تنبهنـى بعـدم اخبــار اختهـا بفتنتهـا عليهـا .

الشقية وضعـت اصبعهـا علـى فمهـا وقالتلـى ( هـوووووس )


فلم اتمالك نفسى وضحكت وحملتهـا وأجلستهـا علـى قـدمـى قـائـلة لهـا لـو خـايفـة يـا مـروة متبفيـش تقـولـى ..
لكـن أدام قولتـى يبقـى متخـافيـش ..
ولمـا سمعت صفـا سـألتنـى : هـى قالتلك ايـه يـا خـالتـى ؟
فنظرت انـا للصغيـرة قـائلة لهـا : قـولـى انتـى يـا مـروة
فقـالـت : انـا قولتلها يـا صفـا ان انتـى كنتـى عايـزة بــابـا يجيبلك بـلايستيشـن ومـامـا مـارضيتـش خـلاص استريحتـى بقـى
فضحكت مـن طريقـة كـلامهـا وقولت لهـا: بـس كـده خـلاص : فـى حـاجـة حصلـت بقـى ولا حـد كلمك !!..
قاذا بهـا ترد على بصـوت جهـور وبكل ثقـة قائلة :انـا أصـلا مكنتـش خايفـة .. وانـا هخـاف مـن ايـه يعنـى !! ..
فرددت عليها ضاحكة صـح .. كـده تمـام أوى .. انـا عـارفك مفيـش حاجة تهمـك يـا جـامـد انت ...
وأدرت رأسـى بعـدهـا لعـروس الحفـل وسـألتهـا كـى اتأكـد مـن كـلام الشقيـة :
وانتـى كنتـى عـايزة اللعبة دى يـا صفـا ؟
فقـالـت : خـلاص بقـى يـا خـالتـى أدام مـامـا مـش راضيـة
فقلت لهـا : ماهـى مـامـا مـش راضيـة عشـان خـايفـة عليكـى تهملـى المـذاكرة والـدروس باللعب وهـى نفسهـا تشـوفـك متفـوقـة وشـاطرة واحسـن واحـدة فـى الدنيـا كلهـا انتـى واخـواتـك زى كل الامهـات
فردت : انـا والله يـا خالتـى مـا كنـت هالعـب عليـه غيـر يـوم الاجـازة بـس فلمـا المحـت لهـا ان ده بيكـون كـلام وخـلاص وان لـو حصـل واللعبة دى جـت هـاتنسـى كل كلامهـا قـالـت :>
لأ والله يـا خـالتـى انـا عـارفـة ان وقت اللعب لعـب ووقت المدرسة والمـذاكرة جـد وان اللعب مـش هـاينفعنـى بس المـدرسة والـدرجـات والعاليـة همـا اللى هاينفعونـى ويخلونـى أبقى زى منا عـايـزة
وهنـا شـرد عقلـى وأخـذ يفكـر .. هـى طفـلة صغيـرة تـريـد المـرح واللعـب والترفيـه الـذى كثيـرا مـا نشتـاق اليـه نحـن الكبـار .. !!
هى طفلة تحب اللعـب واللهـو وهـذا حقهـا ..
يجـب ان تحيـا وتعيـش عمـرهـا ..ويجـب علينـا ان نـوفـر لهـم هـذا الـوفت والمنـاخ المنـاسب مـا استطعنـا حتـى وان تحـولنـا نحـن الـى ( أراجـوز ) للترفيه عنهم !
الـم يمـر أحـدنـا بهـذا الـوقـت ؟؟
والسـؤال لكـم يـا أصـدقـائـى الـم تمر علينـا اوقـات كثيـرة كنـا نمارس فيهـا أدوار المهرجين بدون حـرج لاسعـاد اولادنـا ؟؟
هـذا هـو واجبنـا جميعـا كمـا نوفـر لهـم المناخ الهـادئ للقـدرة علـى الاستيعـاب والتحصيـل يجب ان نـوفـر لهـم ايضـا منـاخـا ترفيهيـا للهـو واللعب كـى لا يشعرون بالنقص أو أن يشتهـوا مـا بيـد الاخـريـن
عـدت مـن شرودى ووجـدتهم ينظرون الـى بلهفـة منتظريـن منـى ان اذهب لاقنـاع الام بشـراء تلك اللعبة .. ولكنـى أمرتهـم بالصبـر قـائلة :
بعـد الحفلـة يحلهـا ربنـا ان شـاء الله
وبعـد حضـور الاسـرة وبعـض الاهـل والجيـران تـم اطفـاء الشمـوع التسـع ..أكلنا وشربنـا وضحكنـا ..
ولكنـى لاحظت عـدم اهتمـام عـروس الحفـل بهـدايـاهـا رغـم ارتفـاع قيمـة بعضهـا ..وكـان هـذا الامـر طبيعيـا لأنهـا اردات شئ محـدد واصبحـت لا تريـد ولا تـرغـب غيـره وهنـا كـان دورى..

ذهبت واحضرت هــديتـى وقبـل فتحهـا تحـدثت مـع أختـى حتـى لا تعتقـد الابنـة اننـى اقـدر علـى تلبية ما يرغبون نزولا علـى رغبة الام
وأعلمتهـا اننـى سـاعقـد اتفـاقـا معهـم ان خالفـوه ستختفـى اللعبـة وافقت الأم
وعنـدمـا فتحـت صفـا الهـديـة ورأت مـا فيهـا فرحـت فرحـا شـديـدا جـداااااااا وأخـذت تقفـز وتهلل بسعـادة وحضنتنـى وقبلتنـى عـدة قبـلات كـانـت عنـدى اغلـى مـن مليـوووووون بلايستيشن
وبعد هـذا كـان لـى حديـث معهـا قولت لهـا :
يـا صفـا زى ما قولتلك مـامـا كانت خايفة عليكى تهملى دروسك ومذاكرتك بس انا اتكلمت معاها قبل ما اجيبلك اللعبة دى واقنعتها ووافقت بس كنا عاملينهالك مفاجـأة وأخـذتهـا جـانبـا هـامسـة لهـا :
يا صفـا انا كان ممكن احط اللعبة دى فى صندوق واقفله بالمفتاح واديه لماما تفتحه هى فى الوقت المناسب .. بس انا مرضيتش أعمل كده معاكى انتـى عشان عارفة انك بنت شاطرة وفاهمة كويس وعارفة ان وقت اللعب لعب ووقت الجد والمذاكرة شئ تانى
فردت الجميلة :متخافيش يا خالتى انا والله ما هافتحها غير شوية صغيرة يوم الاجازة بس ..
فـاطمأن قلبى واستـراح وقبل الانصـراف كـان لابـد للصغيرة الشقية مروة ان تعقـد اتفاقـا مـع اختهـا فـى حضـورى كـى تضمـن الموافقة عليه وعـدم الرجـوع فيه
نظرت لاختهـا قـائلة :انـا اللى قـولت لخالتـو انك عـايزة اللعبة دى وانـا اللى خليتهـا تجيبهـالك .. بعنـى هـاتلعبينـى معاكـى ؟
فسـألتنـى صفـا العبهـا امتـى يـا خـالتـى .. فقلت لهـا : دى لعبتك وانتـى حرة اختـارى انتـى وقـوليلـى فقـالـت انـا هاسيبهـا تلعـب سـاعة يـوم الجمعـة فابتسمت قـائلة لهـا طيب وعشـان خاطرى !!
قالـت : خـلاص يبقـى هـى سـاعتيـن وانـا سـاعتيـن ...
سـألـت مـروة رأيهـا .. فردت وهـى فرحة : انـا بحبـك أوى يـا خالتـو
انتهـى اليـوم وانصـرفـت وتـركتهـم سعـداء جـداا .. والحمـد لله المستوى الدراسى فى تقـدم

ولـم تأتينـى أى شكـوى منهـم الـى الآن

نهـايتـه
تربيـة الابنـاء فـن يجـب الاهتمـام والعنـايـة بـه جيـدا كـى تخـرج لنـا اللـوحـة فى النهايـة مشرفـة وفـى ابهـى صـورة ..
وجهـوا وعلمـوا .. وقيـدوا ايضـا ولكـن بتـروى وحـذر الثقـة مطلوبة ايضـا
ازرعـوا فـى عقـولهـم القيـم والاخـلاق والأدب وحـب الانصـات والاستمـاع الجيـد
وفـى قلـوبهـم الـرحمـة والحنـان والمـودة
علمـوهـم الفـرق بيـن الخطـأ والصـواب .. الحـلال والحـرام والـى مـا يـؤدى هــذا وذاكــ ..
ثـم اتـركـوا لهـم الحـريـة فـى الاختيــااااااااااااار فهـم ان علمـوا جيـدا الفـروق لـن يختـاروا الا الصـح والصـواب وهـو مـا نريـدددد
وأخيــرا نحـن مـن يصنـع الـوطـن بـأبنـائـه .. فكـونـوا دائمـا علـى قـدر مـا وليتـم مـن مسـؤوليـة

تـوقيـع ( الفـلاحه المصريه )

أمــل بــدوى

قصة رائعة وهدف أروع
تسلم الأيادى

الله عليك يا أستاذة داليدا

أشكركم جـدااا

تسلم الأيادي وبصراحة مشوقة وموهوبة

تسلم أدين حضرتك علي القصة الجميلة