افتتحت الفنانة المصرية نادية سري معرضها للفن التشكيلي "رؤية" بنقابة الصحفيين الأربعاء, ويضم 21 لوحة بعضها بالتصوير الزيتي والبعض الآخر بالألوان المائية, ومن المقرر أن يستمر حتى 14 من
الجزيرة نت كانت حاضرة لدى افتتاح المعرض, وتأملت لوحاته ومنها لوحة "حلم الرحيل" التي تتخيل فيها الفنانة شابا كل همه حلم بالسفر, وعيناه ترقبان مركبا تتسلط عليه الأضواء, في حين أن الضوء يلوح ضعيفا في الأفق, بما يوحي بأن هذا الحلم مهدد بالفشل, والأفضل له أن يعمل وينتج في وطنه.
وهناك لوحة "كرة في الحارة" التي تجسد لعب الأطفال في الحارة المصرية, و"مصالحة" وهي صلح بين الأطفال في منطقة شعبية في حواري مصر القديمة, و"طفولة" عن أطفال يركضون في حقول القرية المصرية, و"كورنيش إسكندرية" التي ترسم الناس على الشاطئ, ويلعب فيها الأطفال بالطائرات الورقية
بائع الترمس
وهناك أيضا بورتريهات تعبر عن البسطاء, منها بورتريه لشخصية بائع الترمس، ولوحة "الطفلة والأراجوز" التي تعبر عن علاقة الطفلة الحميمة بجدها, ولوحة أخرى تعبر عن حلم طفلة ترتدي ثياب العرس وتقف أمام المرآة تحلم بأن تكون عروسا, وفي لوحة "رحلة أم" تتخيل أن الحياة كالبحر, والأم فيه تحمل طفلين في مركب وتحاول أن توصلهم لبر الأمان.
الفنانة نادية سري قالت للجزيرة نت إنها تستمد الإلهام في لوحاتها من الحلم والخيال, ولذلك تظلل أعمالها طبقة ضبابية ترمز لإحساس الحلم بالخروج من الواقع وانطلاق الروح، وتأمل الفنانة أن تصل أحاسيسها إلى المتلقي كأحاسيس من القلب تصل بسهولة لقلوب الناس الذين هم محور اهتمامها في أعمالها الفنية.
لوحات هادئة
الجزيرة نت استطلعت آراء عدد من رواد المعرض, تقول فريدة البيسي إن كل لوحة تحمل معنى يختلف عن الآخر, فيما ترى الفنانة التشكيلية التونسية عائشة حمدي أن الفنانة سري هادئة كلوحاتها وألوانها, وأنها متشبعة بالشعبيات المصرية خاصة الريف المصري بأطفاله وفلاحيه، والشاطئ والبحر بصياديه, وتستخدم طريقة الألوان التأثيرية في رسم الواقع المصري, وتدل أعمالها على أنها فنانة متأملة متعمقة في ألوان حالمة ويبدو بعضها كالسراب.
وتشير منال جمعة إلى أن المعرض يعبر عن مصر القديمة, وعن أشياء كثيرة نفتقدها اليوم, ومنها الحميمية في الأسرة المصرية الريفية, والأطفال بألعابهم البسيطة، ورغم بساطتها فهم مستمتعون بها من دواخلهم, وتنم اللوحات عن إحساس بألوان متدرجة متناسقة عميقة تعبر عن الألفة بين الناس وخلفهم النور وهم في ترقب وانتظار لشيء ما.
مدرسة مستقلة
الناقد والفنان التشكيلي إبراهيم حنيطر يرى أن الفنانة نادية من القليلات اللاتي لهن مدرسة فنية مستقلة, فيها رومانسية وإحساس عفوي وصادق، ولها رؤية وإمكانات فنية عالية, والمشاهد الخلوية عندها تعطي إحساسا بصريا في مدرسة الحركة, وهي تهتم بالقرويين والصيادين وألعاب الأطفال, وفي البورتريه ترسم بطريقة تعبر عن فهم ودراسة نفسية للشخصية المرسومة
تجدر الإشارة إلى أن الفنانة نادية سري درست على أيدي كبار الفنانين, وحصلت على شهادة من مدرسة إيفان بليبن الروسية للفنون، وهي عضو في جمعية محبي الفنون وجمعية المحافظة على التراث المصري.
وأعلنت الفنانة سري تبرعها بنصف دخل معرضها لصالح مركز التدخل المبكر والتأهيل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحلوان التابع لهيئة الإغاثة الإسلامية ببريطانيا.