«محمد».. الفقير يموت برداً على باب مستشفى إمبابة
مسئولو الاستقبال رفضوا علاجه لأنه «بدون بطاقة»محمد حسن أثناء مصارعته الموت أمام مستشفى إمبابة
الوطن :
«محمد مات إمبارح بالليل».. قالها «سايس السيارات» لكل من سأل عن الرجل الذى أحضره اثنان من «فاعلى الخير» داخل سيارة إسعاف، إلى مستشفى إمبابة، الذى رفض بدوره علاجه، وقال مسئولو الاستقبال فيه: «الراجل مافيهوش حاجة، ده محتاج مستشفى نفسى وإحنا مش مجهزين للتعامل مع الحالات اللى زى دى».
تعود الحكاية إلى 10 أيام مضت، عندما أغلق المستشفى أبوابه فى وجه «محمد» واعتبره مسئولو الاستقبال مشرداً، بسبب ملابسه المتسخة، والإعاقة البادية على ملامحه، فأعاده بعض المتعاطفين معه إلى الرصيف، ليظل ملقى فى الخارج، متعايشاً مع الآلام والبرد حتى مات.
يقول فاعلا الخير: «صعبت علينا حالته، قلنا نعمل فيه خير ونطلب له الإسعاف»، فيما سأله أحد الأطباء تبرع بالكشف عليه على الرصيف عن اسمه، فرد بسرعة رغم الألم: «محمد حسن يوسف»، لكنّ الأهالى المتعاطفين معه قالوا للطبيب: «المستشفى مش هيدخله عشان معهوش بطاقة».
سايس السيارات، أمام المستشفى، اعتاد رؤية «محمد» يتألم على الرصيف، قال عنه: «الراجل ما استحملش البرد والجوع ومات إمبارح قدام المستشفى، كان شكله معاق، ونطقه ضعيف، ومكانش عارف يوصف وجعه»، ويضيف السايس: «المطرة نزلت عليه وكان بيتنفض، ومكنتش عارف أعمل له حاجة، وكل الناس قالت ملناش دعوة بيه، الشرطة والمستشفيات، لكن ربنا كان أحن عليه وخده». الرجل الذى لم يعثر على الاهتمام حياً، حظى به ميتاً، حيث تكفل فاعلو الخير من أهالى إمبابة بتكفينه وغُسله ودفنه، بينما رفض المستشفى استقباله وعلاجه.
الدكتور عثمان الدروى، نائب مدير المستشفى يصر على عدم مسئولية المستشفى عن حياة «محمد»، ويقول: «كان فى حالة هياج، ومكانش فيه حد قادر يلمسه أو يكشف عليه، طلع يجرى بره المستشفى، وقعد على الباب، ومن جانبنا، جبنا له أكل، وكان بيشتم ويزعق فى اللى يقرب منه، وصحته كانت كويسة جداً، وطالما مفيش مشكلة صحية يبقى خلاص مش مشكلتى».