إيفان غ. إستومن
ترجمة: نبيل المجلي
كان هذا في الزمن البعيد. في ذلك الزمان كانت الأسماك لا تزال تعيش على اليابسة كالجميع .
في أحد الأيام مرضت سمكة. رقدت وراحت تئن :
ـ آخ ! آخ !
أصغى ابنها، وأصغى ثم خرج من الكوخ باحثاً عن مساعدة، خرج وشاهد غراباً عجوزاً يجثم على غصن.
رأى الغراب السمكة الصغيرة أيضاً وقال:
ـ يا ابن السمكة، لماذا أنت حزين هكذا؟
ـ مرضت أمي. ولا أعرف ماذا أفعل.
ـ لاتحزن، ـ قال الغراب ـ أتريدني أن أساعدك؟ سأداوي أمك. لكن لا تدخل الى الكوخ، إذا راحت أمك تصرخ. فمع الصراخ سيبدأ المرض بالخروج منها. هل هذا مفهوم؟
ـ كيف لا أفهم؟ ـ أجاب ابن السمكة.
وبقي في الخارج.
ودخل الغراب العجوز الى الكوخ. هناك في الزاوية، كانت ترقد السمكة، وتتنفس بصعوبة. كانت حراشفها تلتمع من الدهن.
«لذيذة!» ـ فكر الغراب، وسأل:
ـ لماذا ترقدين؟
ـ لأنني مريضة ـ أجابت السمكة.
ـ هل ترغبين، في أن أعالجك؟ ـ سأل الغراب.
ـ ولكن كيف؟
ـ هكذا! ـ ونقر الغراب السمكة بقوة.
خافت السمكة وصاحت بقوة:
ـ يابني، أين أنت؟ يريد الغراب أن يأكلني! اندفع ابنها الى الكوخ وطرد الغراب.
غضب الغراب، لأنه لم يستطع أن يخدع ابن السمكة، ويأكل السمكة، ونادى جميع رفاقه، وأخذوا يضايقون السمكة وابنها من كل الجهات.
اضطربت السمكة وابنها من هنا الى هناك وفجأة ـ سقطا في الماء، ولم يغرقا، ولم يأكلهما أحد، وكان غذاؤهما موفوراً.
ومنذ ذلك الزمان صارت الأسماك تعيش في الماء وتعيش حياة طيبة.