أ ف ب - توفي الروائي السوداني الطيب صالح صاحب "موسم الهجرة الى الشمال" اشهر رواية عربية في العالم، عن ثمانين عاما في احد مستشفيات لندن حيث كان يقيم، حسب ما افاد احد اصدقائه.
والطيب الصالح الذي تم ترشيحه للمرة الثانية من قبل كتاب سودانيين وعرب للحصول على جائزة نوبل لهذا العام، من اكبر الادباء العرب في القرن العشرين واشهرهم اثر ترجمة روايته الشهير الى 56 لغة واختيارها في 2002 من بين اهم مئة رواية في تاريخ الادب العالمي.
ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمال السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها. وفي 1952 غادر السودان الى بريطانيا حيث عمل في القسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) وشغل منصب مدير قسم الدراما.
وانتقل صالح بعد ذلك للعمل في قطر ثم عاد ليتولى منصبا دوليا في مقر المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم في باريس.
كان الطيب صالح قد بدأ يكتسب شهرة كروائي متميز في 1966 عند صدور روايته "موسم الهجرة الى الشمال" عن دار العودة في بيروت. وقام كبار النقاد العرب بالكتابة عن روايته. وقد ابرز قيمتها الادبية خصوصا الناقد المصري الراحل رجاء النقاش مما دفع بها لواجهة الادب العربي باعتبارها واحدة من اهم الروايات العربية المعاصرة.
وتعد "موسم الهجرة إلى الشمال" من الاعمال العربية الاولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها وصورة الاخر الغربي بعيون الشرقي والغربي بعيون الاخر الشرقي الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وقد تطرق الطيب صالح في روايته الى هذه العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني الذي يذهب ليدرس في العاصمة البريطانية لندن. وهناك يضيف الى جانب تميزه وذكائه العقلي وتحصيله الجامعي العالى رصيدا كبيرا في اثبات فحولته الجنسية مع نساء بريطانيا الذين احتلوا بلاده مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني.
ورغم الاحتفاء بروايته عربيا وعالميا، منع تداولها في بلاده في تسعينات القرن الماضي بعد اكثر من ثلاثين عاما على صدورها اثر تولى الاسلاميين السلطة فيها وذلك لتصويرها مشاهد واستخدامها كلمات توحي بالجنس.
ولم يكتب الطيب صالح سوى اربع روايات ومجموعة قصصية خلال رحلة طويلة مع الادب بدأت منذ 1960 سنة نشره اول قصة قصيرة "نخلة على الجدول" في احدى الصحف اللبنانية.
الا انه كتب اعماله بنفس ورؤية واسلوب مختلف ركز فيها بغالبيتها على حياة الريف السوداني باساليب مختلفة.
والروايات الصادرة له الى جانب "موسم الهجرة الى الشمال" هي "مريود" و"ضو البيت" و"عرص الزين". اما مجموعته القصصية فتحمل عنوان "دومة ود حامد".
وصدر له في السنوات الاخيرة مختارات الطيب صالح التي تضمنت العديد من المقالات المنشورة في الصحف العربية. وقد صدرت عن دار مدبولي في القاهرة ضمن تسعة مجلدات هي "المنسي" و"خواطر الترحال" و"وطني السودان"، بالاضافة الى "مضيئون كالنجوم" الذي جاء في مجلدين احدهما يتعلق بالغرب والشخصيات الغربية والثاني بالشرق والشخصيات الشرقية و"في رحاب الجنداية واصيلة" و"العرب والفرنجة" و"ذكريات المواسم".
وكان مؤتمر الرواية العربية في القاهرة 2005 منحه جائزة الرواية العربية عن روايته "موسم الهجرة الى الشمال" بعد ان شارك في لجنة التحكيم في هذه الجائزة بدورتها الاولى التي منحت الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف اول جوائزها.
وتولى رئاسة لجنة التحكيم في دورتها الثانية التي منحت للروائي المصري صنع ابراهيم ثاني جوائزه بعد ستة اعوام من منح الجائزة الاولى الا انه رفضها ملقيا بيانا سياسيا انتقد فيه النظام المصري