إيهود يعارى يدعو لتركيع «حماس» بعد إنجازات نوعية للمقاومة! بيروت: رأفت مرة- محللون صهاينة يتوقعون أن يجدوا عناصر «حماس» فى قلب «إسرائيل»
حققت المقاومة الفلسطينية، داخل فلسطين، وبالأخص عمودها الفقرى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، تقدما مهما على صعيد إنجازاتها العسكرية فى الأسابيع القليلة الماضية. وجاءت هذه الإنجازات بعد أيام من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فى برنامج «عالمكشوف» على قناة «الفلسطينية» فى 10/10/2013 أن نسبة التعاون الأمنى بين أجهزته الأمنية وسلطات الاحتلال وصلت إلى 100%.
وكان أهم هذه الإنجازات النفق الذى اكتشفه جيش الاحتلال الصهيونى شرق خان يونس، ويبلغ طوله كيلومترين، وعرضه 1.2 متر، وارتفاعه متران، واستخدم فيه 80 طنا من الخرسانة المسلحة، واكتشف الاحتلال أن «حماس» أدخلت الكهرباء لإنارة النفق، وأمدته بنظام تهوية، فأذهل الاحتلال الصهيونى من ضخامة هذا النفق الذى يعتقد خبراء صهاينة أن حفره استغرق عامين.
ووسّعت «حماس» فى السنوات الأخيرة من دائرة الاهتمام ببناء الأنفاق، التى تستخدمها لمواجهة تقدم قوات الاحتلال المتوغلة، وللدفاع عن المناطق المدنية، ولصد الاعتداءات الصهيونية، وهو ما يدركه الاحتلال الذى أصبح يتخوف من كمائن غير منظورة، ومن مجاهدى «القسام» الذين يخرجون من تحت الأرض، ما تسبب أكثر من مرة بإفشال عدد من الهجمات والتوغلات الصهيونية. وأكثر ما يخيف الاحتلال الصهيونى أن «حماس» تستخدم الأنفاق لأسر جنود صهاينة، وهذا ما حصل عام 2006، حين أسرت «كتائب القسام» الجندى الصهيونى «جلعاد شاليط»، فى عملية تمّت عبر نفق بطول أكثر من كيلومتر، حيث جرى تفجير عبوة ناسفة أسفل موقع صهيونى.
واستخدم الاحتلال النفق للدعاية والتحريض ضد حركة «حماس»، فزاره السفير الأمريكى فى تل أبيب، ووزير الحرب الصهيونى «موشى يعلون». ويدرك قادة الاحتلال الصهيونى أن «حماس» تستخدم الأنفاق ضمن خططها القتالية فى حربها ضد الاحتلال، وأنها تمتلك شبكة من الأنفاق تصل إلى داخل المناطق المحتلة، وأنها ستفاجئ الاحتلال من قلب مواقعه العسكرية ومناطقه ومستوطناته إذا ما فكر فى الاعتداء على قطاع غزة.
«حماس» فى قلب «إسرائيل»
وقد توقع المحلل السياسى فى القناة العبرية الثانية «رونى دانيال»، فى 4/11/2013، أن يجد الصهاينة عناصر «حماس» فى قلب «إسرائيل» خلال الفترة المقبلة فى حال توقف الجيش عن مكافحة الأنفاق على حدود قطاع غزة، على حد زعمه. وقال «دانيال» خلال البرنامج التحليلى بالقناة الثانية: «على ما يبدو أن الحادث الذى أصيب فيه ستة جنود على حدود غزة كان لا مفر منه؛ نظرا إلى طبيعة الأنفاق، والتعامل مع هذه الأنفاق يحتاج إلى مواجهة الخطورة بشكل أكبر». فى الضفة الغربية، كانت المقاومة الفلسطينية تحقق إنجازات نوعية جديدة على أكثر من مستوى.
أيضا قتل مواطن فلسطينى جنديا صهيونيا قرب رام الله، ثم جرت عمليتا قنص لجنديين صهيونيين دون أن يتمكن الاحتلال من معرفة منفذ هذا العمل النوعى الجديد الذى استخدمته المقاومة الفلسطينية لأول مرة بهذا الشكل. وجاء هذا الإنجاز فى ظل تصاعد عمليات المقاومة فى الضفة الغربية، وأكد جهاز المخابرات الصهيونية العامة (الشاباك) فى 4/11/2013، أن ارتفاعا طرأ على معدل العمليات والهجمات الفلسطينية التى نفذت فى شهر أكتوبر المنصرم؛ فقد شهد شهر أكتوبر وقوع 136 عملية، مقابل 133 فى سبتمبر وقع منها 32 عملية فى منطقة القدس مقابل 25 فى سبتمبر. أما فى مناطق الضفة الغربية، فقد وقعت 99 عملية مختلفة مقابل 104 فى سبتمبر المنصرم، بينما سجل القطاع وقوع 5 عمليات مقارنة بـ 4 سبتمبر.
إحباط 40 محاولة لأسر جنود
وقال ضابط صهيونى كبير إن جيش الاحتلال أحبط أربعين محاولة نفذّتها المقاومة الفلسطينية لأسر جنود صهاينة خلال العام الجارى، بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين أسوة بما جرى بالجندى «جلعاد شاليط» وصفقة التبادل التى أفرج عنه من خلالها أواخر عام 2011، مقابل أكثر من ألف أسير فلسطينى. ونقل موقع «واللا» الإخبارى العبرى، الثلاثاء 5/11، عن الضابط الصهيونى مفاده بأن عدد المحاولات الرامية لتنفيذ عمليات أسر لجنود «إسرائيليين» التى تمّ رصدها منذ مطلع عام 2013 الجارى، وصل إلى أربعين محاولة، موضحا أنه تم اعتقال الخلية الفلسطينية التى خطّطت لهذه العمليات فى رام الله، بالتعاون مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة.
كما كشفت اللجنة الخارجية والأمن فى «كنيست» الاحتلال الصهيونى، النقاب عن تسجيل ارتفاع خلال الأشهر الثمانية الأخيرة بنحو 112% فى عمليات المقاومة الفلسطينية الموجهة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين فى الضفة الغربية، من بينها وضع عبوات ناسفة، وعمليات إطلاق نار، وإلقاء زجاجات حارقة. وأوضحت صحيفة «معاريف» الصهيونية أن ثلاثة جنرالات فى الاحتياط وهم (دانى ياتوم، وعمرام متسناع، وعوزير ديان)، طالبوا بمعالجة هذه الظاهرة فورا، والتى ظهرت من خلال شهادات أدلى بها الجنود والضباط فى تقرير للصحيفة حول تعامل جيش الاحتلال الصهيونى مع الفلسطينيين.
بمعاونة السيسى!
وتعطى هذه الإنجازات مؤشرا واضحا على إرادة الصمود والمقاومة عند الشعب الفلسطينى، وهو ما دفع الاحتلال إلى شنّ حملتى اعتقال مؤخرا ضد «حماس»، أسفرت عن اعتقال العشرات من العناصر والمسئولين والنواب، وهو ما دفع المحلل الصهيونى المعروف للشئون العربية إيهود يعارى إلى المطالبة بضرورة تركيع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بمساعدة وزير الدفاع المصرى عبد الفتاح السيسى.
ودعا «يعارى» الكيان الصهيونى إلى استغلال الظرف التاريخى الذى لن يتكرر لـ«تركيع» حركة «حماس» بالتعاون مع مصر والسلطة الفلسطينية، وقال: «نستطيع أن نميز اليوم تلاقى مصالح جديدة بين (إسرائيل) ومصر بعد عهد مرسى والسلطة الفلسطينية، وهو المثلث الذى باستطاعته تغيير الوضع الجيوسياسى فى المنطقة». المؤسف أن هذه الإنجازات النوعية تحققها قوى المقاومة بينما تقف السلطة الفلسطينية فى موقع معادٍ لشعبها، فهى لا تزال إلى اليوم تشارك فى المفاوضات مع الحكومة الصهيونية التى تجرى فى القدس المحتلة فى ظل مواصلة عمليات الاستيطان، التى وصلت فى الأشهر الثلاث الأخيرة إلى ما لا يقل عن بناء 4000 وحدة استيطانية. ويواصل الاحتلال الصهيونى سياسة الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، وعمليات اقتحامه من قبل مستوطنين، ليصل الأمر إلى مناقشة الكنيست الصهيونى مشروع قانون لتقسيم السيطرة على المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا. هذا الواقع يكرّس حالة الانقسام الفلسطينى بين مجموعة شعبية وسياسية كبيرة داعمة لخيار المقاومة، وبين فئة مرتبطة بالاحتلال وتنسق معه، وهو ما يجعل من التوافق الداخلى مسألة صعبة.