دروب الحياه عديده فيها الشقاء وفيها السعاده فيها القاصى والدانى وكل يوم نلتقى باناس نعرفهم ولانعرفهم ونقابل اصناف من البشر او نقرا عنهم
وعن حكاياتهم ومن بين من عرفتهم شخص كنت لا اعرفه ولكننى عرفته
وحكى لى قصته مع الحياه وسارويها لكم كما سطرها لى بدموعه واهاته
سالته من باب الفضول لانى رايت الحزن يعصر مهجته كالبرتقاله مابك يا اخى هونها تهون ودع الامور تمشى فى اعنتها والله مفرج الكروب والنوازل وبعد نقاش قصير عرفنى بنفسه وعرفنى رح يحكى معاناته واسباب المه
كان والدى (ابو على )ووالدتى (ام على )زوجان فى منتهى التوافق والمحبه طيلة ثلاثون عاما من الزواج لم يختلفا ابدا وكان على درجه من التدين والاخلاق وكان والدىيشغل مركزا مرموقا ورزقا فى بداية الزواج باختى الكبرى وتوقفا عن الانجاب لفتره طويله وكانت نفسهما تتوق دائما ان يكون لهما ولد يكون عونا لهما فى كبرهما وسندا لاخته الكبرى وبعد طول انتظار رزقهم الله بى انا وكنت لهما قرة عين وكانا يرون فى كل الحاضر والمستقبل ووفروا لى كل سبل الحياه وفى سن العاشره توفى والدى الى رحمة الله تاركا امى واختى المتزوجه امانة فى عنقى وكانت والدتى لاتنام الا اذا نمت انا ولا تاكل الا اذا اكلت انا وتسود الدنيا فى وجهها
اذا احست اننى مريض او ان شيئا ينقصنى ولا تستطيع توفيره لى ورسمت لى احلامى واشترت لى سياره مما زاد من خروجى وابتعادى عنها قليلا فالحياة اما عينى جميله وحلوه ونضره تسير معى حيثما اريد تعج بالسعاده والراحه لا اذكر يوما نغصت حياتى مشكله لاننى كنت اعيش لنفسى ورغباتى فلا اشارك والدتى فى همومها وفى يوم من الايام زارنى صديق
واخذنى الى مكان اعتاد هو الذهاب اليه وهناك قابلت نساء ورجال وحياه لم االفها ولاول مره اتذوق الخمور واتعاطى المخدرات وانتابنى النوم فمكثت عنده حتى الصباح ولا ابالى بامى المسكينه التى اعتلاها السقم والمرض
وتكررت الزيارات الى هذا المكان حتى ادمنت المخدرات والخمور ومجالسة نساء السوء حى وصل الامر الى اننى هجرت البيت وكنت لا ارى امى لفترات طويله حتى تبحث عنى وتاخذنى بين زراعيها وتبكى وتقوال لى انت النور الذى لاح لى فى الافق فلا تحرمنى من هذا لنور وظللت على هذا الامر ونسيت والدى والامانه وعشت لذاتى فى منتهى الانانيه واصبحت اسير شهواتى وعبدا لغرائزى
وفى يوم من الايام جائتنى اختى فى المكان الذى اتواجد فيه فاندهشت لحضورها راودتنى اسئله كثيره وقلت لها ما بك ووجهها يكسوه الحزن وراحت تبكى ورتجف شفتاها
رجوتها ان تخبرنى عن سبب حضورها فقالت بعد تردد امك فى المستشفى منذ اسبوع وتريد ان تراك خارت قواى ودارت راسى واخذت اصرخ فى هستيريا دوت فى ارجاء المكان
احسست بخوف رهيب وضاق صدرى خرجت مسرعا دون وعى الى المستشفى ولم نتكلم انا واختى ودموعى تسبقنى وتذكرت يوم مات ابى وكان المشهد لاول مره ومر امامى شريط الكريات بين امى وابى
فهى ام بما تحمله هذه الكلمه من معانى ومواقفها الجليله ونومها فى غرفتى وضحكاتها وحنانها ونصائحها حتى توبيخها لى
ثم توقفت السياره نزلت مسرعا اريد ان اراها اريد ان اشتم رائحتها اريد ان اقبلها والمس يدها وكانى فى صراع مع القدر وما ان وصلت اليها نظرت الى وكانها تعاتبنى او تعاتب الايام وهى مكبله بالاجهزه الطبيه لا حراك لها وامسكت بيدى وعندها ادركت انها على موعد مع الموت قلت لها هل انتى راضية عنى يا امى فلم تجيب لان الله قد اخذ امانته
وظللت ابكى وابكى حتى اذا احسست انى هدات رجعت ابكى وكان عيناى احتكرت تاريخ البكاء ولا اعرف هل امى راضية عنى ام لا
وهذا هو سبب حزنى وهمى فهونت عليه وقلت له عليك بالدعاء له والتصدق لروحها واكيد هى راضية عنك انشاء الله
هذه الواقعه حقيقيه ولم اضيف اليها الا الصياغه الادبيه ولعلنا نتعظ
منقول