القاهرة: المتاحفالمتحف ليس مكاناً للترفيه فقط ، إنه مكان يجمع بين الثقافة والتعليم والترفيه ، وحصر هدفه ومقصده على الترفيه يعد غبناً لرسالته التي تؤسس " ثقافة المتحف " أو " الوعيالمتحفي " ، فهو - كما عرفته " منظمة المتاحف العالمية " ICOM - وهي منظمة مهنية دولية تأسست عام 1948م وتهدف إلى الارتفاع بمستوى العاملين في المتاحف وتوحيد جهودهم - : " معهد غير تجاري ، يعمل على خدمة المجتمع وتطويره ، يتابع ويعرض جميع ما يتعلق بالإنسان وبيئته ، لغرض الدراسة والثقافة والمتعة ، ويفتح أبوابه لعامة الناس ومختلفالمستويات " ، ومن ثم فالمتحف إحدى وسائل الاتصال ، وهو مؤسسة تعليمية لا تتقيد بسن معينة ،ومؤسسة تحافظ على التراث الإنساني والتاريخي والطبيعي ، إضافة إلى الجانب الترفيهي والسياحي ، ولذا اهتمت أغلب الدول بإنشاء المتاحف º حفاظاً على تاريخها وتراثها .
والمتحف هو نافذتنا على الماضي ، ويمتلك قدرة على توصيل ثقافة الماضي بدرجة قدتعجز الكتب عن التعبير عنها أو رسمها في ذهن القارئ ، فيكفي مثلا مشاهدة تمثال أوبردية معينة أو آلة قديمة حتى يدرك مشاهدها مدى ما وصل إليه الأقدمون من تقدم .
وأبرز متاحف القاهرة، هي :
أولاً : المتحف المصري :
يوجد حالياً فى ميدان التحرير بوسط القاهرة ، وقد وضع تصميمه المهندس الفرنسي " مارسيل دورنون " عام 1900م ، علىالطراز الكلاسيكي الحديث ، ويتميز هذا المتحف بأنه أكبر متحف في العالم يضم حضارةشعب واحد º فمتحف اللوفر أو المتحف البريطاني بلندن أكبر منه بثلاثة أضعاف تقريباً ، لكن لا يضم أي منهما حضارة شعب واحد ، فهما يضمان الحضارات الآشورية والإغريقيةوالمصرية والسورية وغيرها .
ويضم المتحف عدداً هائلاً من القطع الأثرية المصرية ، والمومياوات ، كما يضم أيضاً كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون ، أحد أشهر ملوك العالم القديم ، والذي تم اكتشاف مقبرته عام 1922م .
****
ثانياً : متحف الخزف الإسلامي :
من المتاحف الفنية المتميزة ، ويمكننا من خلاله أن نتعرف علي نشأة المركز ونتعرف علي فن الخزف الإسلامي الحافل بالثراء وبالتنوع ، ويعرض المتحف لنا الكثير من القطع الخزفية وطرز الخزف الإسلامي ، إذ يحتوى على تحف إسلامية نادرة من الخشب والمعدن والجص والخزف والزجاج والبلور والمنسوجات والسجاد ، تنتمى إلى جميع العهود الإسلامية ، وبه بعض المشكاوات الزجاجية من عصر المماليك لا نظير لها فى متاحف العالم ، وقد افتتح فى عام 1903م ، وهو واحد من أعظم متاحف الدنيا .
وهو متحف فى قصرٍ مشيدٍ على طراز العمارة الإسلامية ، ويقع القصر بمنطقة الجزيرة ، بحى الزمالك بالقاهرة ، ومدخله الرئيسى من شارع الجزيرة ، و تطل الواجهة الشرقية للقصر على فندق " ماريوت " من شارع زكريا رزق ، والواجهة الغربية على شارعالمرصفى .
يعمل المتحف طوال أيام الأسبوع : من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة والنصف مساء ، ثم من الخامسة والنصف حتى العاشرة مساءً .
****
ثالثاً : المتحف القبطي :
تمتأسيس المتحف القبطي على يد مرقس سميكة باشا عام 1910م ، ويقع في مكان غايةالأهمية من الناحية التاريخية ، فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير ، الذي يعتبر منأشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر ، وتبلغ مساحة المتحف الكلية - شاملةً الحديقة والحصن - حوالي 8000 م ، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد ،وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1984م .
ويبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 قطعةأثرية ، وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعاً لنوعياتها إلى اثنى عشر قسماً ، عرضت عرضاً علمياً وعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ، والمتحف القبطى أروع مجموعة قبطية أثرية فى العالم تضم – من ضمن مكوناتها - منشورات ومعلقات وأيقونات ومنسوجات .
العنوان :مصر القديمة ـ شارع مارجرجس
يفتح المتحف القبطي أبوابه من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الخامسة مساءاً يومياً .
****
الرابع : المتحف الزراعي :
وهو من المتاحف الكبيرة في العالم ، وتم افتتاحه عام 1938م ، وتشاهد به أندر أنواع النباتات والحيوانات المحنطة ، ويقع في (حي الدقي ) ، مواعيد العمل فيه من التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية بعد الظهر ، ما عدا يوم الاثنين .
وهو متحف ضخم يضم سبعة متاحف كبيرة في داخله ، وتزيد مساحته عن ثلاثين فداناً ( تساوي 125 ألف متر مربع ) ، تشغل منها مباني المتاحف حوالي 20 ألف متر مربع ، وباقي مساحة المتحف حديقة تضم أنواعاً متعددةً من الأشجار والنباتات النادرة ، والمسطحات الخضراء ، إضافةً إلى حديقتين على الطراز الفرعوني .
وهو أول متحف زراعي في العالم ، ويحوي آلاف المعروضات التي تتناول تاريخ الزراعة في مصر منذ البدايات الأولى لخطوات الإنسان على أرض مصر وحتى عصرنا الحالي .
يملك المتحف نوادر قيمة لا توجد في أي مكان في العالم ، ومنها نبات انقرض من الوجود ولا يوجد إلا في المتحف ، وهو نبات " البرساء " الذي كان مقدساً عند الفراعنة ، حيث يحتفظ المتحف بأوراق وثمار وساق هذا النبات .
كما يضم المتحف مجرشاً ( آله لطحن الحبوب ) يرجع تاريخها إلى 15 ألف سنة ، ومئات من الصور الفوتوغرافية ، وعدداً كبيراً من اللوحات الفنية والماكينات التي تجعلك تعيش ماضيها وأنت بين يديها .
يضم المتحف الزراعي – حالياً - سبعة متاحف ، تستخدم أحدث وسائل العرض ، وبطرق علمية راقية ، من حيث الإضاءة والتهوية وطريقة العرض ، نظراً لأن غالبية المعروضات في المتحف من المواد العضوية التي تتفاعل مع الرطوبة والضوء ، لذلك استخدمت بعض الأجهزة الحديثة لمعالجة بعض أنواع الأشعة في " فاترينات " العرض ، وأجهزة لامتصاص الرطوبة بطرق علمية دقيقة ، وجاء عرض مقتنيات المتحف وفق أسلوب علمي وتاريخي ، حيث اختيرت المعروضات لتكمل الصورة التي يحاول كل متحف رسمها أو توصيلها للزائر أو المتخصص .
وأبرز هذه المتاحف السبعة المتضمنة فيه :
( أ ) متحف الزراعة المصرية القديمة :
يعتبر هذا المتحف أحدث وأهم متحف في العالم ، يحكي تاريخ الزراعة المصرية من عصر ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الفرعوني ، وقد أنشئ مبنى جديد لهذا المتحف ، وافتتح في 7 من ذي القعدة 1416هـ الموافق 26 من مارس 1996م ، ويتكون من طابقين .
ويضم المتحف ثلاثة آلاف قطعة أثرية ، منها بعض الآثار النادرة للغاية ، مثل : نبات " البرساء " المنقرض ، وتابوت لطفل يرجع تاريخه إلى ما قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة ، أي قبل نبي الله " موسى " عليه السلام بأكثر من ألف عام ، وبقايا عظام جمل يرجع تاريخها إلى 5 آلاف سنة ، وصومعة صغيرة لتخزين الحبوب يرجع تاريخها إلى ثمانية آلاف سنة ، وتمساح نيلي محنط يبلغ طوله خمسة أمتار ، ومومياء نادرة للغاية لغزالة محنطة ، وقمح في سنبلة يرجع تاريخه إلى أكثر من ألف سنة قبل نبي الله " يوسف " عليه السلام ، وأوراق بردي ، وأقلام فرعونية للكتابة على البردي ، وخبز وفطائر ، منها كعكة محشوة بالتين من دقيق القمح يرجع تاريخها إلى 1500 عام قبل الميلاد ، ومنسوجات نادرة ، منها قطعة من منسوج يسمى " ثوب الهواء " أو النسيج الملكي الذي يتميز بدقة النسج ونعومته ، ويشير الخبير والمهندس " محمد العقاد " رئيس البحوث بالمتحف إلى أن هذا النسيج كان الفراعنة يختـبرون جودته من خلال تمـرير الثوب بأكمله من خلال خاتم ، وإلا تعرض النساج للعقاب .
ويضم المتحف أيضاً بعض الرسوم الكاريكاتورية منذ الفراعنة ، ومنشوراً ملكياً بتحريم صيد الحيوانات النافعة في مكافحة الآفات الزراعية ، ولعب أطفال قديمة ، وسكيناً نادراً من الحجر الصوان ، ومجموعة نادرة من السلال ، والحبال و" الصنادل " والأواني والمحاصيل .
وتوجد بالمتحف قاعة للديورامات التي تجسد بعض مشاهد الحصاد والزراعة في مصر القديمة ، كما أنشئت أمام المتحف حديقة على الطراز الفرعوني .
أما المتاحف الأخرى به فهي :
( ب ) متحف الزراعة في العصر اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي
( ج ) متحف المجموعات العلمية
( د ) متحف المملكة النباتية
(هـ) البهو العربي
( و ) متحف القطن
( ز ) متحف المقتنيات الأثرية
****
الخامس : متحف قصر المنيل :
يعد متحف قصر المنيل - أو قصر الأمير محمد علي - من أجمل وأهم المزارات التاريخية الحديثةبالقاهرة ، حيث يعبر عن فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث ، ويعكس صورة حية لما كانت عليهحياة أمراء الأسرة الملكية السابقة .
وتم بناء القصر على الطراز الإسلامي ، وشاعت فيه أيضاً الروح الفارسية والسورية والمغربية ، كما بدت في زخرفة مبانيه روح الطراز العثماني ، ويتكون القصر من أقسام متعددة يطلق عليها اسم " السرايات " بجانب بنايات أخرى ، وجميعها تشتمل على فنون معمارية وزخرفية من طرزإسلامية مختلفة .
يحيط بالقصر سور يعلوه برج الساعة ، وهو مبني على الطريقة المغربية ، ويوجد بجانبه مسجد صغير يعد تحفة معمارية وفنية ، كما تحيط بالقصر، المكون من ثلاث طوابق ، حديقة واسعة تبلغ مساحتها 30 فداناً ، بها الكثير منالنباتات النادرة .
ويشتمل مبنى القصر من الداخل على سراي الاستقبال وقاعة العرش - حيث كان الأمير يعد نفسه ليتولى البلاد - والقاعة الذهبية ومتحفـاً للصيد وضعت فيهرؤوس الوعول وغيره من الحيوانات التي اصطادها الملك فاروق ، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفراشات الأفريقية النادرة .
كما يشتمل القصر من الداخل على مخطوطات أثريةإسلامية ، ومنسوجات مطرزة ، بالإضافة إلى مجموعات نادرة من السجاد والآوانى البلورية والشمعدانات ، والمقتنيات النفيسة مثل مجموعة صور بالحجم الطبيعي للعائلة المالكة منأسرة محمد علي .
****
السادس : متحف الصيد :
هذاالمتحف كان عبارة عن ممر طويل ملاصق للسور الشمالى لقصر عابدين ، يطل على حديقةالقصر بعدة فتحات ، وقد تم تحويل هذا الممر ليناسب عرض المقتنيات التي تم جمعها منقصور واستراحات الملك " فاروق " والأمير " يوسف كمال " اللذين عرفا بعشقهماللصيد ، وقد تم الانتهاء من العمل فى هذا المتحف وافتتح للجمهور عام 1963م .
وبالنسبة لمحتويات المتحف ، فهو يحوى العديد من المقتنياتأغلبها لحيوانات طيور وزواحف محنطة ، ورؤوس وجماجم وقرون لغزلان وجاموس وكباش جبلية ،وبالمتحف كذلك تمساح تم صيده بجنوب أسوان ، ومجموعات كبيرة من طيور البيئةالمصرية ، ومجموعات أخرى من بيئات غير مصرية أو من الطيور المهاجرة ، منها النسور والصقور ، ومجموعات من الفراشات النادرة ذات الأشكال والألوان الفريدة .
ومن أندر وأشهر التحف الموجودة بداخل المتحف ، عقد خاصبالملكة " فريدة " زوجة الملك فاروق من الذهب المحلى برؤوس عصافير حقيقية مركب لهامناقير من الذهب .
****
السابع : متحف أحمد شوقي :
كانت كرمة ابن هانئ فى البداية فى المطرية ، وعندما عاد شوقى منمنفاه سنة 1920 لم تطب الإقامة له فيها ، لذلك قرر أن يبنى كرمة ابن هانئ الجديدة على نيل الجيزة ، وكانت تقع فى شارع مبرح بن شهاب فى ذلك الوقت ( شارع أحمد شوقى الآن ) ، ولم يكن شارع النيل موجوداً فى ذلك الوقت بالصورة الحالية ، وكانت تمر بجوار كرمة ابن هانئ ترعة صغيرة ، كما بنى شوقى بجوار الكرمة داراً أخرى مشابهة لها خصيصاً لسكنى ابنته أمينة ، كما كان الحال فى كرمة ابن هانئ بالمطرية ، وسميت كرمةابن هانئ بهذا الاسم لحب شوقى للشاعر الحسن بن هانئ ( أبى نواس ) , وفى 14 أكتوبر سنة 1932م أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراراً بنزع ملكية كرمة ابن هانئوتحويلها إلى متحف فى 3 مايو 1972م .
يحتوى المتحف على أثاث منزل أحمد شوقى : ( حجرةنوم الشاعر –حجرة مكتبة– حجرة نوم زوجته –حجرة الصالون الخصوصى – مكتبةالشاعر ، وهى تضم 335 كتاباً ، بعضها تحتوى صفحاته على مسودات بخط يد الشاعر ) ، كمايضم المتحف ضمن مقتنياته 713 ورقة عليها كتابات بخط يد الشاعر ، هى مسودات لبعضقصائده وكتاباته النثرية ، كما يعرض المتحف الأوسمة والنياشين والهدايا التى حصلعليها شوقى فى المناسبات المختلفة ، وملابس التشريفة الخاصة به ، ومجموعة من الصورالزيتية والتحف والصور الفوتوغرافية الخاصة بالشاعر وأسرته وأقاربه وبعض أصدقائهوكذلك بعض الشخصيات الهامة .
****
الثامن : قصر عابديــن :
هذا القصر هو مقر الحكم أيام الملكية ، وبُني بأمر من الخديوي إسماعيل ، وهو الآن يعتبر مجمع من المتاحف .. يعني يضم بداخله عدداً من المتاحف .. منها :
( أ ) متحف الفضيات .
( ب) متحف المقتنيات الملكية .
( ج ) متحف الأسلحة .
( د ) متحف النياشين .
( هـ ) متحف الكريستال .
( ه ) متحف هدايا الرئيس مبارك ... إلخ
يتبع