مَن المرأة التى ولاّها عمر بن الخطاب الأسواق؟الشفاء بنت عبد الله القرشيةالقرآن الكريمرحمة ضياء :ونعود إلى قصتها من البداية. فاسمها ليلى وغلب عليها الشفاء بسبب شفاء البعض على يديها بإذن الله، حيث كانت تجيد الرقية الجاهلية، تزوجت من أبى خثمة بن حذيفة بن عامر القرشى العدوى، واعتنقت الإسلام فى وقت مبكر من بزوغ شمسه قبل الهجرة، وتحملت أذى قريش حتى أذن الله لنبيه، صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالهجرة.. كانت الشفاء بنت عبد الله العدوية من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة فى الجاهلية، وقد حباها الله من فضله عقلا راجحا وعلما نافعا، وعلمت نساء المسلمين القراءة والكتابة فحق لها أن تكون أول معلمة فى الإسلام. كما كانت تجيد الرقية منذ الجاهلية.. فلما جاء الإسلام قالت: «لا أرقى حتى أستأذن رسول الله، صلى الله عليه وسلم»، فحضرت إليه وقالت: «يا رسول الله إنى قد كنت أرقى برقى الجاهلية وأردت أن أعرضها عليك»، فقال: «اعرضيها»، قالت: «فعرضتها عليه وكانت ترقى من النَّمِلة (النملة نوع من التقرحات تصيب الجلد) فقال: «ارقى بها وعلميها حفصة: باسم الله، اللهم اكشف البأس رب الناس»..
ونلاحظ أن الشفاء لم تمارس علمها القديم الذى أجادته قبل الإسلام إلا بعد أن عرفت حكم الشرع فيه.. فلما أجازها النبى عليه الصلاة والسلام، خدمت به الناس.. واستمرت الشفاء ترقى بها المرضى من المسلمين والمسلمات وعلمتها لأم المؤمنين حفصة.
لم تكتف الشفاء بتعليم المسلمين القراءة والكتابة وعلاج مرضاهم، بل قيل أيضا إنها كانت مديرة الأسواق فى عهد عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، فقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه، يثق برأيها حتى إنه ولاها من أمر السوق شيئا، ولكن لم توضح كتب السير طبيعة المهام التى كانت تقوم بها الشفاء فى الأسواق.
واستمرت الشفاء فى عملها الخدمى والاجتماعى حتى توفاها الله فى زمن عمر بن الخطاب سنة عشرين بعد هجرة النبى، عليه الصلاة والسلام، وصفها ابن حجر فى «الإصابة» بأنها من عقلاء النساء وفضلاهن.