الواقع الثقافي المرير.. في مؤتمر بالفيومجريدة المساء - الفيوم ـ عبدالمنعم السلاموني ونبيل خلف:
فجر مؤتمر الثقافة المصرية والمستقبل المنعقد علي بحيرة قارون بمحافظة الفيوم. أن الواقع المرير للثقافة المصرية ومايسود المجتمع من مظاهر الغنف والتعصب ورفض الآخر الأمر الذي يؤدي إلي إراقة الدماء الذكية.
أكد المتحدثون في المؤتمر أن الثقافة المصرية تعاني حالة من التردي بسبب ضعف الميزانية المخصصة للانفاق علي الانشطة الثقافية ودعوا المجتمع إلي توحيد صفوفهم والاتفاق علي كيفية الاختلاف. وقالوا انهم بعد الثورة يحلمون بمؤسسات ديمقراطية بعيدة عن الشللية.
قال منتصر ثابت مدير عام مديرية الثقافة بالفيوم:
ما يحدث يؤكد أننا نريد ثقافة جديدة ترفض الأرهاب والتطرف ونبذ العنف. وتؤكد قبول الآخر فالدين للديان. فنحن نريد تثقيفا حقيقياً يقوم بدوره في المجتمع لكن يكون الانسان أكثر رقياً فيتعامل مع الأمور بعقله وفكره. مشيراً إلي أن الفلاح الفصيح خرج من الفيوم وقال لفرعون أنت الدفة فلا تنحرف.
وأضاف أحمد قرني أمين عام المؤتمر: نحلم بعد الثورة بمؤسسات ثقافية تؤسس للديمقراطية والحرية بعيداً عن الشللية. ولكن سرعان ماعدنا للآلية القديمة في الاختيار والتي تعبر عن سلطة الفرد في الاختيار. وحلمنا بحرية مطلقة للمبدع لكن سرعان ما رأينا محاكمات لكتاب وأدباء وفنانين ومبدعين وسينمائيين علي أبداعهم. ثم بدا المشهد العام كابوسا مزعجا. ومازال المشهد خبيثاً. حيث نري دماء المصريين تراق بشكل شبه يومي.
أضاف أن الوجوه التي ملها المثقفون منذ عقود طويلة تجلس في مقاعدها وتهيمن علي حياتنا الثقافية حتي الذين رحلوا سرعان ماعادوا. فالثقافة المصرية تنظر للمستقبل علي أمل التطلع للأفق دون التوقف عند اللحظة الآنية.
وقال محمد عبدالمطلب رئيس المؤتمر في كلمته ألقاها نيابة عنه الناقد مدحت الجيار: أن المؤتمر بداية جيدة لنشر وعي جديد يحافظ علي العزة والكرامة وإن مصر لم تلد غير الثقافة التي نراهن بها أمام الدول صاحبة الحضارة الحديثة. ونملك ثقافة العلوم التجريبية منذ آلاف السنين. ننادي بالحرية المشمولة بنبذ العنف والتعصب والكراهية والتأكيد علي التعددية وقبول الآخر. كل مثقف يملك رؤية في المستقبل ربما طبعها في كتاب أو احتفظ بها في ذكراته. عشنا أياما ملكنا فيها قرارنا. شعبنا يملك الصبر والمرونة والقوي النفسية وهو قادر علي التماسك ونبذ ما بداخله من عوائق التقدم بسبب ما يمارسه البعض من عنف أو تعصب. فكل الناس مدعوون لثقافة الحوار والتقدم. فلا نقول كنا وكان بل نكون وسوف نكون شعباً قادراً علي تجاوز كل هذه المحن ويضع يده في يد كل من يحاول التقدم به إلي الامام. فحان وقت العمل لكن تدور عجلة الانتاج.
واضافت منيرة صبري رئيس اقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي: أن الحرب ضد الإرهاب ليست حرباً امنية فقط يقودها الجيش والشرطة. لكنها تحد ثقافي في المقام الأول. وما يخصص للثقافة في الموازنة العامة للدولة أرقام متواضعة يذهب معظمها للمرتبات والانشاءات فنصيب المواطن من ميزانية الثقافة لا يتجاوز 27 قرشاً في العام.
أضافت منيرة بأن مهمة المثقف تحويل الشخص المتعصب الكاره للحياة إلي شخص متسامح محب للحياة.
وأكد الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: أن الثورة مازالت مستمرة ولم تصل إلي نهايتها الطبيعية ولم تحقق أهدافها التي رفعها الثوار في ميادين التحرير بمختلف محافظات مصر "الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية" واعتقد أن الثورة هي معركة المثقفين في المقام الأول وهي في الاساس فعل ثقافي إيجابي هدفه التغيير وتقلب التربة. واي فعل كما تقول الميكانيكا أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه. هذا في الميكانيكا. اما الثورة فردود الافعال لها كثيرة ومتعددة الاتجاهات والزوايا وخاصة من اصحاب المصالح في الداخل والخارج.
أضاف سعد أن الشعب الذي استطاع أن يفجر الثورة لن يتراجع ولن يستسلم ولن ينكص علي عقبيه حتي تنجح ثورته. فالمثقفون هم الذين قادوا الثورة من خلال كتاباتهم التي كانت أرصاصات بقدوم الثورة. ونحن في معركة مستمرة وعلينا نحن المثقفين أن نوحد صفوفنا وإذا أختلفنا يجب أن نتفق علي كيفية الاختلاف ويجب أن نضع امام أعيننا الاختلاف بالطريقة الحالية التي تؤدي إلي التشائم وفقدان الامل.
وكان الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم والشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات المؤتمر الأدبي الرابع عشر لإقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد بمحافظة الفيوم تحت عنوان "الثقافة المصرية والمستقبل" والذي تستضيفه محافظة الفيوم بفندق التعليم المدني بشكشوك في الفترة من 30 نوفمبر حتي 2 ديسمبر 2013 بحضور منيرة صبري رئيس اقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد والدكتور مدحت الجيار نائباً عن الدكتور محمد عبدالمطلب رئيس المؤتمر وأحمد قرني أمين عام المؤتمر ومنتصر ثابت مدير عام فرع ثقافة الفيوم وحشد كبير من الادباء والشعراء والمفكرين والمبدعين من الفيوم والمحافظات المشاركة في المؤتمر.