لقي صبي في الثالثة عشرة من عمره كان يحمل في يده بندقية هجومية مزيفة مصرعه برصاص الشرطة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وقال ضباط الشرطة بمدينة سانتا روزا إنهم فتحوا النار على الصبي عندما رفض الانصياع لأوامرهم بأن يلقي البندقية التي كانوا يظنون حينئذ أنها حقيقيةوتأتي تلك الحادثة، التي وقعت يوم الثلاثاء ويجري التحقيق فيها حاليا، بعد يوم واحد من حادثة أخرى فتح فيها صبي في الثانية عشرة من عمره النار على أحد المعلمين في مدرسته بولاية نيفادا ليرديه قتيلا ويصيب اثنين من زملائه الطلبة بجروح، قبل أن يطلق النار على رأسه بعد ذلك.
وأفاد تقرير إخباري صدر عن مكتب مأمور مقاطعة سونوما بأنه في حادث الثلاثاء، رأى اثنان من نواب المأمور الصبي "حاملا ما بدا وكأنه بندقية".
وأضافت الشرطة أن الضابطين طلبا الدعم من وحدات الشرطة وكررا أوامرهما للصبي بأن يلقي السلاح على الأرض قبل أن يطلقا عدة طلقات من سلاحيهما في اتجاهه.
وفي وقت لاحق، قالت عائلة الصبي، الذي أُعلن عن وفاته في مكان الحادث، أنه يدعى آندي لوبيز.وقال الملازم بول هنري، أحد ضباط شرطة سانتا روزا: "كان الصبي يقف حاملا السلاح في يده اليسرى، وبدأ في الالتفاف نحو اليمين باتجاه نائب المأمور. وبينما هو كذلك، قام بتحريك السلاح في اتجاه نائب المأمور الذي كان يقف متحفزا حتى لا يصاب بطلق ناري."
إلا أن رودريغو لوبيز والد الصبي قال إن إطلاق النار ليس له أي معنًى، مضيفا أن ابنه فقد حياته "بسبب خطأ ارتكبه أحدهم"، ومؤكدا على أن ذلك السلاح المزيف كان يخص أحد أصدقاء آندي.
وقال مكتب المأمور إن مسدسا بلاستيكيا آخر وُجِد مثبتا في حزام البنطال الذي كان آندي يرتديه.
وأفاد برايان زاسترو، أحد شهود العيان، لجريدة بريس ديموكرات اليومية التي تصدر في مدينة سانتا روزا: "سمعت صوت البوق التحذيري لسيارة الشرطة مرة واحدة في البداية، وما هي إلا ثوانٍ معدودات حتى سمعت صوت سبع طلقات."
ونقلت قناة "كي جي أو" التليفزيونية عن إسماعيل موندراغون، وهو شاهد عيان آخر رأى المشهد بكافة تفاصيله، قوله إن إطلاق النار جاء سريعا، مضيفا أن "نائب المأمور توقف إلى جانب الطريق قريبا من الصبي، وسرعان ما ترجل من مركبته وأطلق عليه النار ثلاث طلقات من مسدسه."
وقال ملازم الشرطة دينيس أوليري إن نائبي المأمور أُوقِفا إداريا عن العمل حتى انتهاء التحقيق في الحادث.
فيما وصف المأمور ستيف فريتاس الحادث بأنه "مأساوي"، ووعد بأن تجرى تحقيقات كاملة وشفافة.
وأضاف فريتاس قائلا: "لا يمكنني أن أتخيل مقدار الحزن الذي حلّ بهذه العائلة، فأنا أب لصبيين يقاربان في عمرهما عمر هذا الصبي."
وقالت متحدثة باسم المدرسة التي كان الصبي ملتحقا بها إنه القتيل "كان طالبا محبوبا ومعروفا لدى الجميع، وكان وسيما ذكيا يتمتع بقدرات متميزة."وقالت لينسي غانون، وكيلة مدرسة لورينس كوك ميدل، إنه كان يعزف البوق في فرقة المدرسة.
وأضافت: "أصيب مجتمعنا المدرسي بصدمة شديدة لفقدانه."
يذكر أنه في يوم الاثنين الماضي، فتح صبي في الثانية عشرة من عمره النار على الطلبة بإحدى المدارس في مدينة سباركس بولاية نيفادا وتسبب في مقتل معلم الرياضيات بالمدرسة والجندي السابق في القوات الأمريكية بأفغانستان مايكل لاندسبيري، وإصابة اثنين آخرين من الطلبة قبل أن يطلق النار على نفسه.
وقالت الشرطة إن لاندسبيري حاول إقناع الصبي بإلقاء مسدسه على الأرض، مما أعطى بقية الأطفال ممن كانوا في ملعب المدرسة الفرصة للفرار.
من جانبه، جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا دعوته لعمل تغييرات في القانون الأمريكي للرقابة على امتلاك السلاح، وذلك في أعقاب سلسلة من حوادث إطلاق النار التي تسببت في إزهاق عدد من الأرواح.
بيد أن مراسل بي بي سي في لوس آنجيلوس ألاستير ليذهيد قال إن تلك المقترحات بالتغيير في القانون تلقى رفضا شديدا من جانب البعض.