حفظ الأغذية بالإشعاعفي عام 1976 صدر اول تصريح باستخدام الإشعاع في حفظ الغذاء بناء علي التوصية التي أقرتها لجنة الخبراء الدوليين . واعتماد القبول المشروط للاستهلاك الآدمي لبعض المواد الغذائية وهي البطاطس والقمح والفراولة والدجاج والأرز والبصل والسمك . ولقد أثار التشعيع في حفظ الغذاء العديد من التحفظات بسبب التحورات التي يحدثها الإشعاع في الخلية الحية وما يتصف به من خاصية التراكم الحيوي .
وفي ديسمبر عام 1988 عقدت أربع منظمات تابعة للأمم المتحدة , مؤتمرا دوليا في المقر الدائم بجنيف , وهي الصحة العالمية والأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية . والمركز الدولي للتجارة . وقد اجتمع 400 عالم وخبير من سبعين دولة لبحث خسائر الخضروات واللحوم والفاكهة . وتبين أن 80 % من الدواجن واللحوم المجمدة . تحمل بكتريا السالمونيلا بدرجات متفاوتة . تمت الموافقة على حفظ الغذاء بالإشعاع للتصدير . إلا أن بريطانيا رفضت الموافقة علي ذلك فيما عدا تعقيم الطعام الذي يقوم لبعض المرضي في المستشفيات .
وفي عام 1990 أصدرت بريطانيا اللائحة التنفيذية لقانون سلامة الغذاء باستخدام الجرعات الإشعاعية المناسبة وحدودها . كما تناولت تلك اللائحة كل ما يتعلق بجهاز التشعيع . مثل وصف الجهاز والمواصفات الفنية للأجهزة والأدوات المستعملة وخاصة تلك التي تتعلق بضبط الجرعة الإشعاعية والغرض من التشعيع لإزالة وتخفيض الكائنات المسببة لفساد الغذاء . وتخفيض كمية الغذاء المدمر أوتطهير الغذاء من الكائنات الضارة كذلك تناولت اللائحة أنواع الأغذية التي يمكن أن تخضع للتشعيع بتحديد دقيق . والجرعات الإشعاعية المقدرة لتشعيع كل منها . وقد وضحت اللائحة ضرورة الحصول علي ترخيص لبيع الأغذية المشععة عند النقل والتخزين .
كذلك أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في لوئحها التي نشرت عام 1992 قواعد مفصلة لتشعيع الدجاج والديوك الرومية واعتمدت إدراة الغذاء والدواء أسلوب تشعيع الغذاء وفاعليته . ووضعت معامل ومؤسسات التشعيع بالولايات المتحدة برامج ضبط الجودة التي تؤكد سلامة العامل والمنتج . على ان يتم التفشيش علي ذلك بانتظام بواسطة مفتشين متخصصين في الرقابة علي الأسلوب المتبع . وان توضع علي جميع عبوات الوداجن المشععة . العلامة الدولية للإشعاع .أيضا عبارة عومل بالإشعاع اما المنشأة التجارية الوحيدة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تشعيع الغذاء فهي منشأة فاليري بولاية فلوريدا . ولقد تضافرت الجهود الدولية لاعتماد أسلوب دولي لمغايرة الجرعات الإشعاعية في جميع وحدات التشعيع المستخدمة لمعالجة الأغذية ولتطبيق كل ما سبق من قواعد عامة . وقامت العديد من الدول بإصدار التنظيمات المناسبة لتشعيع من المواد الغذائية وطرحها للتدوال محليا ودوليا .
ويختلف عدد المواد المشععة من دولة لأخرى . ففي ألمانيا يصرح بتشعيع البطاطس والوجبات المجمدة فقط . وفي الهند يضيفون إلي ذلك البصل والتوابل . وفي الأرجنتين يسمح بشعيع البطاطس والبصل والثوم فقط . وبالإضافة إلي هذه الأغذية يسمح القانون الفرنسي بتشيعيع الدجاج والخضروات والتوابل . وتضيف البرازيل إلى الأغذية السابقة الأرز والقمح والفراولة . أما في كندا فإن المواد الغذائية التي يصرح القانون بحفظها بالإشعاع هناك فهي البطاطس والبصل والقمح والدقيق والدجاج والتوابل .
ومن الواضح أن الموافقة على تشعيع المواد الغذائية . مازال يواجه تحفظات عديدة خاصة بعد ما ورد بإحصائية اللجنة الدولية للحماية من الأشعاع CIPR بعدم وجود حد أدنى لجرعة آمنة . وما تتصف به بعض النظائر بخاصية التراكم الحيوي في الأنسجة والعظام والدماغ والدم . ولما كان العربي يقع في دائرة المناطق المستوردة للغذاء . فإن العمل على وضع ضوابط وإصدار تشريعات وتنظيمات عربية مناسبة أصبح من الضرورات الملحة . بما يتقف مع الأسس الصحية السليمة .خاصة بعد أن تم فتح هذا المجال امام المستوردين , وتعدد النويدات المشعة التي تستخدم الآن في حفظ الغذاء والحبوب والخضروات والفاكهة المعدة للتصدير والاستيراد . كذلك يتم تعقيم مضادات الحيوية والأدوية التي تتحلل أوتتأثر بالحرارة . وبتعريض الأغذية للإشعاع , تحفظ بطعمها ولونها دون ان تحلل لفترة طويلة حتى ولو لم توضع في ثلاجات أو أجهزة تبريد . وعلى سبيل المثال , اللبن المعلب الذي عم وجوده في المنافذ البيع في درجات الحرارة العادية دون حفظه في ثلاجات لفترة تصل إلي ستة شهور . كذلك يخلو الدقيق المستورد من السوس ويمكن تخزينه لسنوات طويلة بعد معمالته بالإشعاع .
وفي الدول التي لديها فائض اللتصدير . يتم تعريض النباتات لجرعات من الأشعاع للإسراع في النمو والتزهير والنضج وكثرة الإنتاج وزيادة حجم الثمار . كما يستخدم الإشعاع لرفع نسبة السكر في البنجر وخلق طفرات جديدة لإنتاج أنواع مطورة وخالية من البذور أو استنباط سلالات أحسن ومحصول أوفر . ويتم تلخيص الحبوب والعلف والبيض والبصل والبطاطس من الحشرات قبل التخزين والتصدير ومنع تبرعم المحصولات الدرنية باستخدام الكوبلت – 60 المشع وتحفظ الفاكهة والموالح لمدة عام خارج الثلاجات بتعريضها لجرعات صغيرة من أشعة جاما . وكانت الصين أول دولة تنتج سلالات من الأرز تقاوم الآفات بعد تعريضها لأشعة جاما.
المصدر:مجتمعى