الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  111010
العمل : حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  Collec10
الحالة : حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  110
نقاط : 17189
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  222210

حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  Empty
مُساهمةموضوع: حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي    حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  I_icon_minitime18/10/2013, 21:59

حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي  394478women


حَمّام السّلطان
أبوبكر العيّادي
يُحْكى أنّ أحدَ السّلاطينِ خَرَجَ مَرّةً يَتَجوّلُ في أنْحاءِ المدينة ، فلاحَظَ أن النّاسَ لم يَعودوا يَهتَمّون بنَظافةِ هِنْدامِهِم وأبْدانِهِم ، وما إنْ عادَ إلى القَصْرِ حتى دعا وزيرَهُ وقال له :


- لقَدْ هالَني ما رَأيت . ولِذا ، عزَمْتُ على بناءِ حَمّامٍ يتَطهّرُ فيهِ النّاسُ بالْمَجّان .


قال الوزيرُ مؤيّدًا :


- نِعمَ الرأيُ يا مولاي.


فقال لهُ السّلْطان :


- جِئْني إذَن ببنّاءٍ ماهِر، يتَولّى تَشْييدَ حمّامٍ يَليقُ بِمَقامي .


جاء الوزيرُ بأمْهَرِ بنّاءٍ في البلاد، فأقامَ حمّامًا بَديعَ الْمِعْمار. وما كاد يَنْهَضُ شامِخًا في وَسَطِ المدينةِ حتّى أمرَ السّلطانُ وزيرَهُ بالبَحثِ عن دَهّانٍ حاذق ، ليَتَولّى طِلاءَ السّقْفِ والقُبّةِ والجُدْران . وما هي إلا أيامٌ حتّى اكتمَلَ الحَمّامُ في أبْهى صورَة ، وصار جاهزًا لاستِقبالِ الناس . عندئذٍ أرسلَ السلطانُ مُناديًا ، يَطوفُ في الشوارعِ ويُعلِن :


أيّها النّاسُ اسْمَعوا !


بإذْنِ مَوْلانا السّلطانْ !


حَمّامٌ على ذِمّتِكُم بالْمَجّانْ !


في الصّبْحِ والعَصْرِ وفي كلِّ آنْ !


هَلُمّوا ! فالنّظافةُ من الإيمانْ !


بَدأ النّاسُ يَتوافَدونَ على الحمّامِ باحتِشام ، ثُمّ أخَذوا يَتَزايدونَ شيئا فشيئًا حتّى صاروا يَتزاحَمونَ أمامَ البابِ بالْمَناكِب . عندئذٍ كَلّفَ السّلطانُ البنّاءَ بإدارةِ الحمّام ، مُقابلَ راتبٍ قارّ يَتقاضاهُ كلَّ شهر . وبفَضْلِ كِياسَتِهِ ورَحابةِ صَدْرِه ، أمْكَنَ لهُ أن يَكسِبَ عَطفَ الزّبائنِ ومَحَبّتَهُم ، فصاروا يَجودونَ عليهِ ببعضِ المال ، فيَصْرِفُهُ لقَضاءِ شؤونِه ، ويَدّخِرُ الرّاتبَ كلَّه.


وكان الدّهّانُ يُراقبُ ذلك في غَيظٍ وحسْرَة ، وهوَ يتَساءلُ بِمَرارة :


- لماذا فَضّلَهُ السّلطانُ عَليّ؟ هُوَ بَنَى وأنا طَليْت ، فلِماذا يَتَمتّعُ هُوَ بهذهِ الخيراتِ كلِّها، وأحْرَمُ أنا منها؟ هذا لَيس مِنَ العَدْلِ في شَيء! بِمَ يَفوقُني ؟


كان الحَسَدُ يأكُلُ صَدرَهُ ، وهوَ يَرى البنّاءَ يَكْسِبُ ما يَكسِبُ ، ففَكّرَ أن يَكيدَ لهُ مَكيدة . وفي فَجْرِ أحَدِ الأيّام ، ذَهَبَ إلى السّلطانِ وكان جالسًا في إيوانِه صُحبةَ الوزير ، فقال له :


- يا مَولاي! لقد وهبَكَ اللهُ قلبًا رحيمًا رؤوفًا بالعباد ، ولكنّ أصحابَ السّوءِ يستغِلّونَ طيبتَكَ للإساءةِ إليك .


استغربَ السّلْطانُ قولَه وسأله :


- ماذا تُخَرّفُ يا رجُل ؟


فقال لهُ الدّهّان :


- الحمّامُ الذي بنيْتَهُ يا مَولاي ، وجعلتَ دخولَهُ مَجّانًا ، لم يَعُدْ كذلك .


ارتسَمَتِ الدهْشَةُ على وجهِ السلطانِ وهو يسأل :


-ماذا قلت !؟ الحَمّامُ لم يَعُدْ مجّانًا !؟


أجاب الدهّانُ قائلا :


- أجلْ ، فالبنّاءُ الذي نَصّبْتَهُ خانَ ثِقتَك ، وجعَلَ الدّخولَ إلى الْحَمّامِ بِمُقابل ، وصار يُجبرُ النّاسَ على الدّفْعِ مُقَدّمًا . ما يَحِزُّ في نفسي يا مولاي أنّ النّاسَ صاروا يتَهامسون فيما بينَهُم ، ويدّعونَ أن البنّاءَ لا يتصرّفُ من تِلقاءِ نفسِه ، وإنّما …


وسكتَ فاستحَثّهُ السلطانُ بقَوله :


- وإنّما ماذا ؟


قال الدّهّانُ :


- أرجو المعذرةَ يا مَولاي ، ولكنْ ذلك ما يُردّدُهُ أصحابُ السوء ، قطع اللهُ ألسنتَهم !


صاح السلْطانُ في غضَب :


- ماذا يقولون ؟ تكلّمْ !


تصنّعَ الدّهّانُ التردّدَ ثُمّ قال :


- يزعَمون أنه إنّما يَفعَلُ ذلك تنفيذًا لِـ…لأوامرِ السّلطان ، وأنّ …وأنّ المالَ الذي يقبِضُهُ ، يذهَبُ … يَذهَبُ إلى خزينَةِ القصر .


ما كاد السلطانُ يَسمَعُ ذلك حتى هاجَ هائجُهُ وصاح بأعلى صوتِه :


- أيها الوزير! اِقْبِضْ على البنّاءِ فَورًا ، ثمّ ضَعْهُ في كيس ، وألْقِ بهِ في البَحر !


اندهَشَ الوزيرُ لتَسرُّعِ السّلطانِ في إصدار حُكْمِه ، دونَ تَقَصٍّ ولا تَحْقيق ، وهو الذي اعتادَ أن يَحْكُمَ بالعَدلِ والإنْصاف ، ولكنّهُ حينما رآهُ على تلك الحال ، لم يَشَأ أن يُجادِلَ أمرَهُ أو يعترِضَ عليه ، بل تَظاهرَ بتنفيذِه ، فأوقفَ البنّاء ، وعِوَضَ أن يُلْقِيَ بهِ في البحر ، قادهُ إلى بَيتِه ، وأخْفاهُ في كوخٍ بالحديقَة ، وأوصى أهلَهُ وخدَمَهُ بكِتْمانِ السّرّ .


أمّا السّلطان ، فقد كافأ الدّهّانَ بتَنصيبِهِ على الحمّام ، عِوضًا عن البنّاء . ومنذُ ذلك اليوم ، صار الدّخولُ إلى حمّامِ السلطان فِعلاً بِمُقابل ، وصار الدّهّانُ يقبِضُ عن كلِّ فرْدٍ مَعلومَ دخولِه ، عدًّا ونقْدًا .


ومرّتْ أيّامٌ دون أن يَطرَأ جديد .


ذاتَ يَوم ، خرَجَ السّلطانُ يَتفَسّحُ في البَحرِ على مَتنِ مَرْكَبهِ ، صُحبةَ زَوجتِهِ ووزيرِه . وبينما كان متّكئًا على حافةِ المركَبِ ، انسلّ منهُ خاتَمُهُ ووقع في البحر ، فصاح قائلا :


- آه ! خاتَمي ! ابتلَعَهُ البَحر !


فقال الوزيرُ يُواسيه :


- دفَعَ اللهُ ما كان أعظمَ يا مولاي .


فهزّ السلطانُ رأسَهُ وقال :


- صدَقْت. دَفع اللهُ ما كان أعظم. هيّا. لِنعُدْ. لقد مالتِ الشمسُ إلى المغيب.


عادوا جميعًا إلى القَصر . وفي آخِرِ المساء ، جاء الصيّادُ المكلّفُ بتَزويدِ القصر بسمَكٍ وفير ، فأمرَ السّلطانُ طبّاخَهُ بأن يحمِلَ قليلاً من ذلك السّمكِ إلى الوزير .


عندما تَسلّمَ الوزيرُ نَصيبَه، اختار منهُ سمكةً وأرسلَها إلى البنّاء، ففرِحَ بها البنّاءُ وشرَعَ في تنظيفِها. وما كاد يشُقُّ بطنَها حتى وجدَ فيه خاتَمًا يلْمَعُ تحتَ ضَوءِ الفانوس . غسَلَهُ ثمّ أخذَ يتفحّصُهُ ويقول :


- هذا الخاتَمُ أعرِفُه ! إنّه …إنّه خاتَمُ السلطان ! نعم . لَطالما أودَعَهُ عندي مع سُبحتِهِ وحافظةِ نقودِه ، كلّما جاء إلى الحمّام .


دسّ الخاتَمَ في جَيْبه ، وذهَبَ إلى الوزيرِ فقال له :


- أيها الوزير ! أتوسّلُ إليكَ أن تقودَني إلى مولانا السلطان .


اهتزّ الوزيرُ وقال لهُ باستِنكار شديد :


- ماذا قلت !؟ أهذا جزاءُ مَن أنقذَكَ من الموت ؟ أتريدُ هلاكي !؟


ردّ عليهِ البنّاءُ بقولِه :


- حاشى للهِ أن أنكِرَ فَضلَكَ أيها الوزيرُ الطيّب، ولكنّي ما عُدتُ أطيقُ البَقاءَ حَبيسَ هذا الكوخ فيما الخائنُ حُرٌّ طليق، لا يَخْشى حسابًا ولا عقابا .


سألهُ الوزير :


- وماذا أقولُ للسلطانِ حينما يراكَ على قَيدِ الحياة، والْمَفْروضُ أن تكونَ كُدْسًا من عِظامٍ نَخِرَة في أعماقِ البحر ؟ هه !؟ هل فكّرتَ في ذلك ؟


أجابهُ البنّاءُ :


- قلْ لهُ إنكَ نَفّذتَ الأمرَ بحذافيرِه، ودعِ الباقيَ عليّ.


وما زال يَستعطِفُ الوزيرَ ويستميلُهُ حتى أقنعَه .


ومنَ الغَد ، بينما كان الوزيرُ جالسًا مع السّلطان ، أقبلَ البنّاءُ والبَسمةُ تَعلو ثَغْرَه . بُهِتَ السّلطانُ لرؤيتِه ، وفَرَكَ عَينيهِ مِرارًا ثمّ التَفَتَ إلى الوزيرِ يَسألُه :


- عجبًا ! أليس هذا … أليس هذا هو البنّاء ؟


تظاهرَ الوزيرُ بالدّهْشَةِ ثُمّ قال :


-بلى . كأنّهُ … كأنّهُ هو .


تغيّرَ السلطانُ فجأة ، وبدا الغضَبُ على ملامِحِه وهو يسألُ الوزير :


- كيفَ يُعقَلُ إذنْ ألاّ يزالَ على قيدِ الحياة ؟ ألَم آمُرْكَ برَمْيِهِ في البحر ؟


قال الوزيرُ والخوفُ يعتصِرُ أمعاءه :


- ذ…ذلك … ذلك ما فعلتُ يا مولاي .


ردّ السلطانُ بحِدّة :


-كيف ذلك والرّجلُ أمامَنا حيٌّ يُرزَق ؟ أتُخالِفُ أوامري أيها الوزير ؟


ارتجَفَ الوزيرُ بُرْهَةً ، ثُمّ ملَكَ نفسَه وقال :


- معاذَ اللهِ يا مولاي ! معاذَ الله ! لقد أوثقْناهُ بِحَبلٍ من رأسِهِ إلى قَدَميْه ، وحَشَرْناهُ في كيسٍ قُمنا بِخِياطتِهِ خياطةً مُحْكَمَة ، ثُمّ تَولّيْتُ بنفسي ربطَ الكيسِ بِحَجرٍ ثَقيل لكيْ ينْحَدِرَ إلى قاعِ البحرِ ويستقِرَّ فيه ، ولا أدري … لا أدري كيف عاد إلى الحياة !


التفتَ السلطانُ إلى البنّاء يَستفْسرُ أمرَهُ فابسَمَ البنّاءُ قائلاً :


- اِسْمَحْ لي أوّلاً يا مولاي أن أنقُلَ لك سلامَ أخيكَ سُلطانِ البحر .


انتفَضَ السلطانُ وبدَتِ الدّهشَةُ في عينيه ، وهو يقول :


- ما … ماذا قلت ؟ سُلْـ… سلطانُ البحر ؟ وهل يوجَدُ في البحر سلاطين ؟


أجابَ البنّاءُ مؤكّدًا :


- هوَ واحدٌ فقط ، وهو الذي حمّلَنِي رسالَةً إليك .


نظَرَ السلطانُ إلى الوزيرِ يُشْهِدُهُ على غَرائبِ الزّمان ، وهو يُردّد قائلا :


- هذا واللهِ أمرٌ عجيبٌ لم أسمَعْ بهِ قَطّ !


ثُمّ التفتَ إلى البنّاءِ وقال لَه :


- اِحكِ لي الحكايةَ من أوّلِها .


تبسّمَ البنّاءُ وقال :


- سمعًا وطاعةً يا مولاي . بعد أن خاطَ الوزيرُ الكيسَ الذي وضعَني فيه ، خطرَ ببالِهِ أن يَربِطَهُ إلى حَجرٍ ثقيل ، وهي فِكرةٌ رائعة .


سألَهُ السلطان :


-كيف ؟


قال البنّاء :


- لَولاها لَبقِيتُ لُعبةً تتقاذفُني الأمواج. بفضلِ ذلك الحجر، أمْكنَنِي الوُصولُ إلى القاعِ بسُهولة، حيثُ وجَدتُ نفسي أمامَ قَصرِ سُلطانِ البحر .


قال السلطانُ يستَحِثّهُ :


- هيه ! هيه ! وبعد ؟


قال البنّاء :


- ما إن رآني جنودُ سلطانِ البحرِ حتى أسرعوا إليّ ، فأخرجوني من الكيس وفكّوا وثاقي ثمّ قادوني إلى السلطان . سألني عن أمري ، وما كاد يعلَمُ أنّي بنيْتُ لكَ حمّامًا مُهيبًا في وسَطِ المدينة ، حتى طلَبَ منّي أن أبنِيَ لهُ حمّامًا مُماثِلاً . لو رأيتَهُ يا مولاي وهو يُلِحُّ عليّ …


سألهُ السلطانُ وهو مُتشَوّقٌ لِمعرفةِ البقيّة :


- هاه !؟ ماذا فعلت ؟ هل أجبتَهُ إلى طلبِه ؟


أجاب البنّاءُ باعتِداد :


- بكلّ تأكيد ! لقد كنتُ مُنهمِكًا في ذلك طوالَ هذه المدّة ، ولم أنْتهِ من بناءِ الحمّامِ إلا مساءَ أمس. هذا الصباح، جاء سلطانُ البحر بنفسِه فشَكرِني كثيرًا وقال لي : "سنعيدُكَ اليومَ إلى مَوْطِنِك . أرجو أن تبلّغَ سلامي إلى أخي سُلطانِ البرّ ، وتقولَ له إني سأسعَدُ كثيرًا لو يَتكرّمُ عليّ بإرسالِ الدّهّانِ الذي قام بطلاءِ الحمّام ."


ثُمّ أخرَجَ من جيبهِ خاتَمَ السلطانُ وأضاف :


- لقد عهِدَ إليّ بهذا الخاتَم .قال إنّه لك ، وإنّك ضيّعَتَهُ دون شكّ . تفضّلْ يا مولاي .


عندما رأى السلطانُ الخاتَمَ الذي وقعَ منه في البَحر ، لم يَعُدْ يُساورُهُ شكٌّ في صِدْقِ البنّاء . وفي الحالِ أرسَلَ جنودَهُ في طلبِ الدّهّان ، فقبضوا عليهِ واقتادوهُ مُباشَرَةً إلى الميناء حَيثُ وجدَ في انتظارهِ السلطانَ والوزيرَ والبنّاء .


منذ وصولِهِ ، صاح فيه السلطانُ :


- هيا ! أسرِعْ ! أخي سلطانُ البحرِ في انتظارك !


أعادَ الدّهّانُ قائلاً وهو لا يُصَدّقُ ما سَمِع :


- سُـ… سُلْـ… سُلطانُ البحر …؟


قال السلطان :


- نعم ! لقد طلب منّي أمْهَرَ دهّانٍ في البلاد ، لكي يتولّى طِلاءَ حمّامِهِ الخاصّ .


ازدرَدَ الدّهانُ ريقَه ، وقال والخوفُ يَخْنُقُ صوتَه :


- طلاءُ … حمّام … في الْـ… في البحر !!؟


قال لهُ السلطان :


- ما لكَ اسْتغرَبْت؟ هذا البنّاءُ أمامَك ، وقد عاد منَ البَحرِ بَعْدَ أن أتَمَّ بناءَ الْحَمّام . والآن جاء دورُكَ لِطلائِه . أجَلْ ! لا بُدَّ أن أضَعَ على ذِمّةِ أخي سلطانِ البحرِ أحْسَنَ دهّانٍ عندنا !


أحَسّ الدّهّانُ أنّ البنّاءَ دبّرَ لهُ مَكيدَةً ليَـثْأرَ لنفسِه ، فحاولَ التنصُّلَ قائلا :


- نِعْمَ الرأيُ يا مولاي ، ولكنْ … أمهِلْني بعضَ الوقتِ كي أحْضِرَ العُدَّةَ اللازمة .


إلاّ أنّ البنّاءَ عارضَهُ بشدّة ، وقد أدركَ ما يَدورُ في ذهنِ خَصْمِه ، فقال له :


- لا لا ! لا داعيَ يا صديقي ! سُلطانُ البحر لهُ كلُّ ما يَلزَمُ من أدواتٍ ومَوادّ . اسألْني أنا ! فقد قَضّيْتُ شُهورًا في بناءِ حمّامِه !


هتَفَ السلطان قائلا :


- أسَمِعْت !؟ كُلّ شيءٍ موجودٌ تَحتَ تصرّفِك !


ثُمّ التفت إلى الحرَسِ الْمُرافقِ آمرًا :


- هيّا ! ضَعوهُ في الكيس وألقُوا بهِ في البحر ! بسرعة ! لقد طال انتظارُ أخي سُلطانِ البحر !


ولكنّ البنّاءَ تقَدّمَ من السلطانِ وقال له :


- اِسْمحْ لي يا مولاي أن أتولّى ذلك بنفسي ، فأنا أعرَفُ منكم جميعًا بالطريقِ الذي يَقودُ إلى قصرِ سلطانِ البحر .


أجاب السلطانُ بقولِه :


- دونَكَ وما تُريد !


عندئذٍ وضعَ البناءُ الدهّانَ في الكيس ثمّ خاطَ الكيسَ خياطةً مَتينة. وبعدَ أن شَدّهُ إلى حَجرٍ ثقيل، رفعَهُ بكلتا يدَيْه، ورمَى بهِ في البحر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حَمّام السّلطان" قصة للأطفال بقلم: أبوبكر العيّادي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "أطفال أبطال " نص للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت
» "فداء ووفاء" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت
» "مذكرات فانوس" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت
» "الساحرة المدهشة" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت
» "جواد الكريم " قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: جنة الأطفال :: جنة الأطفال-
انتقل الى: