أسرار مقتل عرفات تتكشف بعد عشر سنوات
إسرائيل المتهم الأول.. ودائرة الاشتباه تشمل مقربين من الزعيم الراحل
آية مهران
مر عقد كامل علي لغز مقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولم يعرف من القاتل حتي الآن. اختلفت التفسيرات وتعددت السيناريوهات المطروحة حول طريقة اغتياله. وخضعت رفاته إلي كثير من الفحوصات والتحليلات من خلال معامل سويسرية عالمية. وكذلك بدأت الجهات المسئولة في إجراء التحقيقات لكن لم يتم التوصل إلي دليل إدانة قاطع علي جهة أو فرد بعينه.
أشار تقرير الخبراء السويسريين إلي أن عرفات مات مسموماً بمادة البولونيوم المشعة والتي وجدت في رفاته بكمية تعادل 18 مرة كمية وجودها الطبيعية في أي جثة مما يؤكد أنه تم تسميمه بها. وأكدوا أنه تناولها عن طريق وضعها في الماء أو الشاي مما أفقده حياته.
في البداية توجهت أصابع الاتهام إلي المحتل الإسرائيلي ولكن لم يتم تقديم دليل واحد يثبت الجريمة عليه مما يدعو إلي افتراض وجود مشتبه بهم آخرون خاصة مع تأمل المشهد السياسي والاجتماعي الذي أحاط بعرفات قبل وفاته. وهو ما يوسع دائرة الاتهام في جريمة اغتياله. ويضع اسماء مفاجأة وقد تكون صادمة ضمن قائمة المشتبه بهم.
فعلي الرغم من أن إسرائيل حاولت اغتيال عرفات 13 مرة من قبل. وأنه كان دائماً يعلن التزامه بتدمير دولة إسرائيل خاصة بعدما أسس منظمة التحرير الفلسطينية مما أكسبه أعداء كثيرين بين الشعب اليهودي بالإضافة إلي أنها دولة نووية لديها مادة البولونيوم المشعة بوفرة إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور نفي أي علاقة للجانب الإسرائيلي بمصرع عرفات مؤكداً أن هذا الاتهام هو فقاعة صابون وليس علماً مبنياً علي دلائل.
كما أكد المحامي دوف فايسغلاس مدير مكتب ارئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك علي أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك تفكير بتسميم عرفات أو المس به لأنه كان علي هامش الحياة السياسية منذ عام 2004 ومحاصراً ومعزولاً ولم تكن لإسرائيل حاجة في تدبير مقتله.
أما علي الصعيد الداخلي المحيط بعرفات قبل وفاته فقد كان له خلافات كثيرة مع خصومه السياسيين ومنهم حركة حماس التي دوماً كانت تشكك في التزامه بإقامة وطن فلسطيني مستقل. بالإضافة إلي آخرين كانوا ينتقدون عدم تحركه ضد الفساد داخل السلطة الفلسطينية.
كما كان هناك فصائل فلسطينية تسعي وراء أموال منظمة التحرير الفلسطينية وليس ارث عرفات كرمز سياسي. ورجال مقربين منه يتطلعون إلي المال والارث مع علمهم بأنه في حالة الفتك به سيكون توجيه الاتهام سهلاً لإسرائيل.
ذكر الصحفيان الإسرائيليان "مات ريس وماثيو كالمان" في كتاب "قتل ياسر عرفات" أن أحد الرجال الأقوياء حول عرفات هو من قام بإدخال مادة البولونيوم سواء من إسرائيل أو روسيا من أجل التخلص منه لمصالحه الخاصة.
علقت صحيفة التايمز البريطانية علي قضية قتل عرفات بأنه يمكن توجيه الاتهام ايضا إلي مشتبه فيهم رئيسيين وهم المسئولون الفلسطينيون المنافسون الذين سيطروا علي السلطة بعد وفاة عرفات ومنهم الرئيس الحالي محمود عباس ورئيس الأمن الأسبق محمد دحلان.
أما علي الصعيد الدولي أوضحت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية أن عرفات كان يفتقد العلاقات الودية مع الزعماء العرب الآخرين الذين كانوا يشتبهون في أنه يهدد مصالحهم الخاصة من خلال السعي الدءوب من أجل جدول أعمال فلسطيني منفرد مما يدخلهم في منطقة الشك.
أعلنت أرملته عدة مرات أن الرؤساء العرب لم يأت منهم أحد لزيارة زوجها عندما كان يواجه الموت منفرداً في المستشفي بفرنسا بينما جاءوا يهرولون إلي غزة بعد الحرب.
قائمة المتهمين تزداد يوماً بعد يوم. والشكوك تتجه نحو شخصيات وجهات متعددة. ولحين معرفة القاتل تكثر الإدعاءات والاقاويل.. ولكن المؤكد إن إعلان نتيجة التحقيقات سيكون لها تداعيات خطيرة في المنطقة وفي المجتمع الدولي.
المصدر
الجمهورية