خبراء: الأعشاب الطبية فيها سم قاتلبوابة الوفد-كتبت - بدرية طه حسين:
دخل إلي إحدى محلات العطارة والأعشاب الطبية، وطلب وصفة لعلاج مرض القولون وقام العامل بتحضيرها له، ووصف له طريقة تناولها وأن يستمر عليها لمدة خمسة عشر يوما
وسوف يرى النتيجة. واثناء خروجه من المحل قابل أحد معارفه وبسؤاله عن سبب تواجده بالمحل حكي له أنه يعاني من الالم مبرحة في القولون وقرر أن ياتي لأخذ إحدى الوصفات لاعتقاده أن الأعشاب العلاج الآمن لأي دواء، ولا يسبب أي أعراض جانبية وليس له اضرار.
ولما يكن هذا حال إبراهيم مريض القولون، بل حال الكثير من الأفراد الذي يتوجهون لمحلات العطارة، إذ يقول محمود غانم إنه لجا للاعشاب بعد تاخر الانجاب عنده لعشرات السنين، وأنه لاحظ تحسنا في حالته بعض الشي، الا انه وجد أعراضا جانبية لاستخدامه للاعشاب متمثلة في وجع بالكلية ووجفاف الريق".
ولم يتوقف الحال عند إبراهيم أو محمود، بل إن الكثيرين لديهم اعتقاد بأن الاعشاب مباح استخدامها للجميع، وانه لو لم تأتي بنتيجة إيجابية فإنها لن تضر، وغيرها من معتقدات يظنها الكثير، وينفيها المتخصصين في المجال.
سم قاتل
ويقول الدكتور جواد الراشد طبيب ممارس لطب الأعشاب وحاصل على البورد الهندى فى الطب البديل وعضو مجمع تسجيل الاطباء الاسلامى العالمى إن فكرة ان الاعشاب ان لم تنفعك لم تضرك هي معلومة خاطئة؛ فبعض الاعشاب لها سمية بجرعة أقل من الجرام الواحد، وأخرى سميتها بتكرار تناولها وتركيز المواد السمية مع إفراط استعمالها. بل إن هناك بعض النباتات تحتوى على سميه إذا احمر غصنها فيجب انتقاء ما يلح منها وترك السام.
ويضيف عضو مجمع تسجيل الاطباء الاسلامى العالمى انه على الرغم من أن منظمة الصحة العالميه أكدت أن الاعراض الجانبية للأدوية الكيميائية هى أشد مما هو عليه فى الاعشاب، لكن الأعشاب لا تخلوا من الآثار الجانبية الضارة، والتي تحتاج لمزيد من التجارب الحديثة لاكتشافها، لذا اوصي الدول بالاهتمام بهذا العلم .
وعن شروط استخدام الاعشاب الطبيعية يقول الدكتور راشد أنها يجب ان يتم أخذها وفق جرعات معينة تختلف باختلاف مقدار الجرعة الصحيحة وفقا للوزن والجنس والقوة، كما تختلف مدة العلاج من شخص لشخص.
ويضيف راشد: "يشترط تصحيح العادات الغذائية أو الممارسات التى حدث بسببها المرض كالاكثار من تناول الأطعمة أو التركيز على أغذية ذات سعرات عالية أو دهون، واذا لم يشفى المريض يلجأ الى الادوية الطبية حسب الجرعة الصحيحة".
استخدمها بأمان
وعن مدى إمكانية استخدام الاعشاب دون الرجوع إلي طبيب متخصص يقول عبد الجواد: "هناك أعشاب كثيرة يستطيع كل إنسان استعمالها بامان وبجرعات معلومة من الكتب والانترنت وهذا شيء لا بأس به للاعشاب التى بمراتب الاغذية والخالية من السمية والاعراض الجانبيه كبزر الكتان للكوليسترول والزعتر للغازات والشومر للهضم والزنجبيل للربو والكركديه للسعال وهكذا، لفترات معلومة ويجب ترك العشبة فورا اذا لم توافق المريض أو ظهر منها أذى . أما ان احتاج الامر علاج متخصص وأعشاب لها جرعات حساسة ومدروسه فلا بد من الرجوع إلي طبيب متخصص.
ويتفق معه في الحديث دكتور محمد بن زبير اخصائي العلاج بالطب البديل التكاملى بالقول: "العلاج بالاعشاب هو علم قائم بحد ذاته له اسس وقواعد علمية يحوطه خشية الله والصدق واخلاص النية لله تعالى، وان يكون هدف المعالج اولا الوصول بالمريض الى بر الامان".
ويضيف: "العلاج بالاعشاب يختلف من حالة لأخرى وحسب طبيعة الشخص النفسية وجسمة وجنسة الخ.. قد نقول مثلا البابونج يزيل التوتر ومضاد للصداع ولكن لا نصف خليط اعشاب لكل الناس على انهم سواء" .
ويتابع: "قبل ان يصف الطبيب المعالج أي علاج يقوم باجراء تشخيصا متكاملا واستبيانا للمريض عن حالته النفسية والعضوية والاجتماعية، والحمد الله أغلب العلاجات تعطى نتائج طيبة".
واوضح انه قد يحدث "ان لا يستفيد مريض من العلاج لأنه قد يأتي وهو متشكك وتنتابه الوساوس من العلاج، ولذلك نحن نلعب على الجانب النفسي اكثر ونكون عامل الثقة بيننا وبين المريض".
وأشار إلي أن أغلب الاعشاب قد لا تتناسب مع جميع الأشخاص لعدة اسباب منها:
أولا عدم متابعة المريض الجادة للعلاج وللجرعة الموصوفة.
ثانيا قد يكون المريض مصاب بمرض مزمن كالسكري والكبد والكلى، وهنا قد يتأثر المريض عكسيا بالعلاج بالأعشاب.