هل نحن بشر؟ ومن هم البشر؟
تخدرتْ كلُّ الاحاسيس وتلبدت المشاعر
وراحت العواطف تنزف حتى جفَّ عصيرُها
والعقل هذا المسخُ الحقيرُ تحوَّلَ إلى دميةٍ تافهةٍ
بيدِ كائنٍ شرير ....يتلذّذُ بابتكارِ شتى مبتكرات الشر والتعذيب
وكلُّ الوان الرذائل والموبقات ..
وتقولون لي يا أصدقائي أننا بشرٌ
وأسيادُ الكون وعلى صورة الله ...
نحن على صورة الله ؟ عن أي إلهٍ تتحدّثون؟؟؟
وهل هناك في الطبيعةِ والكون من هو أحط
وأشنع وأبشع وأحقر منا نحن البشر؟؟
وكيف يكون ومن يكون هذا الاله الذي نحن على صورتِهِ ؟
إذا لم تكنْ لديكم الجرأة أن تقولون فأنا سأقولها
كم هو مجرمٌ وخطير وشريرٌ
هذا الاله الذي نحن على صورتهِ ؟؟
لماذا التفاخرُ والتباهي؟؟؟؟
لنسأل أنفسنا نحن من؟
وإلى أية فصيلةٍ من فصائل الحيوانات ننتمي ؟
لا تؤاخذوني يا أصدقائي أنا أقول نحنُ
وأنا أوَّلكم وعلى رأس القائمة ...
هل يوجد حيوانٌ على الآرض أحط وأحقر منا؟
ما يحصل اليوم في العالم هو نقطة تحوُّل
مخيفة ومرعبة في تاريخ البشرية .
فإما أن تسقط البشرية وتحترق ويزول هذا العرق الحقير
من عروق الكائنات الحيوانية
وإما أن يولدَ كائنٌ جديد كلُّ الجدة يقتلع من التاريخ
كل ما يذكِّرهُ بماضي عرقِهِ
الحقير الذي لا يوصف إلا بأبشع وأنذل الصور ..
ربما تقولون عني أنني أهذي وأهلوسُ وهذا صحيح ..
وإذا لم يصبْ كلُّ واحدٍ منا وجميعنا بالهذيان والهلوسة
لا ولن يولد الكائن الجديد .
إذا لم نصب بالجنون لا يمكن ان نقول لآولا ولا
لكل ما نحمله من خرافات واكاذيب وهلوسات ترسبت
في عقولنا ونفوسنا عبر عهود الجهل الاسود ..
كفانا نفاقا على أنفسنا ولنمتلك الجرأة والشجاعة
ولنعري انفسنا تماما من الزيف والخداع ..
من الخيالات والاوهام والاصنام إلخ إلخ
ربما يولدُ من الرماد كائنٌ جديدٌ يتعرف على إله جديد
لا يكون صورة لنا نصنعه نحن على صورتنا
بل إله حقيقي نسعا ونعمل لنكون على صورته .
تقولون وماذا يفيد هذا الكلام ؟ أليس هو كله هذر وهراء؟؟
أقول لا لانه إذا لم نبصقْ كلُّ واحدٍ منا على نفسِهِ
لا يمكن أن نتغيَّر ..
لقد سقطتْ أوراق التين كلُّ أوراق التين وتعرتْ عوراتُنا
فلنبصق على أنفسنا التي كلُّها عورات
لنبصق على أنفسنا .....
حكمت نايف خولي