"القسام" تنشر قصة بطولية لـ 29 مقاومًا قاتلوا تحت الأرض خلال العدوان الصهيونى على غزةنشرت كتائب القسام الجناح العسكر للحركة الإسلامية "حماس" قصة بطولية لإحدى مقاتليها تحت الأرض فى أحد الأنفاق خلال العدوان الصهيونى على قطاع غزة. وفيما يلى نص القصة كما نشرتها القسام على موقعها الالكترونى:
(مع اندحار آخر جندى صهيونى عن أرض غزة بعد الفشل والهزيمة الصهيونية، لا زالت قصص بطولات وكرامات المجاهدين تتواتر من أرض الميدان الذى شهد الالتحام المباشر مع قوات العدو ونخبته العسكرية فى كافة محاور الاشتباك من شمال قطاع غزة إلى جنوبه. وتصل إلى هيئة تحرير موقع القسام هذه المرة حكاية كرامات الله لعباده المجاهدين فى مواطن يحبها الله ويرضاها فى شهره الفضيل، وأرضه المباركة وساحات القتال فى سبيله. فمن هناك من محور الاشتباك الملتهب جنوب قطاع غزة، فى منطقة الغوافير شرق القرارة، ومع بداية معركة "العصف المأكول" ترجّل تسعة وعشرون مجاهداً من قوات النخبة القسامية عبر نفق أرضى إلى أرض المعركة الحقيقية والاشتباك المباشر، ليباغتوا العدو من حيث لا يحتسب. أحد هؤلاء المجاهدين يروى لنا ما حدث، ويستذكر بطمأنينة واستحضار لعناية الرحمن ما حدث معه ومع إخوانه فى هذه الأيام الطويلة تحت الأرض. يقول المجاهد ع.س: " كانت مهمتنا تتمثل فى تنفيذ عمليات التفاف خلف القوات المتوغلة والتصدى لآليات وجنود الاحتلال بكل وسيلة كما كان جزء من المجاهدين من وحدة الأنفاق ومهمتهم تجهيز الأنفاق والعيون وتهيئتها للاستخدام من قبل مقاتلى النخبة، وقد كان المجاهدون فى حالة استنفار وأخذوا مواقعهم قبل بدء الحرب البرية". ويضيف المجاهد العائد: " مع بداية الحرب البرّية التحمنا مع قوات العدو ونفّذ مقاتلونا بعون الله عدّة عمليات جريئة، كانت أولها عملية تفجير دبابة وجرافة من نقطة صفر، ثم توالت عملياتنا وتنوعت وتوزعت على المجاهدين كلّ حسب اختصاصه، بحسب الخطّة الموضوعة لنا من إخواننا فى غرفة قيادة العمليات". ويستذكر المجاهد إحدى أبرز عمليات هذه الثلّة المجاهدة، إذ خرج المجاهدان الشهيدان باسم الأغا وفادى أبو عودة، بعبوات الشواظ "من الصناعات العسكرية للقسام"، وفجّرا هذه العبوات بعمليتين استشهاديتين فى جرّافة ودبّابة من مسافة صفر، وأوقعا فيهما القتلى والإصابات، رحمهما الله تعالى. وذكر المجاهد أنّ الأمر كان يسير وفق الخطّة المرسومة واستبسل المجاهدون واستحضروا وهم يخوضون هذه المعركة معيّة الله، وقضوا أوقات الانتظار بالذكر والاستغفار والدّعاء والصلاة. واستطرد قائلاً: "حينما دخل العدو منطقة القرارة صاحب ذلك تفجير بعض عيون الأنفاق كما تم دكّ المنطقة بصواريخ الإف 16، ما أدى إلى إغلاق مخرج النفق - المحفور على عمق 25 متراً تحت الأرض- على المجاهدين فى اليوم الثانى للعملية البرية وانقطع الاتصال بيننا وبين غرفة العمليات". يقول القائد الميدانى و.أ : "منذ انقطاع الاتصال فى ذلك اليوم اعتبرنا جميع هؤلاء المجاهدين فى عداد المفقودين، ولم نعد نعرف ما يدور معهم بسبب سخونة الاشتباكات وتعدد محاور التماسّ مع العدو، وكان التقدير بأنّ ما لديهم من طعام وشراب وهواء لا يكفى كلّ هذه المدة وأنّ من المستحيل –فى تقديرنا البشرى- أن يكونوا فى عداد الأحياء" . ويستدرك القائد الميدانى: " لكن وبعد وقف إطلاق النار قامت طواقم الإنقاذ والدفاع المدنى بالحفر فى منطقة النفق لانتشال المجاهدين منه، وكانت المفاجأة التى وقعت علينا وقع الصاعقة الممتزجة بالذهول والحمد والشكر لله، حيث تجلّت عظمة الله تعالى فى خروج ثلاثة وعشرين مجاهداً من النفق، إذ كانوا أحياء وبصحة جيدة !" . ولا زال البحث جارياً عن 3 مجاهدين مفقودين، بعد أن أقدم رابعهم - وهو المجاهد القسامى الشهيد إياد الفرا- على عمل بطولى شاقّ، إذ حاول فتح عينٍ للنفق لإنقاذ إخوانه، وبالفعل وصل إلى هدفه، وما أن وصل إلى نهاية عمله وكاد ينجح إلاّ أنّ قدر الله كان غالباً فانهار النفق من هذه الجهة، مما أدى إلى استشهاد هذا المجاهد الهمام، تقبله الله فى عليين . وقد أثار بقاء هذا العدد الكبير من المجاهدين على قيد الحياة فى هذه الظروف -بعناية الله- دهشة إخوانهم فى غرفة العمليات، وقد جاءت شهادات المجاهدين فى هذا الصدد مثيرة للاطمئنان والسكينة بلطف الله ورعايته للمجاهدين. يقول المجاهد العائد المنتصر ر.س: "يسّر الله لنا فى باطن الأرض ما يشبه نبع الماء حيث كنّا نضع قطعة من القماش من ثيابنا على الماء ثم نشرب ما تحمله هذه الثياب من ماء، وقمنا باقتسام ما لدينا من التمر طوال نحو شهر من الزمان، فكان نصيب كل واحد منا فى اليوم نصف تمرة ونصف كوب صغير من الماء!". مع العلم أنّ الماء فى تلك المنطقة موجود على عمق 90 متراً من سطح الأرض، أى على عمق 65 متراً تحت المجاهدين. وختم القائد الميدانى هذه الشهادة بقوله: "فى ذلك ما يثبت لشعبنا الفلسطينى ولأمتنا أنه لو تخلى العالم كله عن شعبنا ومجاهدينا فإنّ الله تعالى معنا ولن يتخلى عنّا وسيمدنا بمدد من عنده". وأخيراً، ستشهد الأيام القادمة - وفق روايات العديد من المجاهدين الذين عاشوا المعارك- ستشهد الكثير من القصص والشهادات التى سننقلها -بإذن الله- عن ألسنة المجاهدين المقاتلين الذين انتصروا لله ولدينه ولأرضه المقدّسة، فنصرهم الله وأذل عدوّهم، وشفا بجهادهم صدور قوم مؤمنين، "وما النصر إلا من عند الله". )