الاستاذ
دسوقى رجل مخضرم صاحب خبرات كثيرة أراد أن يعطى لزملائه المدرسين درس يستفيدوا منه وخاصة مما رأه من حقد وكره بعض المدرسين لبعض
فطلب من كل مدرس أن يحضر كيس به عدد من ثمار البطاطا.من بائع البطاطا اللى أمام المدرسة
وعلي كل مدرس إن يكتب على كل بطاطايه اسم مدرس يكرهه .!!
وفي اليوم التالى أحضر كل مدرس كيس وبطاطا مكتوب علي كل بطاطايه اسم الشخص الذى يكرهه
والغريب أن بعض المدرسين منهم من أحضر كيس به واحدة
وآخر بطاطتين وآخر 3 بطاطات وآخر على 5 بطاطات وهكذا ......
عندئذ أخبرهم االاستاذ دسوقى بشروط اللعبة ,وهي :
أن يحمل كل مدرس كيس البطاطا معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط.
بمرور الأيام أحس المدرسين برائحة كريهة تخرج من كيس البطاطا,
وبذلك عليهم تحمل الرائحة و ثقل الكيس أيضا.
وطبعا كلما كان عدد البطاطا أكثر
فالرائحة تكون أكثر والكيس يكون أثقل.
بعد مرور أسبوع فرح المدرسين لأن اللعبة انتهت .
سألهم الاستاذ دسوقى عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل كيس البطاطا لمدة أسبوع
, فبدأ المدرسين يشكون الإحباط والمصاعب والرائحة التي واجهتهم أثناء
حمل الكيس الثقيل ذو الرائحة النتنة أينما يذهبون
بعد ذلك بدأ الاستاذ يشرح لهم المغزى والهدف مما فعلوه معهم
. قال الاستاذ دسوقى هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لزميلك !
ما في قلبك. فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل
الكراهية معك أينما ذهبت. فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة أسبوع
فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طول عمركم
عزيزي القارئ الكريم ,,, ما أجمل أن نعيش هذه الحياة
القصيرة
بالحب والمسامحة للآخرين وقبولهم
كما هم عليه!! وكما يقال :
الحب الحقيقي ليس أن تحب الشخص الكامل ، بل
أن تحب الشخص غير الكامل بشكل صحيح وكامل !!
إن فضل العفو عن الآخرين وحبهم .. هو أن يغفر الله لنا ، ويحب الآخرون
( '
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ' )(النور : 22 )
ما أجمل أن يبكي الإنسان و البسمة على شفتيه و أن يضحك و الدمعة في عينيه