أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا نقلا عن مصادر طبية في مدينة بنغازي بأن 23 شخصا قتلوا وأصيب آخرون، في اشتباكات وقعت بين مسلحين غاضبين وكتيبة "درع ليبيا" التابعة للجيش الليبي والتي يصفونها بالمليشيات.
وقال المراسل محمود عبد الواحد إن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر كتيبة "درع ليبيا" وجرح ستة آخرين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية أن 58 شخصا أصيبوا بجروح في مواجهات بين متظاهرين مسلحين وكتيبة ثوار سابقين تابعة للجيش الليبي بشكل رسمي.
أما وكالة الأنباء الليبية فنقلت في وقت سابق عن متحدث باسم الجيش في بنغازي تأكيده مقتل 11 شخصا وجرح 38 آخرين.
وحسب الوكالة الفرنسية فإن عشرات المتظاهرين -وبعضهم كان مسلحا- حاولوا طرد كتيبة "درع ليبيا" من ثكنتها، مما أدى إلى وقوع مواجهات بين المجموعتين.
وقال المتظاهرون إنهم يريدون طرد "المليشيات" من مدينتهم، ودعوا القوات النظامية إلى الحلول محلها.
يشار إلى أن كتيبة "درع ليبيا" مؤلفة من ثوار سابقين قاتلوا نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، وهي تتبع رسميا الجيش النظامي حسب المتحدث باسم رئاسة الأركان علي الشيخي الذي قال في تصريحات تلفزيونية إن الكتيبة "قوة احتياط للجيش الليبي".
ودافع المتحدث باسم الكتيبة عادل الترهوني عن "شرعيتها"، مؤكدا هو الآخر ارتباطها رسميا بوزارة الدفاع.
وقال إنه شاهد مظاهرة سلمية استمرت بضع ساعات أمام مقر الكتيبة، ولكن "مسلحين اندسوا فيها وأطلقوا النار على مكاتبنا وألقوا قنابل".
والسلطات الليبية التي تجد صعوبة في تشكيل جيش وشرطة محترفين، تلجأ بانتظام إلى ثوار سابقين لتأمين حدودها أو فض نزاعات قبليةمظاهرات بطرابلس
وعلى وقع هذه الاشتباكات، نظم سكان العاصمة طرابلس بعد ظهر السبت مظاهرة سلمية احتجاجا على وجود الكتائب المسلحة في المدينة، وطالبوا بإخلائها من التشكيلات العسكرية ذات الطابع القبلي والفكري.
وتعهد المتظاهرون في بيان بالعمل على طرد الكتائب المسلحة وإخلاء المدينة من كافة المظاهر المسلحة، معلنين أن العاصمة ستكون مكانا "للشرعية فقط وليس القبلية".
كما حملوا لافتات كتب عليها "نعم للشرعية، نعم للانتخابات، نعم للجيش، نعم للشرطة، ولا للسلاح خارج الشرعية".