الضفدع و السلحفاة التائهة
رضا سالم الصامت
يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان انه كانت هناك ضفدع صغير يعيش في بئر يمرح فيه و يلعب و يشرب و يستحم .. هذا الضفدع كان سعيدا يخرج كل مساء على حافة البئر ليستمتع بأشعة الشمس و جمال الطبيعة و ذات يوم جاءت سلحفاة تائهة لا تعرف أين تذهب فسألها الضفدع : أين أنت ذاهبة أيتها السلحفاة ؟
فقالت له : لقد تهت و أضعت طريقي و إني لحزينة جدا
فرد عليها الضفدع : لا عليك فأنا سأفرح بك و ستكوني سعيدة معي
قالت: هل تتركني ألعب معك أيها الضفدع الجميل ؟
قال الضفدع : بكل سرور
قالت : شكرا لك
لكن لا يمكنني إن أنزل معك إلى قاع البئر... فانا سلحفاة و لست ضفدعا مثلك خفيفا
قال الضفدع : أنا من عادتي أن ألعب على حافة البئر و أستريح و استمتع بالهواء العليل و بأشعة الشمس و جمال الطبيعة و لكني في المساء أعود إلى قاع البئر لأفعل ما أريد لأن حياتي بهذا البئر رائعة و مملة في آن واحد
فقالت السلحفاة : أنت لا تخاف من الغرق ؟
أجابها الضفدع قائلا : و كيف أغرق و المياه لا تغرق إلا قدمي
و نزل الضفدع في قاع البئر
و بقيت هي على حافته تنظر بإعجاب له و هو يمرح و يلهو
و فجأة صاح لها الضفدع قائلا : هيا تشجعي أيتها السلحفاة الجميلة , هيا انزلي الى قاع البئر و سوف لن تندمي ؟
خافت السلحفاة من النزول إلى قاع البئر و ترددت كثيرا
ثم قررت أن تنزل لصديقها الضفدع ... لكن جسمها حال دون دخول البئر الصغير و رغم عديد المحاولات فلم تعد السلحفاة قادرة على الهبوط إلى قاع البئر فحزنت و تراجعت و قررت العودة من حيث أتت و ودعت صديقها الضفدع رغم أنها أحبته لخفة روحه
تركته في سبيل حاله . و قفلت راجعة من حيث أتت باحثة عن بيتها . لكن الضفدع فكر مليئا في أمرها و أحس الضفدع بالوحدة و بالقلق
و قال في نفسه إني بحاجة إليها تشاركني في العيش فما فائدة أن أعيش لوحدي في بئر و انقلبت سعادته إلى كآبة و صعد إلى حافة البئر يبحث عن صديقته السلحفاة و وجدها في انتظاره و قرر أن يذهب معها و يعيش حياة جديدة معها تاركا البئر
هكذا يا أصدقائنا الصغار .... أحب الضفدع السلحفاة *
و حكايتنا فيها عبرة لمن يعتبر ، فأي كائن حي هو بحاجة إلى صديق أو صديقة تشاركه أفراحه و أتراحه مثل هذا الضفدع الذي تغيرت حياته بمجرد أن تعرف على سلحفاة تائهة في الطريق و قرر العيش معها