الأغنية اليمنية ..فن اصيل وتراث مسلوب

مادفعني للتفكير في كتابة هذا الموضوع هو يقيني ان الاغلبية هنا لايزالون يجهلون عن اليمن الشيء الكثير ومنها مجال التراث الفني والادب الشعبي ولنقل ان ذلك نتيجة لعدم توفر الفرصه المناسبة لسبر اغوار هذا الموروث الثقافي الغزير والعالم المتنوع من الفن المتأصل العريق
فاليمن بلا ادنى شك بلد يفرض نفسه عند الحديث عن مرجعية إنسانية الفنون الشعبية القائمة على اساسات ثابته من الفلكلور الفني المتميز الضارب بجذوره في اعماق التأريخ
وهو بيئة خصبة للفنون تجذرت فيها الأغنية الشعبية والكلاسيكية ورمت بظلالها على انحاء الدول المجاوره...
لذا فقد قررت ان اصطحبكم في رحلة لعمق التراث اليمني على متن حروفٍ ستكتسي بين الحين والأخر لون من ألوان فنون بلدي المتعدده...
فمابين خمائل الأغنية الصنعانية والأغنية العدنية واللحجية والحضرمية والتهامية والتعزيه ومرورآ بالموشحات والأناشيد الدينية التي تُعد من اهم أعمدة الفن اليمني ستكون لنا صولات وجولات تملأ سلالنا بحلو الجنى،، ومابين عذوبة اللغة في القصيدة الحُمينية ووقار الشعر الحكمي الملتزم ونشوة الدان الحضرمي ستختال الكلمة وتتراقص جداول الألحان ليتجلى تفرد السحر وخصوصية الإبداع في الأدب والغناء.

وبرغم علمي ان فن الغناء في بلدي موضوع كبير ومتشعب وليس من السهل جمعه وإحاطته من مختلف جوانبه وانه لم يُخدم بعد من قبل الباحثين والمؤرخين بالشكل الذي يستحقة هذا التراث العربي الضخم والذي لازالت جنبات اليمن ومدنه وقراه تحتفظ بالكثير من كنوزه المدفونه والمتطلعه لمن يكتشفها وينفض الغبار عنها ويظهرها للعالم..
وبرغم علمي بتضائل قلمي امام هذا الوهج المترامي الذي استمدت منه فنون الخليج والجزيرة العربية الكثير من نتاجها الفني وهو مامنح العديد من فناني الخليج الشهرة والنجومية والألقاب الا انني سأحاول قدر مااستطيع جمع المعلومات الكافية لإحاطتكم بأهم جوانبه وتسليط الضؤ على ابرز المشاكل التي واجهت هذه الأغنيه وساهمت بشكل كبير في استباحتها وعدم انتشارها بأسماء مبدعيها وملاكها الأصليين وجعل حقيقتها كمرجعيه يمنية حقيقة مطموسه وفي المؤخره دائمآ برغم تجاوز شهرتها حدود اليمن والخليج ولكن بأسماء اخرى وبجوازات سفرٍ غير يمنية..!

ومن هنا ستدوي من بين حناجر الإبداع المسلوب صرخة حقيقة تُرخي قبضة السالب وتفاجئ كل من يفتقر الى المعلومه عن خلفيات هذا التراث وتاريخه وابعاده...
و ستكون لناوقفات كثيره تُشرع للحقيقة ابواب..
يتنوع الغناء في اليمن كتنوع مناخه...
واللون الصنعاني هو احدى الوان هذا الغناء
وتُعد الأغنية الصنعانية من ابرز الوان التراث
في اليمن وقد صُنفت من قِبل منظمة اليونسكو من
الروائع العالمية لإمتلاكها عدة مميزات جعلتها
متفرده عن باقي الألوان الغنائية اليمنية وكذلك
العربية والعالمية
ويتفرد هذا النوع من الغناء بالعديد من السمات والخصائص
التقنية والجماليه وكذلك الايقاعية إضافة الى تميز كلماته
وشعره الحُميني الرقيق
كما يرتكز الغناء الصنعاني على التين مميزتين هما:
الة العود والة الصحن..

وتعتبر الاغنية الصنعانية من الاغاني الصعبة من حيث الأداء
فهي تحتاج الى قوة في الصوت ومهاره فائقة في التنقل بين الطبقات
وهناك العديد من الفنانين اليمنيين والعرب اجادوا كل الوان الغناء
لكنهم واجهوا صعوبة في اداء هذا اللون بالذات....

منقول

صادت فؤادي

صادت فـؤآدي بالعيـون المـلاح ... وبالخـدود الزاهـرات الصـبـاح
نعسانـة الأجفـان هيـفـا رداح ... في ثغرها السلسـال بيـن الأقـاح

فويتنـه من خـدهـا وردهــا ... سويحـره هـاروت مـن جندهـا
في مزحهـا لاقـت وفـي جدهـا ... أفـدي بروحـي جدّهـا والمـزاح

جنانيـة مثـل القمـر حـوريـه ... تُزري بحـور العيـن فردوسيـه
بحسنهـا لـي مُلهيـه مُسهـيـه ... ان همـت فيهـا ماعلـيا جنـاح

غـزال تلحظنـي بألحاظ ريــم ... رقّـت معانيهـا كمثـل النسـيـم
لها كـلام يطـرب ونغمـه رخيـم ... تهزّنـي مثـل اهتـزاز الـرمـاح

ناديت حين لاحـت بداجي الشعـر ... مـورده اوجـانهــا بالـخفـر
من ألف الماء في الخدود والشرر... ومن جمع بين المسا والصباح

مـن علّمـك يابابلـي العـيـون ... هذي المعانـي الحاليـه والفنـون
نهبت عقلـي بالملـق والمجـون ... وحسن فاتن كـم عليـه روح راح

في صغر سنـك يابديـع الجمـال ... من أيـن لـك هذا الملـق والـدلال
أقسمـت مالـك ياحبيبـي مثـال ... ولا لقلبـي عـن غرامـك بـراح

حلفـت لـك لابلـغـك ماتـريـد ... وأجعل سرورك كل ساعـه جديـد
وألثمـك وارشـف لمـاك البديـد ... واجعل عناقي لك محـل الوشـاح

وأغيبك عـن أعيـن الحاسديـن ... كما أنت وحدك نور عيني اليميـن
تبـارك الله أحـسـن الخالقـيـن ... الناس من طين وانت من مسك فاح

. بنت القصايد وحدها صنعانيه
ما غيرها مولود من صلب الجمال .

. فيها الحلا والحُسن شَله ثانيه
والغنج ميزه أذهلت أهل الدلال .

. بنت الفوارس والحمى همدانيه
السيف يعرفها وميدان القتال .

. نشمه وغيره والدماء الحاميه
حكمه وعبره وانضرب فيها المثال .

. الغيث يشرب ريقها في آنيه
والليل يفقد طرفها قبل الهلال .

. من لمسته يشفي الجروح الداميه
ونظرته هيبه تهز اقوى رجال .

. تحت الرموش الي سماها صافيه
وفوق الجبين الي بهامات النخال .

. البحر ثوبه والسما .. له تاجيه
والعز بيته والفخر وارف ظلال .

. عقد العقيق الي بجيده هانيه
والصبح فنجانه وسكرها زلال .

. كثر الوصوف الي بها متراميه
كثر المطر كثر النسايم والرمال .

. دستورها بالحب هو علمانيه
تفصل حدود العقل عن ذاك الخيال .

. أحلى القطايف عندها رمانيه
وحكمته لله وحده في الكمال .

. وقت الخشوع بقلبها إيمانيه
والحق مثل الشمس وامتن من جبال .

. فيها التواضع كالغصون الدانيه
والكبر لاهل الكبر تخصف بالطوال .

جل من نفس الصباح

جل من نفس الصباح .. وبسط ظله المديد
ألهم القمري النياح .. يشتي النزح البعيد
أه لو كان لي جناح .. كنت مثله وعاد أزيد
ربة القرط والوشاح .. واللمى الحالي البديد (2)
قتلتني بلا سلاح .. ودعتني لها شهيد

ربة القرط والوشاح .. واللمى الحالي البديد
قتلتني بلا سلاح .. ودعتني لها شهيد
والذي ارسل الرياح .. مبدء الانفس المعيد
ما أقول في الغرام أح .. ينقص العمر او يزيد (2)
قد علمنا بما يباح .. في المحب وما يفيد

قد علمنا بما يباح .. في المحب وما يفيد
جدها مثلما المزاح .. وعدها مثلما الوعيد
والضحك يتبعه نياح .. وقريب الهوى بعيد
ودم العاشق مباح .. وقتيل الهوى شهيد (2)
هكذا طبع الملاح .. تفعل الغيد ما تريد

هكذا طبع الملاح .. تفعل الغيد ما تريد
وانت يا حامل السلاح .. ما معك تحمل الحديد
أحذر الاعين الصحاح .. ما على فعلها مزيد
تأخذ الانفس الصحاح .. والملوك عندها عبيد
وانت ياطاوي البطاح .. وامسافر الى زبيد (2)
السلام السلام صفاح .. ربما انها تعيد

الشعر الحكمي


يُطلق هذا الأسم في اليمن على الشعر الملتزم بقواعد اللغة الفصحى ومفردادتها وعروضها ولفظة حكمي قد تكون جاءت للدلاله على افراد قبيلة حكم التي ينتمي اليها بالولاء الشاعر العباسي ابونواس وهي تسكن اليوم اجزاء من تهامة ويقال ان اهلها يتكلمون اللغة الفصحى بالسليقة..
وقد يكون اللفظ جاء من احكام لما يجب ان يُراعى في نظم الشعر الفصيح،،وقد يكون اللفظ جاء من حكمة بمعنى الشعر الفصيح الجاد والوقور وقد ظهرت هذه التسمية في القرن الحادي عشر الهجري،،السابع عشر الميلادي..والقصائد المستخدمة من النوع الحكمي في الأغنية الصنعانية محدوده واقل كثيرآ مما نجده من الشعر الحُميني في هذا الغناء.


المرجع:
بحث للفنان اليمني
الدكتور:عبدالرب ادريس
عن(الأغنية الصنعانية)

رضاك خيرٌ من الدنيا ومافيها


رضاك خيرٌ من الدنيا وما فيها.............. وأنت للنفس أشهى من تمنيها

الله أعلم بأن الروح قد تلفت............. شوقاً إليك ولكني أُمنيها

ونظرة منك يا سؤلي ويا أملي...... أشهى إلي من الدنيا وما فيها ش

إني وقفت بباب الدار أسألها ......عن الحبيب الذي قد كان لي فيها

فما وجدت بها طيفاً يكلمني......... سوى نواح حمام في أعاليها

فقلت يا دار أين أحبابنا رحلوا...... ويا ترى أي أرض خيموا فيها

قالت قبيل العشا شدوا رواحلهم....... وخلفوني على الأطناب أبكيها

إن كنت تعشقهم قم شد والحقهم........ هذي طريقهموإن كنت تقفيها

لحقتهم فا ستجابو لي فقلت لهم...... إني عُبيد لهذي العيس أحميها

قالوا أتحمي جمالاً لست تعرفها ..........قلت أحمي جمالاً سادتي فيها

قالوا ونحن بوادٍ لا به عشبٌ.............. ولا طعام ٌ ولا ماءٌ فنسقيها

خلوا جمالكموا يرعون في كبدي.......... لعل في كبدي تنبت مراعيها

روح المحب على الأحكام صابرة ٌ........... لعل مسقمها يوماً يداويها

لا يعرف الشوق إلا من يكابده........... ولا الصبابة إلا من يعانيها

لا يسهر الليل إلا من به ألمٌ......... والنار ما تحرق إلا رجل واطيها

لا تسلكن طريقاً لست تعرفها.......... بلا دليلٍ فتغوى في نواحيها

ثم الصلاة على المختار من مضر ٍ......... محمدٌ سيد الدنيا وما فيها

رسولي قوم بلـغ لـي إشـارة
إلى عندالمليح الحالي الزيـن
وهات لي من مُنى قلبي أمـاره
لكي نعرف بها ما بيننـا البيـن
وشاهب لك إذا جـوّب بشـارة
وقال لك مرحبا عالرأس والعين
وهات لي من مُنى قلبي أمـاره
لكي نعرف بها ما بيننـا البيـن
وإن لي عندكم شي قلب إعارة
تعيروني فقلبي ما دريت أين

وقد دورت له بين الجوانـح
ولكن ماوجدته في ضلوعـي
سألت العين أين القلب سارح
فقالت عند من أجرى دموعي
فمالك يا رشا في الناس طامح
وتهجرني وما ترحم ولوعـي

أنا داري وعالم أيـن قلبـي
ولكن منكم لا أصفى ولا أجزم
فؤادي عندكم قد صار مسبـي
وما يرضى بنهب الناس مسلم
فخاف الله أمانه كف حربـي
وبادر في وصالك لي وأعـزم
فكم ذا الهجر مقساكم علـي
بلا رحمه ولا موجب لـديّ
وما ذاك الذي قد قيـل فـيّ
إذا أنتـم سمعتـم ذا وذيـا

والأذن تعشق قبل العين أحياناً

عبئ مايكفي من الزاد ياوليد

ودندنها وأنت على ثكنات التدريب

***

ألا لا يحسب الأعداء إنا .. تضعضعنا فلسنا في ضياع

ألا فلتسمع الدنيا بأنا .. جميع الشعب حارسها وراعي


يمانيون إن قلنا فعلنا .... فهود الارض أنجال السباع

رضعنا المجد من ربات مجدٍ .. عشقن النصر من يوم الرضاع

***
نداعب بالنصال على النواهد .. ونلعب في الحقول مع الافاعي

ونأكل خبزنا والنار فيه .. مخضب بالرماد على الأواعي

شرح الدمع على متن الخدود


شرح الدمع على متن الخدود**** ما ألاقيه من الظبي الشرود

يالقومي من غزال صادني ********وعجيب من رشا صاد الأسود

أهيف القامة في وجنته **********جنة الخلد ونيران الخلود

رد دمع العين مني احمرا *******ولييلات القلى بالهجر سود

مر يزهو في جلابيب الصبا** ينثني كالغصن في الروض المجود

فتقدمت إليه قائلا وبقلبي************ من عنا الصب وقود

يا مذلي من تجاف مقلق *******باعتذار الوصل جُد لي يا خرود

ايها الظبي التفت نحو الحشا***** أيها الشمس ازل نار الصدود

عطفة بالقد من هذا الجفا *******وأبيك العطف من شان القدود

كم أرى بارق وعد اومضا**** قد مضى وقت المعنى في وعود

آه صبرا و انطراحا فعسى******** لفته من ذلك الظبي الشرود

وصلاة الله تغشى المصطفى ***ما تلالا البرق من أقصى النجود

وعلى الآل الهداة الاتقيا*********** وجميع الصحب الشهود

أنا من ناظري عليك أغـار


أنا من ناظري عليك أغـار
وارِ عني ما حال عنه الخمار
يا قضيبا من فضة يقطف النـرجس
من وجنتيه والجلنــار
قمر طوق الهلال ومن شمـس الدياجي
في ساعديه سوار
صن محياك بالنقـــاب وإلا
نهبته القلوب والأبصــــار
فمن الغبن أن يماط لثــــام
عن ثناياك أو يحـــــل إزار
عجبا تحت برقعك النـــــار وفيه
الجنات والأنهـــــار
لك فينا الخيار في القتل والمــــن
جميعا وما عليك خيــــار
من معيري قلبا صحيحا ولو
طـرفة عين إن كان قلب يعــــار
لا الزمان الزمان فيما عهدنـــاه
قديما ولا الديار الديـــــار
بعض هذا يبلي الجديد ويفني الـــــمرء
لو أن عمره أعمــار
والليالي الطوال تنحت في جنــــبي
ما أبقت الليالي القصــار
أملالا نوى نوار فما كـــــان جميلا
أن تجتوينـا نــــوار
أبصرت مفرقي فأفزعها ليـــــل
تمشى في جانبيه نهـــــار
وغرام الشباب أشهى إلى النفــــس
وإن كان في المشيب الوقـــــار