البيئة: لا خطورة من قناديل البحر المنتشرة على الشواطئ
قناديل البحر المنتشرة على الشواطئ
الأهرام-كتبت ــ إيناس حلبى:
قنديل البحر هو حيوان بحرى من الرخويات يتبع فصيلة اللافقاريات اللاسعة، ويتميز بقوامه الهلامي، وله مجسات حسية وأطراف طويلة تسمى «لوامس»، ولا يملك جهازا هضميا فمعظم جسمه مكون من الماء والجيلاتين، ويعد قنديل البحر من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض، ويتحرك فى البحر عن طريق انقباض جسمه ثم فرده بحيث يندفع بسرعة وسط الماء،
وتساعده تيارات الماء على الانتقال من مكان إلى آخر، يتغذى قنديل البحر بشكل عام على بيض ويرقات الأسماك كما أنه يتغذى على الهائمات الأخرى من العوالق البحرية الحيوانية، وعادة يوجد خلال فترات الصيف نظرا لوفرة الغذاء. كما أنه يعتبر غذاء لبعض الكائنات الأخرى مثل السلاحف البحرية وبعض الأنواع القليلة من الأسماك.
يعيش قنديل البحر فى أسراب،وبصفة عامة لا تمثل القناديل الموجودة فى المياه المصرية خطرا جسيما للإنسان، ومن الضرورى توعية الأطفال بعدم لمسها وتجنب حملها.
وبصفة عامة تتزايد أعداد قناديل البحر خلال فترات الصيف والفصول ذات الحرارة المرتفعة نظرا لوفرة الغذاء المناسب لها خلال تلك الفترات. وتجمعها للتكاثر، وزيادة نسبة الملوثات العضوية فى المياه. وكذلك الانخفاض المتزايد للمفترسات الطبيعية للقناديل مثل السلاحف البحرية وبعض الأسماك مثل سمكة الشمس.
وتختلف لسعة قنديل البحر حسب نوعه وحسب عدد الخلايا اللاسعة التى تخترق جلد الإنسان، وتتميز بأنها تظل قادرة على اختراق جلد الإنسان ولسعه حتى وإن كانت ميتة.
وتبدأ أعراض اللسعة بطفح جلدى بسيط يزداد شيئا فشيئا وتسبب التهابا شديدا وتورما للجلد، ويشعر المصاب عادة بحرقة فى الجلد، وتبقى آثار اللسعة لمدة يوم تقريبا قبل أن تزول، وقد تحدث أحياناً بعض الحروق وتسبب تشوهات دائمة لا يمكن شفاؤها.
وفى استجابة سريعة لوزارة البيئة بعد ظهور بعض أنواع من قناديل البحر فى شواطئ سواحلنا على البحر المتوسط بكثافة كبيرة، قامت بتشكيل مجموعة عمل علمية متخصصة فى مجال علوم البحار لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها بالتنسيق مع فرعها بالإسكندرية والمحميات الطبيعية بالمنطقة الشمالية لمتابعة هذه الظاهرة.
وقد تبين أن النوع المتسبب فى هذه الظاهرة هو نوع «Rhoplema nomadic» وهو من الأنواع المسجلة فى البحر المتوسط منذ عقود.
وبصورة عامة، فإن انتقال قناديل البحر على مستوى بحار ومحيطات العالم ظاهرة طبيعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية. سجل التاريخ انتقال نوع «Mnemiopsis leidyi» من المحيط الأطلسى عبر مضيق جبل طارق والذى عرف بشراسته بل وامتد غطاؤه الجغرافى إلى البحر الأسود وتسبب فى خسائر مادية هائلة. وتهيب وزارة البيئة بالمواطنين عدم القلق فور التعرض للسعة، وعدم لمس المنطقة الملسوعة، ووضع المياه المالحة فوق مكان الّلسعة ثم وضع خل أو ليمون على منطقة اللسع لمعادلة مادة اللسع قلوية التأثير.