الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 حــــوا ر هـــــــــادئ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
حــــوا ر هـــــــــادئ 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Unknow10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ 510
نقاط : 9654
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : حــــوا ر هـــــــــادئ 1111110

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime12/12/2008, 16:55

حــــوا ر هـــــــــادئ 152174725


حــوار هـــادئ



لقي رجل اسمه عبد الله رجلا اسمه عبد النبي ، فأنكر عبد الله هذا الإسم في نفسه ، و قال :كيف يتعبد أحد لغير الله جل جلاله ؟ ثم خاطب عبد النبي قائلا له : هل تعبد غير الله ؟ !
فقال عبد النبي : لا ، أنا لا أعبد غير الله ، أنا مسلم و أعبد الله وحده .
فقال عبد الله : إذا ما هذا الإسم الذي يشبه أسماء النصارى في تسميهم عبد المسيح ، و لا غرابة ، فإن النصارى يعبدون عيسى عليه السلام ، و الذي يسمع اسمك يتبادر إلى ذهنه أنك تعبد النبي صلى الله عليه و سلم و ليس هذا معتقد المسلم في نبيه ، بل الواجب عليه أن يعتقد أن محمدا صلى الله عليه و لسلم عبد الله و رسوله .
فقال عبد النبي : و لكن النبي محمدا صلى الله عليه و سلم خير البشر و سيد المرسلين ، ونحن نتسمى بهذا الإسم تبركا وتقربا إلى الله بجاه نبيه و مكانته عنده ، و نطلب منه صلى الله عليه و سلم الشفاعة لذلك ، و لا تستغرب ، فإن أخي اسمه عبد الحسين ، و قبله أبي اسمه عبد الرسول ، و التسمي بهذه السماء قديم و منتشر بين الناس ، و قد وجدنا آباءنا على هذا ، فلا تشدد في المسألة ، فإن الأمر سهل و الدين يسر .
فقال عبد الله : و هذا منكر آخر أعظم من المنكر الأول ، وهو أن تطلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله ، سواء كان هذا المسؤول هو النبي محمد صلى الله عليه و سلم نفسه ، أو من دونه من الصالحين ، مثل الحسين رضي الله عنه أو غيره ، و هو مناف للتوحيد الذي أمرنا به ، و لمعنى لا إله إلا الله .
و سوف أعرض عليك بعض الأسئلة ، ليتبين لك عظم الأمر ، و عواقب التسمي بهذا الإسم و أمثاله ، و لا هدف لي و لا مقصد إلا الحق و إتباعه ، و بيان الباطل و اجتنابه ، و الأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر ، و الله المستعان و عليه التكلان ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و لكن أذكرك قبل ذلك بقول الله جل جلاله : (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا )) و قوله : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر )) .

عبد الله : أنت قلت أنك توحد الله ، و تشهد أن لا اله إلا الله فهل لك أن تبين لي معناها .

عبد النبي : التوحيد هو أن تؤمن أن الله موجود ، وهو الذي خلق السماوات و الأرض ، و أنه المحيي المميت المتصرف بالكون ، و هو الرزاق العليم الخبير القادر ... .

عبد الله: لو كان هذا هو التوحيد فقط لكان فرعون و قومه و أبو جهل و غيرهم موحدين ، لأنهم لو يجهلوا هذا الأمر مثل أكثر المشركين ، ففرعون الذي ادعى الربوبية كان يعترف و يؤمن في قرارة نفسه أن الله موجود ، و هو المتصرف بالكون ، و الدليل قوله عز و جل : (( و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و غلوا)) ، و قد ظهر هذا الإعتراف جليا حين أدركه الغرق .
و لكن في الحقيقة أن التوحيد الذي بعثت لأجله الرسل و أنزلت به الكتب و قوتلت من أجله قريش هو : إفراد الله بالعبادة ، و العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة ، و الإله في ( لا إله إلا الله ) معناه : المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له .

عبد الله : و هل تعلم لماذا أرسلت الرسل في الأرض ، و أولهم نوح عليه السلام ؟

عبد النبي: لكي يدعو المشركين إلى عبادة الله وحده و ترك كل شريك له عز و جل .

عبد الله: و ما هو سبب شرك قوم نوح ؟

عبد النبي: لا أعرف !

عبد الله: أرسل الله نوحا إلى قومه لما غلوا في الصالحين : ود ، و سواع ، و يغوث و يعوق و نسر .

عبد النبي: أتعني أن ودا ، و سواعا و غيرهم ، أسماء لرجال صالحين و ليست أسماء لجبابرة كافرين ؟

عبد الله: نعم هذه أسماء لرجال صالحين اتخذها قوم نوح آلهة ، و تبعهم العرب في ذلك ، و دليل ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه قال : " صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل ، و أما سواع فكانت لهذيل ، و أما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبإ ، و أما يعوق فكانت لهمدان ، و اما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا و سموها بأسمائهم ، ففعلوا فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك و تنسخ العلم عبدت " البخاري .

عبد النبي: هذا كلام عجيب !

عبد الله: ألا أدلك على ما هو أعجب منه ؟ أن تعلم أن خاتم الأنبياء سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم قد أرسله الله إلى قوم يستغفرون و يتعبدون و يطوفون و يسعون ويحجون و يتصدقون ، و لكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم و بين الله ، يقولون : نريد منهم التقرب إلى الله ، و نريد شفاعتهم عنده ، مثل الملائكة ، وعيسى عليه السلام ، و أناس غيرهم من الصالحين ، فبعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام ، و يخبرهم أن هذا التقرب و الإعتقاد حق خاص لله لا يصلح منه شيء لغيره ، فهو الخالق وحده لا شريك له ، و لا رازق إلا هو ، و السماوات السبع و من فيهن ، و الأرضين السبع و من فيهن كلهم عبيده ، و تحت تصرفه وقهره ، بل حتى الآلهة التي يعبدونها يعترفون أنها تحت ملكه وتصرفه .

عبد النبي: هذا كلام خطير و عجيب ، فهل من دليل عليه ؟

عبد الله: الأدلة كثيرة ، منها قوله عز و جل ( قل من يرزقكم من السماء و الأرض أمن يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) ، و قوله جل جلاله : ( قل لمن الأرض و من فيها إن كنتم تعلمون ، سيقولون لله قل أفلا تذكرون ، قل من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ، سيقولون لله قل أفلا تتقون ، قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير و لا يجار عليه إن كنتم تعلمون ، سيقولون لله قل فأنى تسحرون ) .و كان المشركون يلبون في الحج بقولهم : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه و ما ملك ، فاعتراف مشركي قريش بأن الله هو المتصرف بالكون ، أو ما يسمى ( توحيد الربوبية) لم يدخلهم الإسلام ، و أن قصدهم الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء يريدون شفاعتهم و التقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم و أموالهم ، و لذا فيجب صرف الدعاء كله لله ، و النذر كله لله ، و الذبح كله لله ، و الإستعانة كلها بالله ، و جميع أنواع العبادة كلها لله .

عبد النبي: إذا لم يكن التوحيد هو الإقرار بوجود الله و تصرفه بالكون كما تزعم ، إذا فما هو ؟

عبد الله : التوحيد الذي أرسلت من أجله الرسل ، و أبى المشركون الإقرار به هو : إفراد الله تعالى بالعبادة ، فلا يصرف شيء من أنواع العبادة لغيره ، كالدعاء و النذر و الذبح و الإستغاثة و الإستعانة و غيرها ، و هذا التوحيد هو معنى قولك : لا إله إلا الله ، فإن الإله عند مشركي قريش هو الذي يقصد بهذه العبادات ، سواء كان ملكا أو نبيا ، أو وليا ، أو شجرة ، أو جنيا أو قبرا ، و لم يريدوا أن الإله هو الخالق ، الرزاق ، المدبر ، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما تقدم ، فأتاهم النبي صلى الله عليه و سلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ،و تطبيق معناها لا التلفظ بها فقط .

عبد النبي : كأنك تريد أن تقول : أن مشركي قريش أعلم بمعنى لا إله إلا الله من كثير من مسلمي زماننا .

عبد الله : نعم ، و هذا هو الواقع المؤلم ، فإن الكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الكلمة هو إفراد الله بالعبادة ، و الكفر بما يعبد من دون الله و البراءة منه ، فإنه لما قال لهم قولوا : لا إله إلا الله ، قالوا : " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " / مع إيمانهم بأن الله هو المتصرف بالكون ، فإذا كان جهال الكفار يعرفون ذلك ، فالعجب ممن يدعي الإسلام و هو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار ، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشيء من معناها ، و الحاذق منهم يظن أن معناها : لا يخلق و لا يرزق و لا يدبر الأمر إلا الله ، فلا خير في رجال يدعون الإسلام و جهال كفار قريش أعلم منهم بمعنى لا إله إلا الله .

عبد النبي : لكني لا أشرك بالله ، بل اشهد أنه لا يخلق و لا يرزق و لا ينفع و لا يضر إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمدا صلى الله عليه و سلم لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا ، فضلا عن علي و الحسين و عبد القادر و غيرهم ، و لكني مذنب ، و الصالحون لهم جاه عند الله ، و أطلبهم أن يشفعوا لي بجاههم عنده .

عبد الله : أجيبك بما سبق ، و هو أن الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم ، مقرون بما ذكرت و مقرون أن أوثانهم لا تدبر شيئا ، و إنما أرادوا الجاه و الشفاعة ، و سبق أن دللنا على ذلك من القرآن .

عبد النبي : لكن هذه الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام ، فكيف تجعلون الأنبياء و الصالحين كالأصنام ؟

عبد الله : سبق و أن اتفقنا على أن بعض هذه الأصنام سميت بأسماء رجال صالحين ، كما في وقت نوح عليه السلام ، و أن الكفار ما أرادوا منها إلا الشفاعة عند الله ، لأن لها مكانة عنده ، و الدليل قوله عزل و جل : " و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفـى " .
و أما قولك : كيف من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم : " أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب و يرجون رحمته ، و يخافون عذابه ، إن عذاب ربك كان محذورا " ، و منهم من يدعو عيسى عليه السلام و أمه ، و قد قال الله عز وجل : " و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله " ، و منهم من يدعو الملائكة ، و قد قال عز و جل : " يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " .
فتأمل في هذه الآيات قد كفر الله فيها من قصد الأصنام ، و كفر من قصد الصالحين من الأنبياء و الملائكة و الأولياء على حد سواء ، و قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يفرق بينهم في ذلك .

عبد النبي : لكن الكفار يريدون منهم نفعا ، و أنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر ، و لا أريد ذلك إلا منه عز و جل ، و الصالحون ليس لهم من الأمر شيء ، لكن أقصدهم أرجو شفاعتهم عند الله .

عبد الله : قولك هذا هو قول الكفار سواء بسواء ، و الدليل قوله عز و جل : " و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم و لا ينفعهم و يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " .

عبد النبي : و لكني لا أعبد إلا الله ، و الإلتجاء إليهم و دعاؤهم ليس بعبادة !

عبد الله : و لكني أسألك : هل تقر أن الله فرض عليك إخلاص العبادة له وهو حقه عليك ، كما في قوله عز وجل: " و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " .

عبد النبي : نعم فرض علي ذلك .

عبد الله : و أنا أطلب منك أن تبين لي هذا الذي فرضه الله عليك ، و هو إخلاص العبادة ؟

عبد النبي : لم أفهم ماذا تعني بهذا السؤال فبين لي .

عبد الله : أصغ لي لأبين لك ، قال الله عز و جل : " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين " فهل الدعاء عبادة لله عز و جل أم لا ؟

عبد النبي : بلى ، هو أصل العبادة كما في الحديث : " الدعاء هو العبادة " رواه احمد و أبو داود .

عبد الله : ما دمت أقررت أنه عبادة لله ثم دعوت الله ليلا و نهارا خوفا و طمعا في حاجة ما ، ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا أو ملكا أو صالحا في قبره ، فهل أشركت في هذه العبادة ؟

عبد النبي : نعم أشركت ، و هذا كلام صحيح و واضح .

عبد الله : و هاك مثال آخر : و هو إذا علمت بقول الله عز و جل : " فصل لربك و انحر " و أطعت هذا الأمر من الله و ذبحت و نحرت له ، هل ذبحك و نحرك عبادة له جل جلاله أم لا ؟

عبد النبي : نعم هو عبادة .

عبد الله : فإن نحرت لمخلوق نبي أو جني أو غيرهما مع الله ، هل أشركت في هذه العبادة غير الله ؟

عبد النبي : نعم هذا شرك بلا شك .

عبد الله : و أنا مثلت لك بالدعاء و الذبح ، لأن الدعاء آكد أنواع العبادة القولية ، و الذبح آكد أنواع العبادة الفعلية ، وليست العبادة مقتصرة عليهما ، بل هي أعم من ذلك ، و يدخل فيها النذر و الحلف و الإستعاذة و الإستعانة و غيرها ، و لكن المشركين الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة و الصالحين و اللات و غير ذلك ؟

عبد النبي : نعم ، هم كانوا يفعلون ذلك .

عبد الله : و هل كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء و الذبح ، و الإستعاذة و الإستعانة ، و الإلتجاء ، و إلا فهم مقرون أنهم عبيد الله و تحت قهره ، و أن الله هو الذي يدبر الأمر ، و لكن دعوهم و التجأوا إليهم للجاه و الشفاعة و هذا ظاهر جدا .

عبد النبي : هل تنكر يا عبد الله شفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم و تبرأ منها ؟

عبد الله : لا ، أنا لا أنكرها ، و لا أتبرأ منها ، بل هو ـ أفديه بأبي و أمي ـ الشافع المشفع صلى الله عليه و سلم ، و أرجو شفاعته ، و لكن الشفاعة كلها لله ، كما قال تعالى : " قل لله الشفاعة جميعا " ، و لا تكون إلا من بعد أن يأذن الله ، كما قال الله تعالى : " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " ، و لا يشفع لأحد إلا بعد أن يأذن الله فيه ، كما قال الله عز و جل : " و لا يشفعون إلا لمن ارتضى " ، و هو لا يرضى إلا التوحيد ، كما قال تعالى : " و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ، فإذا كانت الشفاعة كلها لله ، و لا تكون إلا بعد إذنه ، و لا يشفع النبي صلى الله عليه و سلم و لا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه ، و لا يأذن إلا لأهل التوحيد ، فقد تبين أن الشفاعة كلها لله ، فأنا أطلبها منه فأقول : اللهم لا تحرمني شفاعته ، اللهم شفعه في و نحو ذلك .

عبد النبي : اتفقنا أنه لا يجوز أن يطلب من أحد شيء لا يملكه ، و النبي صلى الله عليه و سلم قد أعطاه الله الشفاعة ، و لأنه أعطيها فقد ملكها ، وبهذا يجوز أن أطلب منه ما يملكه و لا يكون ذلك شركا .

عبد الله : نعم هذا كلام صحيح لو لم يمنعك الله جل جلاله من ذلك ، حيث قال جل و علا : " فلا تدعوا مع الله أحدا " ، و طلب الشفاعة دعاء ، و الذي أعطى النبي صلى الله عليه و سلم الشفاعة هو الله ، وهو الذي منعك من أن تطلبها من غيره أيا كان المطلوب ، و أيضا فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه و سلم فصح أن الملائكة يشفعون و الأفراط ( و هم الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ ) يشفعون ، و الأولياء يشفعون ، فهل تقول : إن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم ؟ ، فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه ، و إن قلت : لا ، بطل قولك : أعطاه الله الشفاعة و أنا أطلبه مما أعطاه الله .

عبد النبي : لكني لا أشرك بالله شيئا ، والالتجاء للصالحين ليس بشرك .

عبد الله : هل تعترف وتقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا ، و أن الله لا يغفره ؟

عبد النبي : نعم أقر بذلك ، و هو واضح في كلام الله جل جلاله .

عبد الله : أنت الآن نفيت عن نفسك الشرك الذي حرمه الله ، فهل لك ـ بالله عليك ـ أن تبين لي ما هو الشرك بالله الذي لم تقع أنت فيه و نفيته عن نفسك ؟ .

عبد النبي : الشرك هو عبادة الأصنام ، و التوجه إليها و طلبها ، و الخوف منها .

عبد الله : ما معنى عبادة الأصنام ؟ أتظن أن كفار قريش يعتقدون أن تلك الأخشاب و الأحجار تخلق و ترزق و تدبر أمر من دعاها ؟ ! هم لا يعتقدون ذلك كما ذكرت لك .

عبد النبي : و أنا لا أعتقد ذلك أيضا ، بل إن من قصد خشبة أو حجرا أو بناء على قبر أو غيره يدعوه و يذبح له ، و يقول : إنه يقربنا إلى الله زلفى ، و يدفع الله عنا ببركته ، فهذه عبادة الأصنام التي أعني .

عبد الله : صدقت ، و لكن هذا هو فعلكم عند الأحجار و الأبنية و الأضرحة التي على القبور و غيرها ، و أيضا قولك : الشرك عبادة الأصنام ! هل مرادك أن الشرك مخصوص بمن فعل ذلك فقط ؟ و أن الاعتماد على الصالحين و دعاؤهم لا يدخل في مسمى الشرك ؟

عبد النبي : نعم هذا ما أردت .

عبد الله : إذا أين أنت من الآيات الكثيرات التي ذكر الله فيها تحريم الاعتماد على الأنبياء و الصالحين و التعلق بالملائكة و غيرهم ، و كفر من فعل ذلك ، كما سبق و أن ذكرت لك ذلك و دللت عليه .

عبد النبي : لكن الذين دعوا الملائكة و الأنبياء لم يكفروا بهذا السبب ، و لكن كفروا لما قالوا : إن الملائكة بنات الله ، و المسيح ابن الله ، و نحن لم نقل : عبد القادر ابن الله و لا زينب بنت الله .

عبد الله : أما نسبة الولد إلى الله فهو كفر مستقل قال جل جلاله : (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد و لم يولد )) ( الأحد : الذي لا نظير له ، و الصمد : المقصود في الحوائج ) ، فمن جحد هذا فقد كفر و لو لم يجحد آخر السورة ( لم يكن له كفؤا أحد ) ، و قال الله تعالى : (( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ، إذا لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض )) ، ففرق بين الكفرين ، و الدليل على هذا أيضا أن الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله ، و الذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك ، و كذلك المذاهب الأربعة يذكرون في باب ( حكم المرتد ) أن المسلم إذا زعم أن لله ولدا فهو مرتد ، و إن أشرك بالله فهو مرتد ، فيفرقون بين النوعين .

عبد النبي : و لكن الله يقول : (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون )) .

عبد الله : و نحن نؤمن أنه الحق و نقول به ، و لكن لا يعبدون ، و نحن لا ننكر إلا عبادتهم مع الله ، و إشراكهم معه ، و إلا فالواجب عليك حبهم و اتباعهم ، و الإقرار بكراماتهم ، و لا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع ، و دين الله وسط بين طرفين ، وهدى بين ضلالين ، وحق بين باطلين .

عبد النبي : الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ، و يكذبون رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ينكرون البعث ، و يكذبون القرآن ، و يجعلونه سحرا ، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، ونصدق القرآن ، و نؤمن بالبعث ، و نصلي ، ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك .

عبد الله : و لكن لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام ، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه ، كمن أقر بالتوحيد و جحد الصلاة ، أو أقر بالتوحيد و الصلاة وجحد وجوب الزكاة ، أو أقر بهذا كله و جحد الصوم ، أو أقر بهذا كله وجحد وجوب الحج ، و لما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج أنزل الله تعالى في حقهم : " و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غني عن العالمين " ، و إن جحد البعث كفر بالإجماع ، و لذلك صرح الله في كتابه أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقا ، و أمر أن يؤخذ الإسلام جملة ، ومن أخذ شيئا و ترك شيئا فقد كفر ، فهل أنت تقر أن من آمن ببعض و ترك البعض كفر ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
حــــوا ر هـــــــــادئ 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Unknow10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ 510
نقاط : 9654
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : حــــوا ر هـــــــــادئ 1111110

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime12/12/2008, 17:08


عبد النبي : نعم أقر بذلك ، وهو واضح في القرآن الكريم .

عبد الله : فإذا كنت تقر أن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء وجحد وجوب الصلاة ، أو اقر بكل شيء إلا البعث ، فهو كافر حلال الدم و المال بإجماع المذاهب كلها ، و قد نطق القرآن به كما سبق ، فاعلم أن التوحيد أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه و سلم و هو أعظم من الصلاة و الزكاة و الحج ، فكيف إذا جحد الإنسان شيئا من هذه الأمور كفر و لو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، و إذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر ! سبحان الله ! ما أعجب هذا الجهل !
و أيضا تأمل أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم حين قاتلوا بني حنيفة في اليمامة ، و قد أسلموا مع النبي صلى الله عليه و سلم و هم يشهدون أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و يصلون و يؤذنون .

عبد النبي : و لكنهم يشهدون أن مسيلمة نبي ، و نحن نقول : لا نبي بعد محمد صلى الله عليه و سلم .

عبد الله : و لكنكم ترفعون عليا رضي الله عنه أو عبد القادر أو غيرهما من الأنبياء أو الملائكة إلى رتبة جبار السماوات و الأرض ، فإذا كان من رفع رجلا إلى رتبة الني صلى الله عليه وسلم كفر ، و حل ماله و دمه ، و لم تنفعه الشهادتان و لا الصلاة ، فمن رفعه إلى رتبة الله جل جلاله من باب أولى ، و كذلك الذين حرقهم علي رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الإسلام ، و هم أصحاب علي رضي الله عنه و تعلموا العلم من الصحابة ، و لكن اعتقدوا في علي مثل اعتقادكم في عبد القادر و غيره ، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم و كفرهم ؟ ، أتظن أن الصحابة يكفرون المسلمين ؟ ! ، أم تظن أن الإعتقاد في السيد و أمثاله لا يضر ، و الاعتقاد في علي رضي الله عنه يكفر ؟ .
و يقال أيضا : إذا كان الأولون لم يكفروا إلا لأنهم جمعوا بين الشرك ، و تكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم و القرآن ، و إنكار البعث ، و غير ذلك فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب " باب حكم المرتد " ، وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه ، ثم ذكروا أشياء كثيرة ، كل نوع منها يكفر ، و يحل دم الرجل وماله ، حتى إنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها ، مثل كلمة في سخط الله يذكرها بلسانه دون قلبه ، أو يذكرها على وجه المزاح و اللعب ، و كذلك الذين قال الله تعالى فيهم : " قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " ، فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم و هم مع رسوله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزاح .
و يقال أيضا : ما حكى الله عز و جل عن بني إسرائيل مع إسلامهم و علمهم و صلاحهم أنهم قالوا لموسى : (( اجعل لنا إلها )) ، و قول أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " إجعل لنا ذات أنواط ، فحلف النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا مثل قول بني إسرائيل : (( اجعل لها إلها كما لهم آلهة )).
عبد النبي : ولكن بني إسرائيل ، و الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط لم يكفروا بذلك .

عبد الله : و الجواب أن بني إسرائيل و الذين سألوا النبي صلى الله عليه و سلم لم يفعلوا ، و لو فعلوا ذلك لكفروا ، و أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه و سلم لو لم يطيعوه ، و اتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا .

عبد النبي : لكن لدي إشكال آخر ، وهو قصة أسامة بن زيد رضي الله عنهما حين قتل من قال " لا إله إلا الله " و إنكار النبي صلى الله عليه وسلم عليه و قوله : " يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله " ؟ ، و كذا قوله عليه الصلاة و السلام : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " فكيف أجمع بين ما قلت و بين هذين الحديثين ؟ أرشدني أرشدك الله ..

عبد الله : من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود و سباهم وهم يقولون : لا إله إلا الله ، و أن أصحابه قاتلوا بني حنيفة و هم يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، و يصلون و كذلك الذين حرقهم علي رضوان الله عليه .
و أنت اقر أن من نكر البعث كفر و حل قتله و لو قال : لا إله إلا الله ، و أن من جحد شيئا من أركان الإسلام كفر و قتل و لو قالها ، فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئا من الفروع ، و تنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل و رأسه ؟ ! ، و لعلك لم تفهم معنى هذه الأحاديث :
أما حديث أسامة : فإنه قتل رجلا ادعى الإسلام لأنه ظن أنه ما قالها إلا خوفا على دمه و ماله ، و الرجل المظهر للإسلام يجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك ، قال عز و جل : " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا " ، أي تثبتوا ، فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه و التثبت ، فإن تبين بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله " فتبينوا " و لو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت فائدة .
و كذلك الحديث الآخر : معناه ما ذكرناه ، و أن من أطهر التوحيد و الإسلام وجب الكف عنه ، إلا أن تبين منه ما يناقض ذلك ، و الدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم الـذي قال : " أقتلتـه بعـد مـا قـال : لا إله إلا الله ؟ ! " و قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله " هو الذي قال في الخوارج : " أينما لقيتموهم فاقتلوهم " ، مع أنهم أكثر الناس عبادة و تهليلا ، حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عند رؤية عبادة هؤلاء ، و هم تعلموا العلم من الصحابة ، فلم تمنعهم لا إله إلا الله ، و لا كثرة العبادة ، و لا ادعاء الإسلام من القتل لما ظهر منهم مخالفة الشريعة .

عبد النبي : و ما قولك فيما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم : أن الناس يستغيثون بآدم ، ثم بإبراهيم ، ثم بموسى ، يم بعيسى ، فيعتذرون ، حتى تنتهي إلى محمد صلى الله عليه و سلم ، فهذا يدل على أن الإستغاثة بغير الله ليست شركا .

عبد الله : هذا خلط منك بحقيقة المسألة ، فالإستغاثة بالمخلوق الحي الحاضر على ما يقدر عليه لا ننكرها ، كما قال جل جلاله : " فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " و كما يستغيث إنسان بأصحابه في الحرب و غيرها في أشياء يقدر عليها ، ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي تفعلونها عند قبور الأولياء ، أو في غيبتهم ، في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله عز و جل ، و الناس يستغيثون بالأنبياء يوم القيامة ، يريدون منهم أن يدعو الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف ، وهذا جائز في الدنيا و الآخرة أن تأتي لرجل صالح يجالسك و يسمع كلامك وتقوى لله : ادع الله لي ، كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يسألونه في حياته ، و أما بعد موته فحاشا و كلا ، فهم ما سألوه ذلك عند قبره ، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبر .

عبد النبي : و ما قولك في قصة إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار فاعترضه جبريل عليه السلام في الهواء ، فقال : ألك حاجة ؟ فقال إبراهيم عليه السلام : " أما إليك فلا " ، فلو كانت الإستغاثة بجبريل شركا لم يعرضها على إبراهيم ؟

عبد الله : هذه الشبهة من جنس الشبهة الأولى ، و الأثر غير صحيح ، ولو فرضنا صحته فإن جبريل عليه السلام عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه فهو كما قال عز و جل فيه : (( علمه شديد القوى )) فلو أذن الله له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض و الجبال و يلقيها بالمشرق أو المغرب لما أعجزه ذلك ، و هذا كرجل غني عرض على محتاج أن يقرضه مالا ليقضي حاجته ، فأبى و صبر حتى يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد ، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك التي تفعل الآن ؟ ! .
و اعلم أخي أن الأولين الذين بعث إليهم سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم أخف شركا من أهل زماننا لأمور ثلاثة :

أحدها : أن الأولين لا يشركون مع الله غيره إلا في الرخاء ، أما في الشدة فيخلصون الدين لله ، بدليل قوله عز و جل : (( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )) ، و قوله جل و علا : (( و إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد و ما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور)) ، فالمشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم يدعون الله و يدعون غيره الرخاء ، و أما في الشدة فلا يدعون إلا الله وحده ، و ينسون ساداتهم ، و أما مشركو زماننا فإنهم يدعون غير الله في الرخاء و الشدة ، فإذا ضاق أحدهم قال : يا رسول الله يا حسين و غيرهم ، و لكن أين من يفهم ذلك ؟ .

الثاني : أن الأولين يدعون مع الله أناسا مقربين عنده ، إما نبيا ، أو وليا ، أو ملكا ، أوعلى الأقل حجرا أو شجرا يطيع الله و لا يعصيه ، و أهل زماننا يدعون مع الله أناسا من أفسق الناس ، و الذي يعتقد في الصالح و الذي لا يعصي كالحجر و الشجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه و فساده .

الثالث : أن جملة مشركي زمن النبي صلى الله عليه و سلم إنما كان شركهم في توحيد الألوهية و لم يكن في توحيد الربوبية ، خلافا لشرك المتأخرين ، فإن الشرك واقع بكثرة في الربوبية ، كما أنه واقع في الألوهية كذلك ، فهم يجعلون الطبيعة مثلا هي المتصرف في الكون من الإحياء والإماتة .... إلخ .
و لعلي أختم كلامي بذكر مسألة عظيمة تفهم مما تقدم ، وهي أنه لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون باعتقاد القلب ، و قول اللسان ، و فعل الأسباب بعمل الجوارح ، فإن اختل شيء من هذا ، لم يكن الرجل مسلما ، فإن عرف التوحيد و لو يعمل به، فهو كافر معاند ، كفرعون و إبليس .
و هذا يغلط فيه كثير من الناس و يقولون : هذا حق و لكن لا نقدر أن نفعله ، و لا يجوز عند أهل بلدنا و بني قومنا ، و لا بد من موافقتهم و مداهنتهم خوفا من شرهم ، و لم يعرف المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق و لم يتركوه إلا لشيء من الأعذار ، كما قال عز وجل : (( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله ، إنهم ساء ما كانوا يعملون )) .
و من عمل بالتوحيد عملا ظاهرا و هو لا يفهمه و لا يعتقده بقلبه فهو منافق ، وهو شر من الكافر الخالص ، قوله جل و علا : (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا )) .
و هذه المسألة تتبين لك واضحة إذا تأملتها في ألسنة الناس فترى من يعرف الحق و يترك العمل به لخوف نقص دنياه كقارون ، أو جاهه كهامان ، أو ملكه كفرعون .
و ترى من يعمل به ظاهرا لا باطنا كالمنافقين ، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا هو لا يعرفه .
و لكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله عز و جل :

الآية الأولى : ما تقدم ، وهي قوله عز و جل : (( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) فإذا علمت أن بعض الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب و المزاح ، تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفا من نقص مال ، أو جاه ، أو مداراة لأحد ، أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها ، لأن المازح في الغالب لا يعتقد في قلبه ما يقوله بلسانه لإضحاك القوم ، أما الذي يتكلم بالكفر ، أو يعمل به خوفا أو طمعا فيما عند المخلوق ، فقد صدق الشيطان بميعاده ((الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشـاء )) ، و خاف من وعيده : (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه )) ولم يصدق الرحمن بميعاده : " و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا " و لم يخف من وعيد الجبار : (( فلا تخافوهم و خافون )) ، فهل يستحق من هذه حاله أن يكون من أولياء الرحمن أم من أولياء الشيطان ؟ ! .

الآية الثانية : قوله تعالى : " من كفر بالله من بعد إيمانه ، إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم " فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئنا بالإيمان ، أما غيره فقد كفر سواء فعله خوفا ، أو طمعا ، أو مداراة لأحد ، أو مشحة بوطنه أو أهله و عشيرته ، أو ماله ، أو فعله على وجه المزاح ، أو لغير ذلك إلا المكره ، فإن الآية تدل على أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام و الفعل ، و أما عقيدة القلب فلا يكره عليها أحد ، وقوله تعالى : ((ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة و أن الله لا يهدي القوم الكافرين )) ، فصرح أن العذاب لم يكن بسبب الإعتقاد ، و الجهل و البغض للدين ، أو محبة الكفر ، إنما سببه أن له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا ، فآثره على الدين ، و الله أعلم .
و بعد هذا كله ألم يأن لك ـ هداك الله ـ أن تتوب إلى ربك و تعود إليه و تترك ما أنت عليه ، فإن الأمر كما سمعت جد خطير ، و المسألة عظيمة و الخطب جلل .

عبد النبي : أستغفر الله و أتوب إليه ، و اشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و قد كفرت بكل ما كنت أعبده من دون الله ، و أسأل الله أن يعذرني عما سبق ، و أن يصفح عني ، و أن يعاملني بلطفه و مغفرته و رحمته ، و أن يثبتني على التوحيد و العقيدة الصحيحة حتى ألقاه ، و أسأله أن يجزيك ـ يا أخي عبد الله ـ خيرا على هذا النصح ، فإن الدين النصيحة ، و على إنكارك ما أنا عليه ، وهو اسمي عبد النبي ، و أخبرك بأني سأغيره إلى اسم ( عبد الرحمن ) ، و على إنكار المنكر الباطن الذي كنت عليه و هو المعتقد الضال الذي لو لقيت الله و أنا عليه لما أفلحت أبدا .
و لكن أريد أن أطلب منك طلبا أخيرا و هو أن تذكر لي بعض المنكرات التي كثر غلط الناس فيها .

عبد الله : لا بأس ، فأرعني سمعك :

* إياك أن يكون شعارك فيما اختلف فيه من كتاب أو سنة إتباع المختلف فيه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ، و في الحقيقة لا يعلم تأويله إلا الله ، و ليكن شعارك شعار الراسخين في العلم ، الذين يقولون في المتشابه : آمنا به كل من عند ربنا ، و في المختلف فيه ، قول الرسول صلى الله عليه و سلم : " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " رواه احمد و الترمذي ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم : " فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه ، و من وقع في الشبهات وقع في الحرام " متفق عليه ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم : " و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس " رواه مسلم ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم " استفت قلبك و استفت نفسك ـ ثلاث مرات ـ البر ما اطمأنت إليه النفس و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر و إن أفتاك الناس و أفتوك " .

* إياك و اتباع الهوى فإن الله قد حذر من ذلك بقوله عز و جل : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )) .

* إياك و التعصب للرجال و الآراء ، و ما كان عليه الآباء ، فإنه يحول بين المرء و بين الحق ، فإن الحق ضالة المؤمن أينما وجده فهو أحق به ، قال عز و جل : (( و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون )) .

* إياك و التشبه بالكفار ، فإنه رأس كل بلية ، قال صلى الله عليه و سلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود .

* إياك أن تتوكل على غير الله : فقد قال عز و جل : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) .

* لا تطع أي مخلوق في معصية الله ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .

* إياك و سوء الظن بالله ، فإنه عز و جل قال في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي " متفق عليه .

* إياك و لبس الحلقة أو الخيط و نحوهما ، لدفع البلاء قبل أن يقع ، أو رفعه إذا وقع .

* إياك و تعليق التمائم لدفع العين ، فإن شرك قال صلى الله عليه و سلم : " من تعلق شيئا وكل إليه " رواه أحمد و الترمذي .

* إياك و التبرك بالأحجار و الأشجار و الآثار و البنايات ، فإنه شرك .

* إياك و التطير و التشاؤم من أي شيء ، فإنه شرك ، قال صلى الله عليه و سلم " الطيرة شرك ، الطيرة شرك " ثلاثا ، رواه احمد و أبو داود .

* إياك و تصديق السحرة و المنجمين الذين يدعون علم الغيب ، و يظهرون الأبراج في الصحف ، و سعادة أو تعاسة أصحابها ، و تصديقهم في ذلك شرك ، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله .

* إياك و نسبة نزول المطر إلى النجوم و الفصول ، فإنه شرك ، و إنما ينسب لله جل و علا .

* إياك و الحلف بغير الله أيا كان المحلوف به فإنه شرك ، و قد جاء في الحديث : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " رواه أحمد و الترمذي ، كالحلف بالنبي ، أو بالأمانة ، أو بالعرض ، أو بالذمة ، أو بالحياة .

* إياك و سب الدهر ، و سب الريح ، أو الشمس ، أو البرد ، أو الحر ، فإنها مسبة لله الذي خلقها .

* إياك و كلمة ( لو ) إذا أصابك مكروه فإنها تفتح عمل الشيطان ، و فيها اعتراض على قدر الله ، و لكن قل : قدر الله و ما شاء فعل .

* إياك و اتخاذ القبور مساجد ، فإنه لا يصلى في مسجد فيه قبر ، و قد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو في سكرات الموت " لعنة الله على اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا قالت عائشة : و لولا ذلك لأبرزوا قبره " متفق عليه ، و قال صلى الله عليه و سلم : " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد ، فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " أخرجه أبو عوانة.

* إياك و تصديق الأحاديث التي ينسبها الكذابون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحث على التوسل بذاته أو بالصالحين من أمته وهي أحاديث موضوعة مكذوبة عليه ، و منها : " توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم " ، و منها : " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور " ، و منها : " إن الله يوكل ملكا على قبر كل ولي يقضي حوائج الناس " ، ومنها : " لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه " ، و غيرها كثير .

* إياك و الإحتفال بما يسمى بالمناسبات الدينية مثل المولد النبوي ، و الإسراء و المعراج ، و ليلة النصف من شعبان ، و غيرها ، فهي محدثة لا دليل عليها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا صحابته الذين يحبون الرسول أكثر منا ، و يحرصون على الخيرات أشد منا ، و لو كان ذلك خيرا لسبقونا إليه .


هذا الموضوع نقلته كتابة من كتاب تفسير للقرآن الكريم أخذ من كتاب زبدة التفسير، و قد ضمن هذا الكتاب في آخره أحكام تهم المسلم و هذا الحوار الهادئ ، و لما وجدت في هذا الأخير بعد قراءته من قيمة و فائدة عظمى ليس فقط في ما تضمنه من شرح و تبيان لمعاني التوحيد الحقة ، و لكن أيضا أعجبت بطريقة إيصال المعلومة و ما نستطيع أن نستفيد منه حول طريقة الدعوة إلى الله بإيجاد وسيلة لإقناع كل عنيد متشبث برأيه بالتي هي أحسن بالحجة و الدليل من القرآن و السنة ، و بسعـة الصدر و الصبر و هذا ما يحتاج إلى معرفته كل داعية ، فأرجو أن تستفيدوا منه كما استفدت و بالله التوفيق .




أرجـوك أخي و أرجوكي أختي لا تستعجل و لا تستعجلي الرد : اقرؤوا بروية حتى لو استغرق قراءته اسبوع او اكثر فالأهم الإفـادة و الإستفادة و ليس الردود بارك الله فيكم و جزاكم كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أيمن عبد القوى الأعلامى
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
أيمن عبد القوى الأعلامى

ذكر
عدد الرسائل : 2865
حــــوا ر هـــــــــادئ 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Profes10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ Glg10
نقاط : 8497
ترشيحات : 32

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime12/12/2008, 22:10

حوار

هادف وصاعد

بالقارئ ليصل به لأعلى درجات

اليقين وأثناء الصعود يخلص العقيدة من بعض

الشوائب التى تعلق بها من أثر الجهل ببعض الأمور الدخيلة

على الإسلام . أختنا وأستاذتنا الكريمة المكرمة صفاء الروح بارك الله

فيك فقد وفيت

وكفيت بهذا الحوار الشامل

.. جعله الله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
رأفت الجندى
المدير الإداري
المدير الإداري
رأفت الجندى

ذكر
العمر : 64
عدد الرسائل : 9511
حــــوا ر هـــــــــادئ 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Profes10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ S3eed10
نقاط : 13077
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : حــــوا ر هـــــــــادئ Awfeaa10

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime16/12/2008, 11:06

حــــوا ر هـــــــــادئ Islamup.com-f2691802f9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
حــــوا ر هـــــــــادئ 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Unknow10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ 510
نقاط : 9654
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : حــــوا ر هـــــــــادئ 1111110

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime16/12/2008, 17:05

أيمن عبد القوى كتب:
حوار

هادف وصاعد

بالقارئ ليصل به لأعلى درجات

اليقين وأثناء الصعود يخلص العقيدة من بعض

الشوائب التى تعلق بها من أثر الجهل ببعض الأمور الدخيلة

على الإسلام . أختنا وأستاذتنا الكريمة المكرمة صفاء الروح بارك الله

فيك فقد وفيت

وكفيت بهذا الحوار الشامل

.. جعله الله في ميزان حسناتك




اللهم امين يا رب العالمين و اياكم يا رب

اخي و أستاذي و مديرنا الفاضل

شرف كبير و سعادة لتواجدك على متصفحي

شكرا جزيلا لمرورك و لكلماتك الطيبة

أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا جميعا بما علمنا و يعلمنا ما ينفعنا

تقبل أسمة عبارات التقدير و الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
حــــوا ر هـــــــــادئ 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Unknow10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ 510
نقاط : 9654
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : حــــوا ر هـــــــــادئ 1111110

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime16/12/2008, 17:20


أخونا و استاذنا الفاضل رأفت الجندي

بارك الله لك لمرورك الطيب

تقبل كل التقدير و الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم طارق
عضو برونزى
عضو برونزى
أم طارق

انثى
عدد الرسائل : 1230
حــــوا ر هـــــــــادئ 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Unknow10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ 310
نقاط : 6072
ترشيحات : 0

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime17/12/2008, 14:52

كل الشكر والتقدير لشخصكم الكريم

ودمت دوماً فى حفظ القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
حــــوا ر هـــــــــادئ 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : حــــوا ر هـــــــــادئ 111010
العمل : حــــوا ر هـــــــــادئ Unknow10
الحالة : حــــوا ر هـــــــــادئ 510
نقاط : 9654
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : حــــوا ر هـــــــــادئ 1111110

حــــوا ر هـــــــــادئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حــــوا ر هـــــــــادئ   حــــوا ر هـــــــــادئ I_icon_minitime30/3/2009, 18:20

علا عويس كتب:
كل الشكر والتقدير لشخصكم الكريم

ودمت دوماً فى حفظ القرآن


الشكر و التقدير لك أختنا الغالية و استاذتنا القديرة

مرورك أسعدني و شرفني و عطر صفحتي

تقبلي كل الود و التقدير و الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حــــوا ر هـــــــــادئ
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: