أثارت دعوة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس للولايات المتحدة بعدم إعطاء مصر أية معونات اقتصادية إلا إذا التزم النظام بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وقوله " لاتوجد إدارة أمريكية يمكنها أن تترك مصر تنهار" استنكار العديد من السياسيين، معتبرين تصريحاته دعوة صريحة لأمريكا للتدخل في الشان المصري.
حيث وصفه مجدي حسين –رئيس حزب العمل الجديد، بـ "عميل أمريكا " ، ومقاول الجيش الأمريكي في كل المناورات والعمليات العسكرية ، مؤكدا أن علاقته بالغرب بشكل عام وأمريكا بصفة خاصة ، علاقة معروفة وتحكمها المصالح .
وأكد حسين أن الإستقواء بالخارج أصبحت موضة ، ولكنها مفيدة لخريطة الصراع السياسي في مصر ، حتى يتضح أن الثورة المضادة التي تقودها أمريكا لإجهاض الثورة المصرية ، هو أحد الأهداف للغرب ، لكي تعود مصر مستعمرة أمريكية مرة أخرى ولا تفلت من يدها ، وهو ما يفسر الإضطرابات والأزمات المتلاحقة التي تواجهها البلاد ، عن طريق العنف والفوضى وأعمال التخريب التي لا تنتهي، لافتا إلى أن هناك شبكات "صهيوأمريكية" نُسجت على مدار ثلاثين عاما ، وهي التي تقود الفوضى وتدعمها .
وأضاف أن استدعاء أمريكا من قبل ساويرس ، يهدف إلى الترويج لها على انها المنقذ الوحيد لمصر والحامي للديمقراطية في العالم، مطالبا محاكمة ساويرس والمستشار أحمد الزند الذي أدلى بتصريحات مشابهة بتهمة الخيانة العظمى ، مشيرا إلى أن مصر لا يمكن ان تكون افغانستان أخرى ، ويستحيل المساس بالسيادة المصرية، فلا نريد " كارازاي "او" بليمر" اخر يحكمنا، فقد جعلت أمريكا مصر هدفا لها وكان "مبارك " هو الأداة لتخريبها .
وفي السياق ذاته طالب الدكتور جمال نصار، رئيس منتدي السياسيات و الاستراتيجيات البديلة و مدير مركز الحضارة للدراسات المستقبلية ، بأن يؤدي كلا من ساويرس والمستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة ما عليهما ، ثم يتحدثون عن إنقاذ الدولة عن طريق إستدعاء أمريكا ، مشيرا إلى ان الخلاف السياسي الموجود على الساحة لا يجب ان يدفع البعض للإستقواء بالخارج ، بزعم أن ذلك هو المخرج الوحيد للبلد ، ولا يمكن بأي حال تطبيق دستور بلد آخر حتى لو كانت دولة عظمى .
وأشار نصار إلى ان هناك بعض الإشكاليات التي تتعلق بنهب أراضي من قبل الزند ، كما أن نجيب ساويرس أيضا لديه ديون وضرائب للدولة تقدر بمليارات ، ومن الأولى أن يعطوا الدولة حقها ، بدلا من النصب وتكدير السلم العام ، مناشدا الجهات المختصة بالتحقيق معهم نظرا لما يتسببوا به من إضرار بالأمن القومي المصري .
من جانبه قال ممدوح إسماعيل ، عضو مجلس الشعب المنحل ، إن من يدلي بتلك التصريحات يعد فاقدا للإنتماء لبلده ،مؤكدا أن ساويرس دائم التغزل في الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية ، وليست المرة الأولى التي يطالب فيها بالتدخل لحماية الأقباط أو المصريين ، ويتحدث باسم الشعب وهو لا يعبر عنه بالأساس .
وأضاف إسماعيل أن مصر لا تقبل أن تتدخل في شؤنها أي دولة حتى ولو كانت أمريكا، مؤكدا أن من ينادي بذلك لابد من معاقبته حتى يكون عبرة لغيره ، لافتا إلى ان حديث ساويرس بشأن تطبيق الدستور الأمريكي في مصر ، يعبر عن جهله وإفتقاده الولاء لوطنه، حيث أن الدستور في أي دولة يعبر عن قوميتها وشريعتها وثقافتها ، ولذلك فلا يمكن أن نقبل تطبيق دستور أمريكي في بلد عربية – اسلامية ، ولابد أن يعلم ساويرس أنه ينبغي ان يتحدث عن نفسه فقط .
وكان ساويرس قد أكد أن مصر لم تتغير بعد الثورة وأن قمع الحريات ما زال مستمرًا، وطالب بدور أكبر للولايات المتحدة في مساندتها ، وأكد أنه لا توجد إدارة أميركية يمكنها أن تترك مصر تنهار ، مشددا على ضرورة أن تقترن المساعدات الأمريكية لمصر بمشروطية التزام مصر بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة واستقلال القضاء وحرية الصحافة، وأن يطبق الدستور الأمريكي في مصر ؛ لأنه صالح لأي مكان !!