نواب وكتاب إسرائيليون: قصف غزة خطأ والقضاء على «حماس» ليس فى مصلحتنانائب بالكنيست: الحكومة تقود إسرائيل إلى الهاوية.. وزعيم المعارضة: «ليبرمان» يقرع طبول الحربنتنياهو
الوطن-من النسخة الورقية للوطن-كتب : سارة شريف :
ألقى العدوان الإسرائيلى على غزة وإطلاق المقاومة صواريخها على إسرائيل بظلالهما على الداخل الإسرائيلى، وبرزت قطاعات إسرائيلية تدين العدوان على غزة وموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منه، الذى أدانه كثيرون وحملوه مسئولية ما وصلت إليه إسرائيل، بسبب سياسته الخاطئة والتصعيد إلى هذا الحد، وأكدوا أن قصف غزة «خطأ» وأن القضاء على «حماس» ليس فى مصلحة إسرائيل. أول المعارضين لاتساع رقعة القصف ضد غزة، كانت جمعية «حقوق المواطن فى إسرائيل» وهى جمعية لا تتبع أى جهة أو حزب وليس معروفاً حقيقة القائمين عليها، لكنها محسوبة على المعارضة بسبب نشاطها الدائم ضد الاستيطان، وينتمى إليها عناصر من عرب 48 وإسرائيليون معارضون، وأصدرت مؤخراً بياناً تؤكد فيه رفضها التام لتفجير بيوت المدنيين العزل فى غزة، وقالت إن قصف الجيش الإسرائيلى عشرات المنازل فى القطاع أدى إلى قتل عشرات المدنيين العزل، من بينهم أكثر من 20 طفلاً، وهذا محرم دولياً، وأكدت رفضها استخدام وسائل خطيرة محظورة تلحق ضرراً بالمدنيين، مثل قطع الكهرباء كأداة للضغط. وانضم إلى قائمة المعارضين عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة «دوف حنين»، رافضاً العدوان على غزة مؤكداً أنه لن يوصل إلى السلام. وذلك فى كلمة ألقاها أمام الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلى، التى ناقشت التحريض والعنصرية المتنامية فى إسرائيل. وألقى باللوم على حكومة نتنياهو ووصفها بأنها ستقود إسرائيل إلى الهاوية بالعنف المفرط الذى بدوره سيودى بحياة كثير من الأبرياء وسيوسع دائرة الدم والاحتقان فى المنطقة. وأكد أن العدوان ما هو إلا خديعة سياسية يتم ضمنها توسيع رقعة الاحتلال ومستوطناته.
ووجه زعيم المعارضة الإسرائيلية النائب العمالى إسحق هرتسوغ انتقاداً إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان واتهمه بإطلاق تصريحات ملتهبة وقرع طبول الحرب، وأشار فى هذا السياق إلى أن ليبرمان قد تنكر خلال الأشهر الأخيرة بقناع الاعتدال وذلك لمجرد خدمة مصالحه السياسية.
وقام وزير البيئة الإسرائيلى عمير بيرتس بتقديم العزاء لعائلة الطفل محمد أبوخضير فى شعفاط، ورافقه عدد من أعضاء الكنيست من حزب العمل أثناء العزاء، وفق ما ذكره موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ونشر الكاتب المعتدل ناحوم برنياع مقالاً فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» جاء فيه أن أغلبية المجلس الوزارى، فى الحكومة وقيادة الجيش الإسرائيلى، لا ترى أى نفع سينشأ لإسرائيل من المناوشة مع حماس وحاولت منع هذه المواجهة، لولا وزير الدفاع ورئيس الوزراء فهما من ورطا إسرائيل. وأدان «برنياع» دانى دنون، نائب وزير الدفاع الإسرائيلى الذى أوصى فى مساء اليوم الذى وجدت فيه جثث الإسرائيليين الثلاثة بالخليل بقتل الفلسطينيين بلا هوادة جراء قتل الشبان الثلاثة. وكتب المحلل نداف شرغاى فى جريدة «إسرائيل اليوم» مقالاً طويلاً يدين فيه حرق الطفل الفلسطينى، وقال: «نأمر بأن يُلفظ من بيننا هذه القلة الصغيرة المشتبه فيها أنها قتلت وأحرقت الفتى العربى، لقد حدث أمر قبيح جداً فى إسرائيل. وأنا على يقين أن القاتلين ليسوا بلا رب فقط بل ليس لهم حاخامات أيضاً، ولا داعى أن نذكر أن محرقى الفتى حتى الموت بعيدون سنين ضوئية عن رتبة وأخلاق وإنسانية الأمهات والآباء الذين قُتل أبناؤهم واختطفوا، والذين أرادوا فى ظاهر الأمر الانتقام لموتهم، وسفكوا دماً بريئاً، ودنسوا اسم إسرائيل ومكانة الرب على رؤوس الأشهاد».