يبحث المنتخب القطري عن كتابة سطور جديدة في سجلات تاريخه ممنيا نفسه بأمل الترشح إلى "بلاد السامبا" والتواجد بين الكبار في أقوى التظاهرات العالمية الرياضية حيث تنتظره أهم وأصعب 90 دقيقة في مشواره بتصفيات كأس العالم عندما يستضيف نظيره الإيراني اليوم الثلاثاء في مواجهة صنفت على أنها من العيار الثقيل ضمن منافسات الجولة السابعة للمجموعة الأولى ضمن الدور الرابع الحاسم على استاد جاسم بن حمد بنادي السد.
ويحتاج العنابي للفوز بالنقاط الثلاث لينعش آماله في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يهيأ نفسه لمواجهة أوزبكستان في طشقند في الجولة الأخيرة من التصفيات يوم 18 من الشهر الحالي.
لكن المتتبع لمسيرة المنتخب القطري يرى أن لغة الأرقام تشير إلى أن حظوظه مازلت قائمة سواء بالتأهل مباشرة عبر احتلال المركزين الأول أو الثاني في المجموعة الأولى أو عبر الملحق باحتلال المركز الثالث، خصوصا وأنه يملك 7 نقاط ويبتعد بفارق 4 نقاط فقط عن المنتخب الأوزبكي المتصدرو3 نقاط عن كوريا الجنوبية ويتساوى في نفس الرصيد مع ضيفه الإيراني.
وتتصدر أوزبكستان التي لن تلعب في هذه الجولة برصيد 11 نقطة، مقابل 10 نقاط لكوريا، و7 نقاط لإيران التي تتقدم بفارق الأهداف على قطر لكن الأخيرة خاضت مباراة أكثر، ويأتي لبنان أخيرا وله 4 نقاط.
ويتأهل الأول والثاني مباشرة إلى النهائيات في البرازيل، في حين يلعب صاحب المركز الثالث ملحقا مع ثالث المجموعة الثانية، على أن يخوض المتأهل منه ملحقا آخر مع أحد منتخبات أمريكا الجنوبية لتحديد المنتخب الذي سيشارك في المونديال.
لا تحتاج هذه المواجهة بين المنتخبين إلى الكثير من الشرح، وتعتبر هذه الموقعة التي تستضيفها الدوحة هي السادسة عشرة بين الفريقين والثامنة في إطار تصفيات كأس العالم، ويعود تاريخ المواجهة الأولى بينهما في تصفيات كأس العالم إلى عام 1997، عندما تمكنت القوة الإيرانية الصاعدة آنذاك من الفوز بثلاثية نظيفة، ورد العنابي بقوة في لقاء الإياب بثنائية دون رد. وعاد بعدها المنتخب الإيراني إلى تكريس صحوته من جديد في 2004 بعد فوزه في مباراتين متتاليتين بواقع 3/ 1 و 3 /2.
لكن في باقي المواجهات نجح العنابي في الحفاظ على استقراره وعلو كعبه حيث كان التعادل سيد الموقف في آخر مبارياته ضد المنتخب الإيراني بواقع 1/1 سنة 2011 في لقاء الذهاب في الجولة الثانية عقبه مباشرة تعادل آخر في الجولة السادسة من مباراة الإياب بنتيجة 2/2 ثم تعادل سلبي في التصفيات النهائية لحساب الجولة الثالثة لتبقى الإثارة والتشويق العنوان الأبرز في تاريخ مواجهتهما في انتظار ما ستسفر عنه المواجهة الثامنة في تاريخ الفريقين ضمن التصفيات.
وبتحليل بسيط وقراءة سريعة لهذه المباراة حيث لايوجد هامش لارتكاب الأخطاء بين الطرفين في صراع سيمتد حتى صافرة الحكم وداخل مستطيل أخضر، يجمع كثيرون على أن المنتخب القطري يملك مصيره بين يديه على اعتبار أن المواجهة تعد مفصلية وستساهم بشكل كبير في تغير ورسم خارطة تأهل جديدة لذلك يجب اللعب بحذر ويقظة فأي نتيجة غير الفوز قد تقصي المنتخب وتدخله في دوامة من الحسابات يصعب الخروج منها.
ونفس الشيء ينطبق على المنتخب الإيراني الذي سقط في آخر مبارياته على أرضه وأمام جماهيره على يد أوزباكستان بهدف دون رد ويسعى بدوره إلى رد الاعتبار إلى الكرة الإيرانية ومصالحة جماهيره عبر فوز من أرض الدوحة ينقله إلى بر الأمان ويجعله يواصل مشواره بأريحية كبيرة خاصة وأنه لم تبق له سوى مباراتين والخسارة ستقلل من حظوظه وستخدم العنابي بطريقة مباشرة.