شخص واحد يتحكم فى مصير العشرات من جيرانه و"ينوم المنطقة من المغرب"
بأوامره، فلا صوت يعلو فوق صوته، استغل حيازته للأسلحة النارية وقنبلة
اشترها من أحد معارفه، وهدد جيرانه من أجل الانصياع لأوامره، وفتح سوق
قطاعى وجملة لبيع المخدرات و"البرشام" على طريقة "الباطنية" دون أن يفكر
أحد فى اللجوء للشرطة، خوفاً من "عنفوانه" وتهديده المستمر للمنطقة
بتفجيرها بأكملها.
"عبد الحكيم.ا.ع" أو "حكيم" كما يطلق عليه جيرانه ومعارفه فى قرية
"الطرفاية" بالبدرشين جنوب الجيزة، شاب لم يتخطَ عمره الثلاثين عاماً، إلا
أنه سجل اسمه مع أشهر عتاة الإجرام بمنطقة جنوب الجيزة، بسبب ارتكابه حوادث
بلطجة واتجار فى "الصنف"، حتى إنه كان مطلوباً لدى جهات الضبط ومباحث
الجنائية بمديرية أمن الجيزة.
بدأ "حكيم"، بحسب تحريات مركز شرطة البدرشين، نشاطه الإجرامى ورحلته فى
عالم الجريمة عقب اندلاع ثورة 25 يناير، حيث كان شقيقان يسيطران على منطقة
"الطرفاية" بأكملها قبل الثورة، واشتهرا الشقيقان بالاتجار فى المواد
المخدرة وعمليات السطو المسلح على السيارات وسرقتها بالإكراه، إلا أن قوات
الأمن بمديرية أمن الجيزة داهمت منزلهما إبان الثورة وتمكنت من القبض على
أحدهما وبحوزته كميات كبيرة من البانجو، بعدما قاوم جهات الضبط وصعد على
أسطح المنازل فى محاولة منه للهرب، بينما بقى شقيقه الثانى طليقاً وبعيداً
عن أعين ضباط المباحث، حتى اشتبك مع خصومه من تجار "الكيف" وتبادلوا إطلاق
الرصاص وانتهت قصته بالموت على أيديهم.
خلت الساحة من المسجلين خطر والبلطجية وغمرت الفرحة أهالى المنطقة، إلا أنه
سرعان ما ذهبت فرحتهم بظهور "حكيم" والذى استغل انتهاء أسطورة "الأخوين"،
واشترى أسلحة نارية وقنبلة ووضعها فى منزله بالقرية، وهدد الأهالى بتفجير
المنطقة بأسرها فى حالة الإبلاغ عنه، خاصة أنه كان يتاجر فى "الصنف"
و"البرشام".
كانت المنطقة تنام من المغرب بأوامر "حكيم"، كما أنه كان يفرض الإتاوات على
المواطنين، ويمارس أعمال البلطجة، حتى تسربت أنباء لضباط مباحث مركز شرطة
البدرشين عن أعماله الإجرامية، وتم إجراء تحريات عنه أثبتت ارتكابه للعديد
من وقائع الإجرام والاتجار فى المخدرات والسلاح، فتم نصب أكمنة ثابتة
ومتحركة له فى محاولة للشرطة للقبض عليه، إلا أنه كان يهرب فى كل مرة،
مستغلاً رجاله ومساعديه الذين يستشعرون اقتراب الشرطة من المنطقة فيتصلون
به ليهرب.
تحركت قوة أمنية مكبرة من مديرية امن الجيزة مدعومة بسيارات الامن المركزى
ومجموعات قتالية وضباط مباحث مركز شرطة البدرشين فى غفلة من رجال "حكيم"
وتم تطويق المنطقة باكملها، واقتحام منزل المتهم وضبطه قبل ان يهرب، وتحريز
كافة الاسلحة النارية والقنبلة التى كان يهدد بها المواطنين والجيران
بالاضافة الى المواد المخدرة، وتم اقتياده الى المركز وسط حراسة امنية
مشددة.
كانت معلومات وردت للعميد جمال نفادى مأمور مركز شرطة البدرشين والمقدم
محمد غالب، رئيس مباحث البدرشين، مفادها امتلاك شخص قنبلة يهدد بها الأهالى
والجيران بقرية "الطرفاية" بتفجير المنطقة بأسرها، بالإضافة إلى اتجاره فى
المواد المخدرة والسلاح.
تم إعداد حملة أمنية قادها الرائد هانى إسماعيل، والنقيبان إيهاب الصاوى،
ومحمد جمال، معاونا المباحث، وتم مداهمة منزل المتهم، بعد استئذان النيابة
العامة، والقبض عليه، وعثر بحوزته على قنبلة يدوية الصنع، وكمية من الأقراص
المخدرة، واعترف المتهم امام العميد خالد عميش مفتش مباحث الجنوب، باشراف
اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية، بحيازته للمضبوطات للدفاع عن
النفس ومقاومة جهات الضبط وتهديد الأهالى، فأحاله اللواء عبد الموجود لطفى،
مدير أمن الجيزة، للنيابة لمباشرة التحقيقات.