ضبط وإحضار 30 ضابطا خططوا لانقلاب عسكري بليبياأمر رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين باعتقال 30 ضابطا لاتهامهم بتدبير محاولة انقلاب في البلاد، وذلك بعد ساعات من كشف وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني عن إحباط المحاولة التي قال إن شخصيات من العسكريين السابقين والحاليين إلى جانب شخصيات مدنية كانت تحضر لها.
وقال مدير مكتب الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد إن أوامر الاعتقال شملت 30 ضابطا من مجموع 60 شخصا من عسكريين ومدنيين حضروا صباح أمس اجتماعا في العاصمة الليبية طرابلس للإعداد للاستيلاء على السلطة وإعلان مجلس أعلى لحماية الثورة.
ولم ترد -حسب مدير مكتب الجزيرة- معلومات عن بدء تنفيذ أوامر الاعتقال، كما لم تعلن بشكل رسمي أسماء الضباط المشمولين بهذه الأوامر.
وأفاد بأن تحركات عسكرية شهدتها طرابلس أمس واليوم. وأضاف أن كتائب الثوار تنادت للتوجه نحو العاصمة لحمايتها ومنع قيام أي محاولة للانقلاب ومنع قدوم قوات من خارجها.
وذكر محمد أن جهاز الاستخبارات الليبي كان أبلغ المؤتمر الوطني العام بضرورة أخذ الحيطة والاحترازات الأمنية، مضيفا أن القوات الليبية فرضت خمسة أطواق أمنية لحماية مبنى المؤتمر العام ومنع أي محاولة للهجوم على المبنى، وهو ما حال دون عقد الجلسة الصباحية للمؤتمر اليوم.
وفي اجتماع اليوم أصدر المؤتمر العام قرارا باعتقال من يثبت أنهم حضروا الاجتماع والتحقيق معهم بشأن محاولة الانقلاب. كما أصدر قانونا يجرم كل من ينتقد من المسؤولين والضباط ثورة 17 فبراير.
وعن شخصيات قد تكون متورطة في المحاولة، أوضح محمد أنه تردد اسم اللواء خليفة حفتر -وهو من المنشقين عن نظام العقيد القذافي وشارك في الثورة- كأحد الشخصيات البارزة التي كانت تعد لاجتماع الانقلاب، غير أنه لم يتأكد ذلك.
وبالنسبة للأنباء التي أشارت إلى حضور سالم غنيدي -وهو رئيس هيئة الأركان بالنيابة سابقا- الاجتماع الذي كان يخطط للانقلاب، أوضح مراسل الجزيرة أن غنيدي حضر الاجتماع غير أنه نفى علمه بأهدافه، ونقل عنه تأكيده الانسحاب مع مجموعة من الضباط حال معرفتهم بطبيعته وأنه "اجتماع غير شرعي" على حد وصفه.
وأفاد مدير الجزيرة في طرابلس بأنه خلال الأسابيع الأخيرة ترددت أنباء عن الإعداد لمحاولة الانقلاب، وأن تنفيذ المخطط قد يتوافق مع الذكرى الثالثة للثورة التي تصادف الاثنين القادم.
وأشار إلى أن بعض المواليين للثورة قد يكونون اخترقوا الاجتماع الذي كان يعدّ للانقلاب وأبلغوا المسؤولين عن ما دار فيه، وهو ما مكّن السلطات من إفشال المحاولة.
وأضاف أن المخططين للانقلاب بنوا تحركهم على أنه استجابة للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها ليبيا مؤخرا وخاصة الجمعة الماضية والتي رفضت التمديد للمؤتمر الوطني العام -أعلى هيئة سياسية في ليبيا- الذي انتهت مدته في السابع من الشهر الجاري.
وكانت مظاهرات قد خرجت في عدد من المدن الليبية خاصة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي للمطالبة بحل المؤتمر وإجراء انتخابات عامة. وجاء ذلك بعد أن وافق المؤتمر في مطلع الشهر الجاري بأغلبية 146 صوتا على خريطة طريق جديدة تنص على مد ولاية المؤتمر لإتاحة مزيد من الوقت للجنة خاصة بصياغة دستور جديد.
كما ينص التعديل على إيجاد بديل لرئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان في فترة لا تتجاوز الأسبوعين ابتداء من جلسة 3 فبراير الجاري.
rassd