منذ اندلاع الثورة وأنا أري مصر أخري غير التي عشت فيها
فقد كان أهم ما يميز مصر دون غيرها هو المخزون الحضاري الضخم والتي ندر أن تمتلكه دولة أخري
مخزون يغيش فينا بأخلاقنا وعاداتنا وقيمنا . مخزون تترجمه سلوكياتنا
مصر الجديدة فيها تبلد نفسي تجاه نزيف الدماء
فيها شماتة في الموت
فيها معدلات سلب ونهب مجنونة
قالوا قديما ( موت وخراب ديار ) كانت تطلق عادة علي الحوادث
أما اليوم فنحن نطبق المثل المفجع بأيدينا
محمد بديع ... مرشد الإخوان المسلمون
سواء اتفقنا أو اختلفنا معه ومع مبادئه
فقد مات ابنه بالأمس في أحداث رمسيس ... أمر طبيعي بالنسبة للأحداث وتوجهات الولد وأبوه
ولكن الغير طبيعي أنه فور وفاة ابن الرجل يسارع البعض إلي نهب منزله
ثم احراق منزله بهد اتمام نهبه . غير مبالين بما وقع للرجل من فاجعة فقدان الولد
ولم يكتفوا بما نهبوه بل أحرقوا منزله في لقطة غل
ليحق بالفعل مثل موت وخراب ديار
ليست هذه مصرنا ....
يمسك البعض بدكتور في جامعة الأزهر كان يسير في طريقه ويشبعونه سخرية وتجريح
وفوق هذا سفالة ويزفوه بأقذع الألفاظ
ولم يراعوا مكانته العلمية والدينية
بينما مصر التي أعرفها تقول للشيخ صاحب كتاب تحفيظ القرآن ... يا سيدنا .. اعظاما وتوقيرا
مصر التي أعرفها حرمة المساجد فيها تقارب حرمة الكعبة
بينما تطالعنا الأخبار بأن 12 رجلا يدخلون مسجدا في رمضان لقتل رجل للثأر منه
فقد قتل ابن عمه رجل فانتظروا حتي يسجد لله ليتكاثروا عليه ويذبحونه
مصر التي أعرفها ملاذ للفارين والباغين الأمن
والآن نحن نطارد أخوتنا السورين بل ونهاجمهم ونستعدي عليهم كلاب البشر الضالة لأجل الفتك بهم
وتناسينا أنهم ضيوفنا . وما للضيف من حقوق تفوق حقوق أهل الدار
متي تعود مصر القديمة
أكرم عبد القوي