"تامر".. اخترع عربية "خشب" ضد المياه ضد النار: "وكإنك يا ابوزيد ما غزيت"الوطن :
داخل مكتبه الصغير بمدينة طنطا، قبع جالسًا، بينما أذنيه تُسجل صوتا قادما من بعيد لخطوات بشرية، تطرق على باب مكتب الديكورات الذي يملكه فى هدوء مستأذنا بالدخول، ليعرض عليه الضيف إنشاء "شكل مُجسم" لسيارة "لامبورجينى" تكون نموذجا يعرضه فى معرض السيارات الذي يملكه، تهللت أسارير "تامر سلام" -الشاب الثلاثينى- وارتسمت ابتسامة استولت على وجهه، قبض بيديه على أدوات النحت، مع بضعة أخشاب انتهى من الشكل المجسم للسيارة التى بدت كالحقيقة ظاهريا ولكنها ديكور فى الباطن، وبعد ان انتهى من عمله دار فى عقله سؤال: "طيب ليه معملش عربية كاملة".
خريج معهد السينما قسم الديكور، عندما فكر فى اختراع سيارة مصنوعة من الخشب الجميع سخر منه: "على فكرة مش هتقدر.. الموضوع كبير عليك"، إلا ان الطموح يمكنه تحطيم أى حائل فولاذى، ولاقى بالفعل الصعوبات فى البداية: "المشكلة إن الواحد بيشتغل بجون ماكيت ولا رسم"، إلا ان خشب الفايبر المضغوط ساعده على التشكيل والنحت: "أضفت بعض الحاجات على الخشب عشان يكون قوى ومتين"، هذا علاوة على المميزات التى أضافها: "الخشب اللى صنعته غير قابل للاحتراق ولا يتأثر بالشمس وحتى الأمطار.. وكمان مُضاد للصدمات".
سنة واحدة فقط لاتمام اختراعه، بتكلفة لا تزيد عن 25 ألف جنيه، الابداع طغى على الجسم الخارجى للسيارة، بينما اكتفى فقط بشراء محرك السيارة و"عفشتها": "فى اوروبا والدول المتقدمة فيه مصانع بمليارات عشان يصنعوا العربيات، لكن انا قدرت اصمم العربية قدام بيتى"، براءة الاختراع التى يسعى إليها اى مُبتكر استطاع "تامر" اقتناصها، ولكن مشكلته لا تكمن فى ذلك: "العربية مستحيل تترخص طبعا، بسبب قانون المرور.. وكأنك يا بوزيد ما غزيت"، وعن الفروق بين السيارة المصنوعة فى المصانع وسيارة "تامر" الخشبية يقول: "قدرة تحملها أقوى من الصاج.. وعملت بالفعل عليها اختبارات.. ده غير إنها آمنة جدا.. لأنه لو حصل لا قدر الله ماس فى العربية.. السواق هيكون فى أمان".. داخل محافظة الغربية يقبع مُنتظرا "الفرج": "فيه دول عربية عرضت عليا تشترى العربية لدرجة ان المبالغ كانت مهولة 250 ألف دولار.. لكنى رفضت.. نفسي اعمل مشروعى فى بلدى".