الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة قصيرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الليثى الشرونى
عضو جديد
عضو جديد
أحمد الليثى الشرونى

ذكر
عدد الرسائل : 2
قصة قصيرة  210
بلد الإقامة : أسوان / إدفو
احترام القوانين : قصة قصيرة  111010
العمل : قصة قصيرة  Office10
نقاط : 4029
ترشيحات : 1

قصة قصيرة  Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة    قصة قصيرة  I_icon_minitime24/11/2013, 21:25

قصة : أحمد الليثى الشرونى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" المتعة الطازجة "


استيقظت مبكراً هذا الصباح على غير العادة ، فركت عينىَّ محاولاً إزاحة وخم النوم ، لملمت نفسى ، جلست برهة على حافة السرير ، تنبهت للألم الذى يسرى فى ساقى الأيسر من أعلاه حتى أسفله ويشتد عند أعلى القدم ، هواء المروحة يأتينى سريعاً من شدة دورانها ، نهضت متناسياً تلك الآلام ، ضغطت على زر المروحة حتى تتوقف ، فاجأتنى زوجتى بعد رد التحية الصباحية مندهشة :
- خير مش عادتك تصحى بدرى ؟
تجاهلت سؤالها ، وأمسكت بالريموت ، لدى شهوة لسماع بعض الأخبار ، بدأت أقلب القنوات بحثاً عن أية أخبار ، كلها أخبار قديمة ، توقفت أمام إحدى القنوات ، المذيعة الحسناء تتحدث عما يدور على الساحة من صراع بين كافة التيارات الفكرية والسياسية ، لفتت انتباهى تلك الصور التى تدور خلفها ، نفس الصور التى كنت أشاهدها فى الأيام الأولى للثورة ، توقفت أمام صورة هذا الشهيد صاحب العينين اللامعتين ، لم أستطع أن أحدق فيهما كثيراً ، خجلت من نفسى ، آلا م الساق تشتد ، تناولت بعض الحبوب المسكنة التى كتبها لى الطبيب ، بعد لحظات سكن الألم ، وما زالت صورة هذا الولد منقوشة على جدران ذاكرتى بكل تفاصيلها الصغيرة ، لم تربطنى أية قرابة بصاحبها سوى أنه يحب الحرية مثلى تماما ، أسئلة كثيرة تدور فى رأسى أهمها : من الذى قتل هذه البراءة ؟
ابنتى أسماء تشاكس شقيقها الأصغر عبد الرحمن ، تركت لهما التلفاز ليشاهدا أفلام الكرتون المحببة لهما ، أصوات متداخلة تأتينى من خارج البيت ، يبدو أنه سيناريو الصباح اليومى ، الاختلاف حول عملية توزيع الخبز والذى يصل إلى صراع ربما يصل إلى حد الاشتباك بالأيدى فى بعض الأحيان ، عقدنا اجتماعات كثيرة من قبل لتنظيم هذا الموضوع ، لكن دون جدوى ، أثناء خروجى من البيت لمحت الجمع الكبير الذى يطوق الأخ رمضان المسئول عن توزيع الخبز ، فى حينها تذكرت أمى عندما كانت تملأ لنا الماجور الفخارى بالعيش الشمسى كل أسبوع ، عندما أكشف الغطاء عن الماجور تلفحنى رائحة الخبز الطازج ، أرانى أحن إلى هذا الخبز ، ألف رحمة ونور تنزل على روحك يا أمى ، معظم البيوت الآن تخلو من الفرن الطينى .
نظرت إلى الساعة فى يدى ، بعدها هممت مسرعا لعبور شريط السكة الحديدية ، ياألله إنها هى نفس ملامحها التى أختزلها فى ذاكرتى إلا أنها ترتدى خماراً أبيض وثوباً أسود ، تحمل طفلة صغيرة فوق كتفها ، اختلست نظرة سريعة فى وجهها أثناء مرورها بجوارى خشية أن يلاحظ زوجها والذى يسير بجانبها ، الجرح مازال نازفاً بالرغم من مرور سنوات عديدة ، سامح الله أباها المتغطرس الذى فرق بيننا وجعل الجراح تنزف فى قلبينا ، أشعر أن الطريق مثقلاً ، لا أقوى على استكمال المسير ، أخرجت هاتفى المحمول وطلبت رقم هاتف الصبى الذى يعمل معى فى المكتبة وأخبرته أننى متعب اليوم ، عدت مرة أخرى إلى البيت وأنا مثخن الجراح ، قابلتنى زوجتى :
ــ خير ، شكلك تعبان ..
لم أرد عليها ، دخلت حجرتى ، تمددت على السرير بملابسى ، لا أقوى على شىء سوى التفتيش فى عينيها الدعجاوين ، أخرجت هاتفى المحمول ، أقلب محتوى الملفات فى ذاكرته ، رحت أستعيد قراءة القصائد التى كتبتها فى تلك العينين ذات يوم ، أشعار كثيرة تسكن روحى وتيقظ أشياء جميلة ورائعة فى داخلى ، شعرت أن همًّا ثقيلا يجثم فوق صدرى ، أغلقت الهاتف ، أسلمت روحى لعذاب ممزوج بحالة من المتعة الطازجة ، أخرجنى عبد الرحمن بخفة دمه وبراءته من الحالة ، أجبرنى على اللعب معه ومشاكسته ، أحضرت له قلماً وورقة ، تناول القلم بأصابعه الغضة وراح يرسم خطوطاً متعرجة وينطق ( صفور ) ، إنه عاشق للعصافير ، كثيرا ما أراه ينظر أعلى الشجرة الواقفة أمام بيتنا ، يتابع العصافير ويشير إليها فرحاً بها ، فجأة ألقى القلم على الورقة وخرج مسرعاً من الحجرة وتركنى لحالة العذاب الممتع .....


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
D.saad
شخصيات هامة
شخصيات هامة
D.saad

ذكر
العمر : 75
عدد الرسائل : 1927
قصة قصيرة  210
بلد الإقامة : جمهورية مصر العربية
احترام القوانين : قصة قصيرة  111010
العمل : قصة قصيرة  Profes10
الحالة : قصة قصيرة  1210
نقاط : 9116
ترشيحات : 22
الأوســــــــــمة : قصة قصيرة  112

قصة قصيرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة    قصة قصيرة  I_icon_minitime25/11/2013, 01:20

أسلوب قصصي رائع ومشوق
تابعت قصتك كلمة كلمة فوجدت بها ما سرني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة
» قصة قصيرة الى حد ما
» قصة حب قصيرة لكن ابكتني
» قصص قصيرة . مكيرة ( 3 )
» قصص قصيرة . مكيرة ( 1 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: