الليونز
الوجه الآخر للماسونيةلم يعرف التاريخ البشري قوما كاليهود كفرا بالله تعالى وجحودا لنعمته ومعاداة لدينه وشريعته, كيف لا وهم الذين نقضوا العهود والمواثيق وقتلوا الأنبياء بغير حق وافتروا على الله الكذب, قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} النساء/155, وقال تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} آل عمران/181.
ولم يكتف اليهود بتحريف التوراة التي أنزلها الله تعالى على نبيهم موسى عليه السلام, بل حرفوا الإنجيل كذلك وحاربوا أتباع عيسى بن مريم عليه السلام, وكان من بين وسائل حربهم على الدين النصراني تشكيلهم الماسونية, التي يرجح العلماء ظهور المرحلة الأولى منها في عام 43م, وسميت "بالقوة الخفية" وكان هدفها التنكيل بالنصارى واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من الانتشار.
أما المرحلة الثانية من الماسونية فكانت على يد آدم وايزهاويت النصراني الألماني عام 1770, والذي وضع الخطة الحديثة للماسونية بهدف السيطرة على العالم, وقد انتهى مشروعه الشيطاني هذا عام 1976م, ووضع أول محفل في تلك الفترة باسم "المحفل النوراني" نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه.
ولم يقتصر أمر المكر اليهودي الشيطاني بإنشاء الماسونية فحسب, بل شمل إنشاء بعض النوادي ذات المظهر الاجتماعي والثقافي, للتغطية على الأهداف والمخططات الخبيثة التي تختفي خلفها تلك النوادي, ومن بين أهم هذه النوادي ما عرف باسم "الليونز".
التعريف:
الليونز: مجموعة نواد ذات طابع خيري اجتماعي في الظاهر، لكنها لا تعدو أن تكون واحدة من المنظمات العالمية التابعة للماسونية التي تديرها أصابع يهودية بغية إفساد العالم وإحكام السيطرة عليه, مركزها الرئيسي الحالي هو مدينة "أوك بروك" بولاية "الينوي" في الولايات المتحدة الأمريكية.
التأسيس وأبرز الشخصيات
ظهرت الفكرة الأولى لتأسيس هذه النوادي في صيف 1915م على يد مؤسس هذه النوادي ملفن جونز رجل أعمال من مدينة شيكاغو الأمريكية, حيث دعا إلى فكرة إنشاء نواد تضم رجال الأعمال من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وكان أول نادٍ تأسس من هذا النوع في مدينة سانت أنطونيو ـ تكساس.
وكانت البدايات حين تسائل جونز بحضور زملاء له: "ماذا لو قام هؤلاء الرجال الذين هم ناجحون بسبب حسهم القيادي وذكائهم وطموحهم قاموا بتركيز مواهبهم للعمل من أجل تطوير مجتمعاتهم"؟! وهذا هو الهدف الظاهري لهذه النوادي, تطوير المجتمعات وخدمة الآخرين, لتخفي وراء هذا الستار مخططات اليهود في السيطرة على العالم وإفساد عقيدته ودينه وأخلاقه.
في مايو 1917م ظهرت المنظمة العالمية لنوادي الليونز إلى الوجود, وقد عقدت اجتماعها الأول في شيكاغو حيث أقدم نوادي الروتاري هناك, ويعتقد بعض الدارسين أن هذا النادي تابع لنوادي بناي برث أي (أبناء العهد) الذي تأسس في 13/10/1834م في مدينة نيويورك.
لقد أنشئ نادي الليونز ليكون بديلا عن النوادي السابقة في حالات انكشافها أو اضطهادها لما يتمتع به من مظهر اجتماعي إصلاحي خيري, وجميع نوادي الليونز تتبع بشكل أو بآخر لمنظمة البنائين الأحرار (الماسون).
ما لبثت هذه الفكرة الخبيثة أن تحولت إلى سرطان ينتشر في جميع أنحاء العالم, فقد ادعت الليونز في أوائل عام 1970م بأن عدد أعضائها يزيد عن (934.000) عضو موزعين في (146) بلداً, بينما ذكر موقع ويكيبيديا أن لدى هذه المنظمة حاليا ما يفوق 44.500 نادي، ويفوق عدد أعضائها 1.3 مليون عضو في 203 بلد حول العالم.
أهم الأفكار المعلنة لهذه النوادي:
تتظاهر هذه النوادي بالعمل في الميادين التالية:
1- الدعوة إلى الإخاء والحرية والمساواة, ونشر معاني الخير والتعاون بين الشعوب, وتنمية روح الصداقة بين الأفراد بعيدًا عن الروابط العقدية.
2- الخدمات العلمية والثقافية وإقامة المسابقات الترفيهية وتشجيع اللقاءات وتبادل الزيارات والرحلات.
3- العمل على نشر المعرفة بكل الوسائل الممكنة.
4- مساعدة المكفوفين وتقديم الخدمات الاجتماعية الأخرى بما يخفف من متاعب الحياة اليومية عن المواطنين.
5- تقديم الخدمات إلى البيئة المحلية.
6- دعم المشروعات الخيرية ودعم مشروعات الأمم المتحدة.
هي الأفكار والأهداف المعلنة للليونز, بينما الحقيقة مخالف لذلك تماما, فهي تتخذ من هذه النشاطات الخيرية الظاهرية مصيدة تخفي وراءها أهدافها الحقيقية.
وتنبع خطورة الليونز من عدة اعتبارات أهمها:
1- التخطيط الدقيق الذي يتسمون به، فهم يعملون على أساس من السرية في جمع المعلومات.
2- يتعرفون على أسرار المهن من خلال لقاءاتهم, مما يعطيهم قدرة على التحكم في السوق المحلية, كما يعينهم على التدخل في الشؤون الاقتصادية للبلد الذي هم فيه.
3- يجمعون المعلومات المتعلقة بالشؤون السياسية والدينية للبلد الذي يعملون فوق أرضه ويرسلونها إلى مركز المنظمة العالمي التي تقوم بتحليلها ووضع الخطط اللازمة والمناسبة حيالها.
4- يُقَسِّمون المنطقة التي يعملون فيها، ومن ثم يجب أن يغطى كل قسم بنشاطه القطاع المتعلق به.
5- الغموض الشديد الذي يكتنف أسرارهم ومواردهم ووسائلهم.
6- يرددون دائماً شعار (الدين لله والوطن للجميع).
7- الإسلام لديهم يقف على قدم المساواة مع الديانات الأخرى سماوية كانت أم بشرية -هذا من حيث الظاهر- أما الحقيقة فإنهم يكيدون له أكثر مما يكيدون لسواه.
8- يركزون في دعواتهم ومحاضراتهم على إبراز مكانة معينة لإسرائيل وشعبها، كما يقومون بزراعة أفكار صهيونية في عقول أعضائها.
9- يقيمون حفلات مختلطة ماجنة راقصة تحت شعار (الحفلات الخيرية).
أوجه الشبه بين الليونز والماسونية والروتاري
1- لا تختلف شروط العضوية في هذه الليونز عن شروط العضوية في نوادي الماسونية والروتاري, ولكنها تمتاز عنهما بأنه يجوز لديهم بأن يمثل المهنة الواحدة أكثر من عضوين.
2- لا يستطيع أي شخص أن يقدم طلب انتساب إليها، إنما هم الذين يرشحونه ويعرضون عليه ذلك إذا رأوا مصلحة لهم فيه.
3- يشترط أن يكون العضو من رجال الأعمال الناجحين, كما يشترط أن يكون مكان عمل العضو في ذات المنطقة التي فيها النادي.
4- يفرض على كل عضو أن يحقق نسبة حضور في الاجتماعات الأسبوعية لا تقل عن 60% سنوياً.
5- يمنعون منعا باتا دخول العقائديين وذوي الغيرة الوطنية الشديدة, كما أنهم يهتمون بجذب الشباب والشابات بغية المحافظة على أدنى مستوى ممكن من الأعمار الشابة للمحافظة على حيوية النادي الدائمة فضلاً عن سهولة التأثير.
6- يجتذبون السيدات من زوجات كبار المسؤولين, كما يسند إليهن مهمة الاتصال بالشخصيات الكبيرة، ولهن نوادٍ بهنَّ تسمى نوادي سيدات الليونز.
7- تتشابه أندية الليونز مع أندية الروتاري في وضع نظام شبه جغرافي يقسم العالم إلى عدد من التكتلات حسب كثافة انتشار الأندية, ولكل تكتل رقم خاص, ويتكون التكتل الواحد من دولة أو عدد من الدول, ويسمى بالمنطقة أو المحافظة رقم, وترتبط رئاسة كل منطقة من المناطق على مستوى العالم مباشرة بالمركز العام وتقع مجموعة الدول العربية في المنطقة 351 و 352.
8- يتكون كل نادٍ من: رئيس ونائب رئيس أو أكثر وسكرتير وأمين صندوق و مجلس إدارة مؤلف من (12) عضواً, على أن يكون بينهم شخص أو اثنان من رؤساء النادي السابقين بهدف إحكام القبضة على المجلس كي لا ينحرف في أي مسار لا يريدونه لناديهم, إضافة إلى لجان متنوعة تشكل من قبل المجلس لتشمل الأنظمة المختلفة.
الانتشار وأماكن النفوذ
تتوزع نواد هذه المنظمة في أمريكا وأوربا وفي كثير من بلدان العالم, ولها انتشار في الشرق الأوسط, وخاصة في كل من مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وتونس والمغرب والبحرين.
ففي لبنان تحدثت حاكمة أندية الليونز في المنطقة "351" (لبنان والأردن والعراق) وفا خوري في 2/4/2012م, وذلك بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيس أول نادي ليونز في لبنان: فذكرت أن المسيرة الليونزية بدأت في لبنان منذ عام 1952م, لتنتشر فيما بعد في كل الأراضي اللبنانية, موضحة أن عدد الأعضاء في لبنان يناهز 2000 منتسب في 92 ناديا.
حكم الإسلام في الانتساب لهذه النوادي
أصدر المجمع الفقهي في دورته الأولى المنعقدة في مكة المكرمة بتاريخ 10 رمضان 1398هـ قراراً بَيَّنَ فيه أن مبادئ حركات الماسونية والليونز والروتاري تتناقض كليًّا مع مبادئ وقواعد الإسلام, وبالتالي فلا شك في حرمة الانتساب إلى هذه النوادي.
كما أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر بياناً بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري جاء فيه:
(ويحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها وواجب المسلم ألا يكون إمعة يسير وراء كل داعٍ ونادٍ، بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "لا يكن أحدكم إمعةً يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم" رواه الترمذي وقال: حسن غريب.
وواجب المسلم أن يكون يقظاً لا يغرَّر به، وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، ولها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه والله أعلم).
رئيس الفتوى بالأزهر : عبد الله المنشد
ـــــــــــــــ
أهم مراجع التقرير
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأهداف المعاصرة
موقع أسرار الماسونية / جواد رفعت أتلخان
خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية /عبد الله التل
موقع ليبانون فايلز وويكيبيديا على شبكة الانترنت